«سناك» الذرة... في أكياس البلاستيك يدمر الصحة

23:42 مساء
قراءة 6 دقائق
تكشف الدراسات والأبحاث كل يوم، خطر تناول بعض الأطعمة، والتي يقبل الكثير عليها دون علم بمدى الضرر الذي يمكن أن تسببه للجسم، فبعض هذه الأطعمة مفيد للشخص ولكن طريقة طهيه وإعداده يمكن أن تحوله إلى قائمة الطعام المؤذية للمستهلك، وتتضاعف الخطورة إذا كان الأطفال هم المستهلكين الأكبر لهذه الأطعمة
سوف نتناول أحد هذه الأطعمة بالتفاصيل وهو الفشار الذي يعد من الوجبات اللذيذة التي يقبل عليها الكبير والصغير، وتقدمها الأم في أوقات السمر والسهرات والتسلية، وفي المناسبات والأعياد والاحتفالات، وكذلك يتناولها الطلاب أثناء فترات المذاكرة مع المشروبات كنوع من الوجبة الخفيفة، والبعض يستخدم الفشار في الحمية الغذائية التي يتبعها، وهو من الأطعمة الصحية والمسلية ومذاقه المحبب يجعل الكثير يقبل عليه، ولكن الأنواع الجاهزة والمصنوعة في الميكروويف تسبب أضراراً بالغة للشخص المستهلك، فالكثير من الدراسات في هذا الشأن أثبتت ارتباط بعض المشاكل الصحية بتناول هذا النوع من الفشار، ولا يتصور البعض أن هذه النوعية من الفشار يمكن أن تكون أحد أسباب مشاكل القلب، أو يصل تأثيرها السلبي إلى الدماغ، وتضعف من قوة الشخص البدنية وتحدّ من نشاطه وإمكانياته، ويهيئ البيئة المناسبة لبعض الأمراض الخطيرة، وفي هذا الموضوع سوف نوضح المشاكل والأضرار الضخمة التي يحدثها فشار الميكروويف على الجسم، ونطرح بعض الإرشادات التي يقدمها الأطباء للوقاية من هذه المشاكل.
التخمة والكوليسترول
يعتبر الفشار من أفضل وجبات «سناك» التي ينصح الأطباء بتناولها أثناء إجراء عمليات الرجيم والرغبة في التخسيس، لأنها تحتوي على عدد قليل من السعرات الحرارية والدهون، وتعطي الإحساس بالشبع لوقت طويل، ولكن يحدث العكس في حالة تناول الفشار الجاهز والمعد بواسطة أفران الميكروويف، حيث تتضاعف كميات الدهون والأملاح، ويؤدي إلى الإصابة بالتخمة وزيادة الوزن، ويضيع الهدف من تناول هذه الوجبة الخفيفة في تقليل الوزن، إضافة إلى وجود بعض النكهات والمواد الحافظة، ويتناول الأطفال هذه الأنواع من فشار الميكروويف، نظراً لطعمها المميز ونسبة الملوحة اللذيذة، كما تستسهل بعض الأمهات في عمل الفشار بواسطة الميكروويف، وتقدمه للأسرة وقت مشاهدة التليفزيون ومباريات كرة القدم، ويتناوله الموظفون في فترات العمل كوجبة خفيفة وسريعة قبل العودة للمنزل، وكل أنواع الفشار التي تعد بواسطة فرن الميكروويف تؤدي إلى حدوث أضرار للمستهلك، بسبب استعمال الزيوت المهدرجة والمحتوية على كميات ضخمة من الدهون المتحولة، والتي تسبب وصول الكوليسترول الضار إلى مستويات مرتفعة للغاية، وما يتبع ذلك من أضرار ارتفاع ضغط الدم وغيرها، كما يمكن أن تسبب موجات الميكروويف أضرارًا أخرى وتفقد الفشار الكثير من قيمته الغذائية، وتحوله إلى طعام ضار خاصة للأطفال الصغار.
الأكياس البلاستيك
تنتج بعض المصانع الفشار المعبأ بطريقة آلية في أفران الميكروويف باستخدام أكياس البلاستيك، وهذه النوعية من الفشار تتأثر بالمركبات الكيميائية الموجودة بأكياس البلاستيك، والتي تتفاعل مع الحرارة وتدخل في تكوين الفشار، حيث تحتوي هذه الأكياس على حمض مضر للغاية يسبب الإصابة بأمراض السرطان بعد فترة من تناول هذا النوع من الفشار، وخاصة سرطان البنكرياس والكبد والكلى، وربطت دراسة سابقة بين هذا الحمض وبين إصابة بعض النساء بالعقم، وأيضًا تسخين الفشار بهذه الأكياس يسبب نفس الأضرار، وبعض الشركات المنتجة تحاول التحايل واستخدام أكياس تتحمل درجات الحرارة، ولكنها في النهاية تتفاعل ويصدر عنها مواد كيميائية تم تصنيفها عالميًا ضمن المركبات التي تسبب أمراض السرطان، وإذا اضطرت الأم إلى استخدام فرن الميكروويف في عمل الفشار، فيجب أن تستعمل أواني البايركس التي تتلاءم مع فرن الميكروويف، والأفضل أن تعد الأم الفشار بالطرق التقليدية بوضع ملعقة زيت الذرة في إناء الطهي المعتاد، ولن يستغرق الأمر سوى 8 دقائق، كما يمكن إضافة الكثير من النكهات المتنوعة الطبيعية والمتوفرة في الأسواق بأنواع جيدة.
تلف العين
تستخدم عدد من مصانع الفيشار الجاهز بعض أنواع من النكهات الصناعية للزبدة، ومع استعمال هذه النكهات في أفران الميكروويف تنتج مادة تسمى ثنائي الأستيل، وبينت دراسة سابقة أن هذه المادة تستطيع اختراق الدماغ والوصول إلى خلايا المخ، ثم تقوم بالعمل على زيادة البروتينات الضارة بالدماغ، والتي تؤدي إلى ارتفاع فرص الإصابة بمرض الزهايمر مع الوقت، وتسبب التشتت وضعف الذاكرة على المدى القريب، حتى أنواع طعم الزبدة الطبيعية يمكن أن تصدر هذه مادة ثنائي الأستيل مع إضافة الفشار لها في فرن الميكروويف، على اعتبار أنها أحد المركبات الناتجة من هذه العملية، أما في مصانع إنتاج الفشار بالطريقة الآلية تنبعث غازات أكسيد النيتريك أثناء إعداد العبوات، وهذا الأكسيد يسبب أضرارًا بالغة على العاملين ومنها الوصول إلى حالة فقدان النظر تمامًا والإصابة بالعمى، والخطورة أن هذا الغاز ليس له رائحة ومدرج ضمن الغازات السامة للأشخاص، وله القدرة على الوصول إلى قرنية العين لدى العاملين في مجال إنتاج الفشار آليًا بالمصانع، ثم يبدأ في تلف وتدمير بعض الخلايا الحساسة التي تستقبل الصورة في العين، وفي حالة العمل فترة طويلة والتعرض لهذا الغاز بانتظام في دوام العمل تتفاقم وتتطور أضرار العين، إلى أن تصل إلى حالة العمى الكلي.
فوائد كثيرة
تناول الفشار المعد بالطرق التقليدية له الكثير من الفوائد، بعيدًا عن الفشار الجاهز المعد بطريقة إلكترونية وآلية في مصانع إنتاج آلاف العبوات الجاهزة للبيع، وهذه الفائدة تتحقق بالطرق الصحية في عمل الفشار المنزلي بالأسلوب المعتاد، ويفضل استعمال أي نوع من زيت الذرة، ويحذر الأطباء من استعمال السمن الصناعي والذي يحتوي على الزيوت النباتية المهدرجة، ويجب عدم الإفراط في إضافة كميات كبيرة من ملح الطعام، ولا يستحسن استخدام المواد السكرية التي تعطي نكهات متنوعة، وينصح الأطباء بتناول الفشار للحصول على فوائده الكثيرة، ومنها احتواؤه على الكثير من الفيتامينات الضرورية للجسم، ومنها فيتامين «ب» الذي يعمل على حماية الخلايا الناقلة للإشارات العصبية في الدماغ، ويساهم هذا الفيتامين في حماية الجهاز العصبي عمومًا، كما يحتوي الفشار على فيتامين «ك» وفيتامين «أ» الضروريين لإنتاج بروتين العظم، ويساعدان في حالة تخثر الدم، ويشتمل الفشار على بعض الأحماض الأمينية التي تساعد الجسم على تجديد الخلايا، ويحفز الفشار الدماغ على إنتاج الهرمون الذي يعمل على حدوث التوازن العضوي الطبيعي للشخص، عن طريق تنشيط خلايا الدماغ دون حدوث ارتفاع في ضغط الدم أو إرهاق للقلب، وهذا الهرمون أيضًا يطلق عليه مسمى هرمون السعادة، نتيجة التأثير الإيجابي الذي يحدثه للشخص من مشاعر بالفرح والسرور وخلق جو الأمل والتفاؤل، والإقبال على الحياة أي توفير حالة التوازن النفسي الصحية، ويعالج الفشار مشكلة الإمساك، نتيجة وجود الألياف الغذائية بكميات كبيرة، ويفيد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل وأمراض القلب، لأنه يمنع امتصاص الكوليسترول الضار في الجسم، بل يعمل على توزان الكوليسترول النافع مع الضار، كما يؤدي إلى حدوث توازن في معدل السكر في الدم، وهو من الأطعمة التي يمكن أن تساهم في وقف ارتفاع السكر لدى مرض السكري.

مشاكل الرئة

تشير دراسة جديدة إلى أن تناول الفشار المصنوع في الميكروويف، يؤدي إلى إصابة الرئة بكثير من المشاكل، حيث يحمل هذا النوع من الفشار، مركبات مثل الموجودة في السجائر، وبالتالي تكون له أضرار كأضرار التدخين.
وتسبب هذه المركبات سعالاً شديداً واضطراباً في عمية التنفس، وتزيد من التهابات الجسم وترفع من فرص إصابة الرئة بالسرطان، وتحتوي الأنواع التي تم إعدادها بواسطة الميكروويف، على نسب عالية من الدهون المضرة.
وفي دراسة أمريكية واسعة، وُجد أن الأمريكيين يستهلكون حوالي 18 مليار عبوة من الفشار الجاهز، ومعظم العبوات تنتج في مصانع تستخدم أفران الميكروويف. ولاحظت هذه الدراسة حدوث خلل في صحة الرئتين لدى العاملين بهذه المصانع، خاصة الأنواع التي يتم إضافة طعم الزبدة إليها، وبعض النكهات الأخرى.
ورفعت الدراسة تقريراً إلى المسؤولين عن الصحة، تكشف فيه وفاة عدد من العاملين بسبب أمراض الرئة. وفسرت الدراسة ذلك بانبعاث مادة كيميائية أثناء إنتاج الفشار، وهي مادة تسبب انسداد الشعيبات الهوائية، نتيجة إصابتها بالالتهابات، ومع الوقت أدوت إلى تلف أجزاء من الرئة، وسمي هذا المرض فشار الرئة.
ولاحظت الدراسة الارتفاع المتزايد لهذا المرض بين العاملين في مصانع إنتاج الفشار، كما تم إجراء أبحاث تأكيدية على فئران التجارب، لمعرفة تأثير هذا المادة على الصحة، وهذه المادة الكيميائية سهلة الانتشار في هواء مصانع الفشار، ويتنفسها العاملون وقتاً طويلاً أثناء العمل. ودعت المنظمات مصانع الفشار إلى التخلي عن هذه المادة في صناعة الفشار، بعد ظهور بعض أمرض سرطان الرئة بين عدد من العاملين بهذه المصانع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"