القاهرة - "الخليج":
تشغل الناقدة الفنية إيناس حسني منصب مدير مركز الجزيرة للفنون، ولها العديد من المؤلفات في هذا الاتجاه مثل "أثر الفن الإسلامي على التصوير في عصر النهضة"، "التلامس الحضاري الإسلامي الأوروبي"، "رائدات الفن التشكيلي"، "جماعة الفن المعاصر"، "الاستشراق وسحر الشرق"، كما أنها تهتم على نحو خاص بالتأريخ للشخصيات الفنية التشكيلية في مصر والعالم العربي، وهي معنا في هذا الحوار .
* أصدرت كتابا عن رائدات في مجال الفن التشكيلي كيف تقيمين التجربة النسائية المصرية في الفن التشكيلي؟
كانت عفيفة توفيق أول طالبة تسافر في بعثة للتصوير في إنجلترا عام ،1942 ثم لحقت بها زينب عبده، وكان المعهد العالي لمعلمات الفنون في الأربعينات هو المصدر الرئيسي لتغذية الحركة النسائية التشكيلية من خريجات المعهد اللاتي أصبحن نجوماً في الستينات، ثم جاءت بعد ذلك كوكب يوسف، التي درست الفن في إنجلترا أيضا وعادت لتُدَرِس في المعهد العالي لمعلمات الفنون، وقد اهتمت في تصويرها بالألوان المائية بتصوير مشاهد الطبيعة والبيئة والوجوه، وكانت ولا تزال التجربة النسائية الفنية في مجال الفن التشكيلي تجربةً غنية وجديرة بالنظر والتحليل والنقد، خاصةً أن رائدات الفن التشكيلي في الفن المصري الحديث واجهن الكثير من التحديات في تلك البدايات، تحديات كان منها ما هو فني ومنها ما هو ثقافي ومجتمعي وسياسي .
* على هذا كان اتجاه المرأة إلى الفن التشكيلي له صلة بالبيئة الحاضنة؟
هذه الملاحظة صحيحة بدرجة كبيرة، فالفنانة زينب عبد الحميد، التي أبدعت في مجال التصوير، وكان لها بصمة تميزت بها في أسلوبها الفريد، وهي قرينة الفنان الراحل عز الدين حمودة، وأيضا فإن عفت ناجي نشأت مع خالها الفنان الكبير محمود سعيد، لتشارك الطريق مع شقيقها الفنان محمد ناجي، وكانت هي راعية ذِكراه بعد وفاته وزوجة الفنان سعد الخادم رائد الفن الشعبي الذي فتح الأبواب نحو هذا الفن بثرائه، وأصبحت منذ ذاك الوقت عفت ناجي علامة على الطريق ولها تلاميذ ورواد .
* لكِ اهتمامات واضحة بالتراث العربي ونقوشه وعمارته، كيف ترين تأثير هذا التراث على الفنون التشكيلية الحديثة؟
يتفرد فن العمارة، من دون الفنون كافة، بتحمله عبء معضلة باهظة: كيفية الموازنة الدقيقة والتحكيم المحايد، الناجح، بين "الوظيفي" و"الجمالي" في صراعهما المصيري ضمن وحدتهما في العمل الفني، باعتبارهما مكونيه الأساسيين، ولا ننكر أن جميع الفنون الأخرى تواجه هذه المعضلة المعقدة إلا أن مسؤولية الفنان المعماري تبدو لنا أعظم وأكثر جسامة مقارنةً مع غيره من الفنانين، فتستوجب، بالتالي، جهداً استثنائياً لا نجده لدى غيره .
* أنتِ من النقاد الذين يرون أن تاريخ الفن متصل، ما أهم خصائص المدرسة المصرية الجديدة في الفن التشكيلي من وجهة نظرك؟
دور رواد الفن التشكيلي في مصر، والذين شكلوا خصائص للمدرسة المصرية، لا يقل أهمية عن دور رواد التنوير الفكري، بل إن دور هؤلاء في مجالات فنونهم كان بمثابة مساهمة ملموسة في حركة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال وتأكيد الهوية الوطنية، ومن بين هؤلاء الفنانين: محمود سعيد، محمود مختار، يوسف كامل، وراغب عياد، محمد ناجي، وغيرهم، ثم توالى في مصر ظهور العديد من الجماعات الفنية التشكيلية، منذ عام 1928 الذي تأسست فيه "جماعة الخيال" برئاسة المثال محمود مختار، إلى عام 1981 حين تكونت "جماعة المحور" من أربعة فنانين هم: أحمد نوار، عبد الرحمن النشار، فرغلي عبد الحفيظ، ومصطفى الرزاز، وجميعهم من أعلام الحركة التشكيلية في وقتنا الحالي .
هذه الجماعات الفنية أسهمت بشكل واضح في عرض الفن التشكيلي المصري ونشره والتعريف به على نطاقات واسعة وشكلت ملامح واضحة في حركة التشكيل المصري المعاصرة .
تشغل الناقدة الفنية إيناس حسني منصب مدير مركز الجزيرة للفنون، ولها العديد من المؤلفات في هذا الاتجاه مثل "أثر الفن الإسلامي على التصوير في عصر النهضة"، "التلامس الحضاري الإسلامي الأوروبي"، "رائدات الفن التشكيلي"، "جماعة الفن المعاصر"، "الاستشراق وسحر الشرق"، كما أنها تهتم على نحو خاص بالتأريخ للشخصيات الفنية التشكيلية في مصر والعالم العربي، وهي معنا في هذا الحوار .
* أصدرت كتابا عن رائدات في مجال الفن التشكيلي كيف تقيمين التجربة النسائية المصرية في الفن التشكيلي؟
كانت عفيفة توفيق أول طالبة تسافر في بعثة للتصوير في إنجلترا عام ،1942 ثم لحقت بها زينب عبده، وكان المعهد العالي لمعلمات الفنون في الأربعينات هو المصدر الرئيسي لتغذية الحركة النسائية التشكيلية من خريجات المعهد اللاتي أصبحن نجوماً في الستينات، ثم جاءت بعد ذلك كوكب يوسف، التي درست الفن في إنجلترا أيضا وعادت لتُدَرِس في المعهد العالي لمعلمات الفنون، وقد اهتمت في تصويرها بالألوان المائية بتصوير مشاهد الطبيعة والبيئة والوجوه، وكانت ولا تزال التجربة النسائية الفنية في مجال الفن التشكيلي تجربةً غنية وجديرة بالنظر والتحليل والنقد، خاصةً أن رائدات الفن التشكيلي في الفن المصري الحديث واجهن الكثير من التحديات في تلك البدايات، تحديات كان منها ما هو فني ومنها ما هو ثقافي ومجتمعي وسياسي .
* على هذا كان اتجاه المرأة إلى الفن التشكيلي له صلة بالبيئة الحاضنة؟
هذه الملاحظة صحيحة بدرجة كبيرة، فالفنانة زينب عبد الحميد، التي أبدعت في مجال التصوير، وكان لها بصمة تميزت بها في أسلوبها الفريد، وهي قرينة الفنان الراحل عز الدين حمودة، وأيضا فإن عفت ناجي نشأت مع خالها الفنان الكبير محمود سعيد، لتشارك الطريق مع شقيقها الفنان محمد ناجي، وكانت هي راعية ذِكراه بعد وفاته وزوجة الفنان سعد الخادم رائد الفن الشعبي الذي فتح الأبواب نحو هذا الفن بثرائه، وأصبحت منذ ذاك الوقت عفت ناجي علامة على الطريق ولها تلاميذ ورواد .
* لكِ اهتمامات واضحة بالتراث العربي ونقوشه وعمارته، كيف ترين تأثير هذا التراث على الفنون التشكيلية الحديثة؟
يتفرد فن العمارة، من دون الفنون كافة، بتحمله عبء معضلة باهظة: كيفية الموازنة الدقيقة والتحكيم المحايد، الناجح، بين "الوظيفي" و"الجمالي" في صراعهما المصيري ضمن وحدتهما في العمل الفني، باعتبارهما مكونيه الأساسيين، ولا ننكر أن جميع الفنون الأخرى تواجه هذه المعضلة المعقدة إلا أن مسؤولية الفنان المعماري تبدو لنا أعظم وأكثر جسامة مقارنةً مع غيره من الفنانين، فتستوجب، بالتالي، جهداً استثنائياً لا نجده لدى غيره .
* أنتِ من النقاد الذين يرون أن تاريخ الفن متصل، ما أهم خصائص المدرسة المصرية الجديدة في الفن التشكيلي من وجهة نظرك؟
دور رواد الفن التشكيلي في مصر، والذين شكلوا خصائص للمدرسة المصرية، لا يقل أهمية عن دور رواد التنوير الفكري، بل إن دور هؤلاء في مجالات فنونهم كان بمثابة مساهمة ملموسة في حركة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال وتأكيد الهوية الوطنية، ومن بين هؤلاء الفنانين: محمود سعيد، محمود مختار، يوسف كامل، وراغب عياد، محمد ناجي، وغيرهم، ثم توالى في مصر ظهور العديد من الجماعات الفنية التشكيلية، منذ عام 1928 الذي تأسست فيه "جماعة الخيال" برئاسة المثال محمود مختار، إلى عام 1981 حين تكونت "جماعة المحور" من أربعة فنانين هم: أحمد نوار، عبد الرحمن النشار، فرغلي عبد الحفيظ، ومصطفى الرزاز، وجميعهم من أعلام الحركة التشكيلية في وقتنا الحالي .
هذه الجماعات الفنية أسهمت بشكل واضح في عرض الفن التشكيلي المصري ونشره والتعريف به على نطاقات واسعة وشكلت ملامح واضحة في حركة التشكيل المصري المعاصرة .
