مسقط - "الخليج":
على الرغم من صعوبة التضاريس واتساع مساحة السلطنة إلا أن الأفلاج العمانية تقدم ومنذ أقدم العصور شبكة متكاملة للري ونقل المياه من قمم الجبال وبطون الوديان إلى مسافات طوال ليستخدمها العمانيون في الري وغيره، ولذلك أدرجت ضمن مواقع التراث العالمي في السلطنة، ووجدت الأفلاج في عُمان منذ ما قبل الإسلام، وهو نظام هندسي للري تتوارثهُ الأجيال منذ مئات السنين، فبعض أفلاج مدينتي منح وسمائل على سبيل المثال تم بناؤها منذ ما يزيد على 1500 عام، بينما توجد أفلاج في المنطقة الشرقية بُنيت في بداية القرن العشرين .
وتتجلى عبقرية العُماني على مر العصور في طرق حفر وبناء الأفلاج التي تصل أعماقها إلى عشرات الأمتار للحصول على المياه الجوفية من باطن الأرض عن طريق القنوات، مما يُعد إعجازاً هندسياً في وقت لم تتوفر فيه الآلات الميكانيكية التي تسهل ذلك، يشبهها البعض بقنوات الري الرومانية التي ينظر لها التاريخ العالمي بإعجاب شديد .
وتجدر الإشارة إلى الأساطير التي تحكي عن كيفية بناء الأفلاج في عمان لأول مرة، وهي لا تستند إلى دليل ولكن تشفع لها تلك المسميات التي ما زالت ماثلة إلى يومنا هذا، وهي التي تحدد نوعية الفلج، ومنها الفلج الداودي الذي ينسب إلى النبي داود عليه السلام، فكما يحكي المؤلف جي . سي . ولنيكسون في كتابه الأفلاج ووسائل الري في عمان أن الأسطورة تقول بينما كان النبي سليمان بن داود عليه السلام في رحلته اليومية على بساط الريح إلى بيت المقدس وفي طريقه إلى عمان رأى قلعة سلوت وأمر الجن أن تستكشف القلعة، وبعد عودتهم أخبروه بأنها مهجورة، فدخل إليها وظل فيها عشرة أيام و كان يأمر الجن المسخرة له أن تبني ألف قناة "فلج" في كل يوم من أيام إقامته، ومن يومها أصبح في عمان عشرة آلاف قناة .
على أرض الواقع يصل عدد الأفلاج في عُمان الى أكثر من 4000 فلج مكتشف حتى اليوم، تتوزع على ولايات السلطنة وتتصدرها ولاية صحار بعدد 70 فلجاً، والفلج لغوياً مشتق من الفعل فلج بمعنى فلق وشق، وهو باختصار قناة مائية لها مصدر من فجوة في مكان مرتفع في طبقة صخرية، ومنها تمتد قناة مسافة أميال عديدة حتى تصل إلى أرض قابلة للزراعة، فإذا كانت في مستوى سطح الأرض تقام قناة سطحية، وإذا صادفت أرضاً مرتفعة مدت عن طريق حفرها بأسلوب يدل على مهارة معمارية متقدمة، أما إذا تطلب مدها المرور بأرض منخفضة عن مستواها أقيم لها جسر، وهنالك نظام متكامل للفلج بحيث يتكون من الفلج ومنطقة الاحتياج، وربما يتكون النظام من فلج واحد ومنطقة احتياج واحدة، وربما يحوي النظام أيضاً أكثر من فلج و أكثر من منطقة احتياج ترتبط فيما بينها بطريقة معينة لتوزيع المياه .
أما عن طريقة شق الأفلاج فيقال أن الأمر يبدأ بالخبرة التي تكتشف مكان المياه الجوفية ليتم بعدها حفر العين الأم للفلج ومن ثم حفر نفق الفلج وقناته التي يصل طولها أحياناً إلى 25 كلم بحسب غزارة المخزون الجوفي، ينفذ هذا النفق بطريقة هندسية رائعة وعجيبة حيث الدقة في درجة الميلان والانحدار، فتجد مقاسات الأنفاق تختلف من فلج إلى آخر ومن نقطة معينة في نفس الفلج إلى نقطة أخرى به، فأحيانا تجد النفق بعرض يصل إلى متر واحد أو أقل وارتفاع يصل إلى خمسة أمتار أو أكثر، حيث تختلف مقاسات الأنفاق باختلاف العوامل المحيطة ونظرة الرجال الذين يحفرونها، ومن خلال هذه الأنفاق تنجرف المياه بانحدار شديد نحو النفق بفعل قوة الدفع من الخزان الجوفي الكبير للمياه، وبعد مسافة قريبة تجد الماء ينساب بهدوء باستخدام طريقة الانعطاف في النفق ويسمى محليا ب"الليمة"، ولهذه الانعطافات أغراض معينة منها التوازن في الانسياب، ثم يرتفع النفق شيئاً فشيئاً إلى أن يصل إلى سطح الأرض، ومنه تشق قناة مفتوحة تجري فيها المياه إلى مناطق البساتين، علماً بأن النفق يصل بينه و بين سطح الأرض وعلى مسافات متقاربة فتحات تسمى "الفرض أو الثقب" الهدف من إنشائها سهولة صيانة الفلج في حالة انطماره بالتربة وإعاقة المياه عن الجريان، وكذلك لتوفير التهوية للأشخاص الذين يحفرون النفق حتى لا يتأثروا بحرارة الماء والضغط العالي الناتج عن عمق ذلك النفق .
تنقسم الأفلاج العمانية المكتشفة إلى ثلاثة أنواع وهي الفلج الداودي، وهو قناة طويلة محفورة تمتد عدة كيلومترات تحت الأرض، وبعمق يصل إلى عشرات الأمتار، ويمتاز بتواصل جريانه طوال العام، وتبلغ نسبة الأفلاج الداودية نحو 45% من عدد الأفلاج في السلطنة .
والفلج العيني ويستمد مياهه من إحدى العيون ومنها عيون مياه ساخنة كفلج الحمام ببوشر في محافظة مسقط، وعدد هذه الأفلاج محدود .
أما الفلج الغيلي، فيستمد مياهه من المياه الجارية السطحية وشبه السطحية بأعماق لا تزيد على 3- 4 أمتار، ويزيد منسوب المياه في هذا النوع من الأفلاج مباشرة بعد هطول الأمطار، وربما يجف عند انقطاعها لمدة طويلة، وتبلغ نسبة الأفلاج الغيلية في السلطنة 55% .
وبعد أن تصل مياه الفلج إلى مركز التجمع العمراني ويأخذ السكان حاجتهم من الماء، توزع المياه على الحيازات الزراعية المختلفة وفق نظام ري دقيق يعتمد على التقسيم الزمني وتحت إشراف شخص منتخب يسمى وكيل الفلج، ويخصص جزء من المحاصيل الزراعية كوقف للفلج للصرف على صيانة القنوات والسواقي، وذلك باتفاق الأهالي وإشراف وكيل الفلج .
يعتبر فلج دارس من أهم و أكبر الأفلاج في سلطنة عمان ويساعد على ري الكثير من المزارع في ولاية نزوى بمحافظة الداخلية حتى اليوم، وهو من النوع الداودي، ويعد إنجازاً هندسياً فريداً من نوعه، وتنقسم قناته إلى فرعين كبير وصغير لتتدفق مياههما معا إلى مسافة تصل إلى 3600 متر .
يقع فلج الخطمين في نيابة بركة الموز بولاية نزوى بمحافظة الداخلية، ويعتبر من الأفلاج الداودية، ويتغذى من وادي المعيدن الذي يتميز بغزارة مياهه وتدفقه القوي أثناء هطول الأمطار، ويبلغ طول قناته نحو 2450 متراً، منها قرابة 1300 متر تحت الأرض بالقرب من حصن بيت الرديدة .
يعتبر فلج الجيلة من الأفلاج العينية، ويقع في بلدة الجيلة التابعة لولاية صور الساحلية التاريخية بمحافظة جنوب الشرقية، يتغذى من وادي شاب ويعتبر المصدر المائي الرئيسي للبلدة، ويبلغ طول قنواته 1610 أمتار .
يقع فلج الميسر في ولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة، وهو من أهم الأفلاج بالولاية ويتميز بعمق مجراه وكثرة سواعده، ويقال إن ما يقرب من 7000 شخص يعتمدون عليه في ري مزارعهم .
على الرغم من صعوبة التضاريس واتساع مساحة السلطنة إلا أن الأفلاج العمانية تقدم ومنذ أقدم العصور شبكة متكاملة للري ونقل المياه من قمم الجبال وبطون الوديان إلى مسافات طوال ليستخدمها العمانيون في الري وغيره، ولذلك أدرجت ضمن مواقع التراث العالمي في السلطنة، ووجدت الأفلاج في عُمان منذ ما قبل الإسلام، وهو نظام هندسي للري تتوارثهُ الأجيال منذ مئات السنين، فبعض أفلاج مدينتي منح وسمائل على سبيل المثال تم بناؤها منذ ما يزيد على 1500 عام، بينما توجد أفلاج في المنطقة الشرقية بُنيت في بداية القرن العشرين .
وتتجلى عبقرية العُماني على مر العصور في طرق حفر وبناء الأفلاج التي تصل أعماقها إلى عشرات الأمتار للحصول على المياه الجوفية من باطن الأرض عن طريق القنوات، مما يُعد إعجازاً هندسياً في وقت لم تتوفر فيه الآلات الميكانيكية التي تسهل ذلك، يشبهها البعض بقنوات الري الرومانية التي ينظر لها التاريخ العالمي بإعجاب شديد .
وتجدر الإشارة إلى الأساطير التي تحكي عن كيفية بناء الأفلاج في عمان لأول مرة، وهي لا تستند إلى دليل ولكن تشفع لها تلك المسميات التي ما زالت ماثلة إلى يومنا هذا، وهي التي تحدد نوعية الفلج، ومنها الفلج الداودي الذي ينسب إلى النبي داود عليه السلام، فكما يحكي المؤلف جي . سي . ولنيكسون في كتابه الأفلاج ووسائل الري في عمان أن الأسطورة تقول بينما كان النبي سليمان بن داود عليه السلام في رحلته اليومية على بساط الريح إلى بيت المقدس وفي طريقه إلى عمان رأى قلعة سلوت وأمر الجن أن تستكشف القلعة، وبعد عودتهم أخبروه بأنها مهجورة، فدخل إليها وظل فيها عشرة أيام و كان يأمر الجن المسخرة له أن تبني ألف قناة "فلج" في كل يوم من أيام إقامته، ومن يومها أصبح في عمان عشرة آلاف قناة .
على أرض الواقع يصل عدد الأفلاج في عُمان الى أكثر من 4000 فلج مكتشف حتى اليوم، تتوزع على ولايات السلطنة وتتصدرها ولاية صحار بعدد 70 فلجاً، والفلج لغوياً مشتق من الفعل فلج بمعنى فلق وشق، وهو باختصار قناة مائية لها مصدر من فجوة في مكان مرتفع في طبقة صخرية، ومنها تمتد قناة مسافة أميال عديدة حتى تصل إلى أرض قابلة للزراعة، فإذا كانت في مستوى سطح الأرض تقام قناة سطحية، وإذا صادفت أرضاً مرتفعة مدت عن طريق حفرها بأسلوب يدل على مهارة معمارية متقدمة، أما إذا تطلب مدها المرور بأرض منخفضة عن مستواها أقيم لها جسر، وهنالك نظام متكامل للفلج بحيث يتكون من الفلج ومنطقة الاحتياج، وربما يتكون النظام من فلج واحد ومنطقة احتياج واحدة، وربما يحوي النظام أيضاً أكثر من فلج و أكثر من منطقة احتياج ترتبط فيما بينها بطريقة معينة لتوزيع المياه .
أما عن طريقة شق الأفلاج فيقال أن الأمر يبدأ بالخبرة التي تكتشف مكان المياه الجوفية ليتم بعدها حفر العين الأم للفلج ومن ثم حفر نفق الفلج وقناته التي يصل طولها أحياناً إلى 25 كلم بحسب غزارة المخزون الجوفي، ينفذ هذا النفق بطريقة هندسية رائعة وعجيبة حيث الدقة في درجة الميلان والانحدار، فتجد مقاسات الأنفاق تختلف من فلج إلى آخر ومن نقطة معينة في نفس الفلج إلى نقطة أخرى به، فأحيانا تجد النفق بعرض يصل إلى متر واحد أو أقل وارتفاع يصل إلى خمسة أمتار أو أكثر، حيث تختلف مقاسات الأنفاق باختلاف العوامل المحيطة ونظرة الرجال الذين يحفرونها، ومن خلال هذه الأنفاق تنجرف المياه بانحدار شديد نحو النفق بفعل قوة الدفع من الخزان الجوفي الكبير للمياه، وبعد مسافة قريبة تجد الماء ينساب بهدوء باستخدام طريقة الانعطاف في النفق ويسمى محليا ب"الليمة"، ولهذه الانعطافات أغراض معينة منها التوازن في الانسياب، ثم يرتفع النفق شيئاً فشيئاً إلى أن يصل إلى سطح الأرض، ومنه تشق قناة مفتوحة تجري فيها المياه إلى مناطق البساتين، علماً بأن النفق يصل بينه و بين سطح الأرض وعلى مسافات متقاربة فتحات تسمى "الفرض أو الثقب" الهدف من إنشائها سهولة صيانة الفلج في حالة انطماره بالتربة وإعاقة المياه عن الجريان، وكذلك لتوفير التهوية للأشخاص الذين يحفرون النفق حتى لا يتأثروا بحرارة الماء والضغط العالي الناتج عن عمق ذلك النفق .
تنقسم الأفلاج العمانية المكتشفة إلى ثلاثة أنواع وهي الفلج الداودي، وهو قناة طويلة محفورة تمتد عدة كيلومترات تحت الأرض، وبعمق يصل إلى عشرات الأمتار، ويمتاز بتواصل جريانه طوال العام، وتبلغ نسبة الأفلاج الداودية نحو 45% من عدد الأفلاج في السلطنة .
والفلج العيني ويستمد مياهه من إحدى العيون ومنها عيون مياه ساخنة كفلج الحمام ببوشر في محافظة مسقط، وعدد هذه الأفلاج محدود .
أما الفلج الغيلي، فيستمد مياهه من المياه الجارية السطحية وشبه السطحية بأعماق لا تزيد على 3- 4 أمتار، ويزيد منسوب المياه في هذا النوع من الأفلاج مباشرة بعد هطول الأمطار، وربما يجف عند انقطاعها لمدة طويلة، وتبلغ نسبة الأفلاج الغيلية في السلطنة 55% .
وبعد أن تصل مياه الفلج إلى مركز التجمع العمراني ويأخذ السكان حاجتهم من الماء، توزع المياه على الحيازات الزراعية المختلفة وفق نظام ري دقيق يعتمد على التقسيم الزمني وتحت إشراف شخص منتخب يسمى وكيل الفلج، ويخصص جزء من المحاصيل الزراعية كوقف للفلج للصرف على صيانة القنوات والسواقي، وذلك باتفاق الأهالي وإشراف وكيل الفلج .
يعتبر فلج دارس من أهم و أكبر الأفلاج في سلطنة عمان ويساعد على ري الكثير من المزارع في ولاية نزوى بمحافظة الداخلية حتى اليوم، وهو من النوع الداودي، ويعد إنجازاً هندسياً فريداً من نوعه، وتنقسم قناته إلى فرعين كبير وصغير لتتدفق مياههما معا إلى مسافة تصل إلى 3600 متر .
يقع فلج الخطمين في نيابة بركة الموز بولاية نزوى بمحافظة الداخلية، ويعتبر من الأفلاج الداودية، ويتغذى من وادي المعيدن الذي يتميز بغزارة مياهه وتدفقه القوي أثناء هطول الأمطار، ويبلغ طول قناته نحو 2450 متراً، منها قرابة 1300 متر تحت الأرض بالقرب من حصن بيت الرديدة .
يعتبر فلج الجيلة من الأفلاج العينية، ويقع في بلدة الجيلة التابعة لولاية صور الساحلية التاريخية بمحافظة جنوب الشرقية، يتغذى من وادي شاب ويعتبر المصدر المائي الرئيسي للبلدة، ويبلغ طول قنواته 1610 أمتار .
يقع فلج الميسر في ولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة، وهو من أهم الأفلاج بالولاية ويتميز بعمق مجراه وكثرة سواعده، ويقال إن ما يقرب من 7000 شخص يعتمدون عليه في ري مزارعهم .
