أحمد خليفة السويدي.. رجل سياسة من طراز رفيع

أذاع بيان الاتحاد وتولى أول حقيبة لـ «الخارجية»
05:06 صباحا
قراءة 3 دقائق
إعداد:أمين الجمال

رفيق المغفور له ،بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، عاش مع سموه الحلم، وكافح تحت ظل توجيهات المؤسس الأول لحلم الوحدة، حتى إذا اكتملت الصورة لدولة اتحادية، ينضوي تحت رايتها 7 إمارات، صدح صوته عبر الأثير، يذيع البيان التاريخي والأهم في العصر الحديث، بقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، في 2 ديسمبر 1971.

إنه أحد رجالات الرعيل الأول.. أحمد بن خليفة بن أحمد بن خليفة بن خميس بن يعروف السويدي، الذي ولد في مدينة العين عام 1937، في مدينة شهدت حياة القائد، وباني الاتحاد المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
تخرج في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وعايش تجارب سياسية متعددة في ظل حكم الشيخ زايد بن سلطان في إمارة أبوظبي، فكان مستشاره الأمين، وقد صقلت مواهبه السياسية بالتجارب والتعليم الأكاديمي معاً، كما كان شاهداً على اللحظات التاريخية والاجتماعات التي عقدت مع مختلف الإمارات قبل قيام الاتحاد، وشهد بنفسه نواة تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، التي أصبحت بفضل شعبها الوفي وقيادتها الحكيمة وجهة عالمية ونواة مركزية للعالم.

مسؤولو الدوائر

عندما بدأ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في إرساء قواعد الإدارة الحكومية، في إمارة أبوظبي، وتنظيمها على أسس عصرية، جمع حوله مجموعة من الرجال، شاركته الطموح، فأصدر مرسوماً أسند فيه مسؤولية الدوائر المحلية إلى عدد من الشيوخ وأهل الخبرات، من بينهم أحمد خليفة السويدي، الذي أسندت إليه يومئذ رئاسة ديوان الحاكم.

ومنذ اليوم التاريخي الذي أذاع فيه السويدي بيان تأسيس الاتحاد، تبوأ منصب أول وزير خارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وكان أبرز مستشاري المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وقد استمر في هذا المنصب سنوات، حتى عين ممثلاً لصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله.

ويعد السويدي علماً من أعلام الإمارات، وواحداً من الوجوه الوطنية البارزة في مسيرة بناء الدولة الاتحادية، وأحد أهم رجالاتها، وكانت له إسهامات متميزة في ميادين العمل الثقافي والإنساني والعام، وعلى مختلف الصعد.

كما كان أحد مؤسسي جهاز أبوظبي للاستثمار، الذين ورد ذكرهم في كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال القمة الحكومية عام 2015.
وكرّمه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ضمن 44 شخصية إماراتية في الدورة الثانية من مبادرة أوائل الإمارات، فهو من ألقى بيان الاتحاد، وأول وزير لخارجية دولة الإمارات العربية المتحدة.

في مصر

بعد سفر عائلته إلى قطر، سافر السويدي إلى جمهورية مصر العربية، ليلتحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وليدرس بها.

وقضى سنوات الجامعة في ستينات «القاهرة»، حسب ما ذكر في عدد من المواقع، تلك السنوات الحالمة من رومانسية الثورة وزعامة «عبد الناصر» الكاسحة، في سنوات المد القومي والمجد العربي، وذروة الدور المصري في المنطقة.
وكان وعيه وحبه لمصر «الكنانة» بلا حدود، التي كان مغرماً بزرعها الأخضر، ملبياً لدعوات زملائه لزيارة قراهم أثناء الدراسة الجامعية، حباً في الريف المصري، وتعلقاً بالفلاح البسيط في الدلتا والوادي.
وكان من بين زملائه في الدراسة، المفكر الكبير الدكتور مصطفى الفقي، الذي أكد في تصريحات له مدى ارتباط السويدي الشديد بمصر.

بعد التخرج

تخرج السويدي عام 1966، قبل النكسة بعام واحد، وعاد إلى وطنه إمارة أبوظبي، بعد تولي المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد حكم الإمارة، وقد تولى أحمد خليفة السويدي رئاسة الديوان الأميري فور عودته، ثم أصبح أول وزير لخارجية دولة الإمارات المتحدة.

ويعتبر أبرز مستشاري «الشيخ زايد» طوال سنوات حكمه، حيث صاحب الشيخ زايد في مرحلة إنشاء الاتحاد منذ اليوم الأول.

تقدير السادات

يُذكر لأحمد خليفة السويدي هذا الدور الوطني والقومي الذي لا تنساه له مصر، ولا العرب أيضاً، عندما أوفدته «قمة بغداد»، ضمن وفد رفيع للقاء الرئيس المصري محمد أنور السادات، بعد توقيع «اتفاقية السلام»، حيث أشاد الرئيس المصري بدور السويدي، وذكره بكلمات طيبة تعكس اعتراف القاهرة بدوره.

وظل أحمد السويدي يعمل بجد ووعي لخدمة بلاده، وبعد وفاة الشيخ زايد، رحمه الله، انصرف إلى القراءة المكثفة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"