ملياردير أمريكي يهدي متحفاً “ثروة” 37 عاماً

هواية جمع البطاقات البريدية دفعته للاهتمام بالفن
05:27 صباحا
قراءة 3 دقائق

بين الحين والآخر، يفاجئنا أصحاب الثروات الضخمة حول العالم بتبرعاتهم السخية لأنشطة وجهات متنوعة، ويرون في ذلك جزءاً من مسؤوليتهم الاجتماعية . وأحدث الحالات الملياردير الأمريكي وقطب مستحضرات التجميل ليونارد لودر البالغ من العمر 80 عاماً تبرع مؤخراً ب 78 عملاً فنياً بقيمة مليار دولار لمتحف المتروبوليتان بولاية نيويورك الأمريكية . وترجع مجموعة الأعمال الفنية التي تبرع بها إلى المدرسة التكعيبية في الفن، وتضم 33 عملاً لبابلو بيكاسو، و17 لجورج براك، و14 لخوان غريس و14 لفرنان ليجيه، وجمع ليونارد هذه الأعمال خلال 37 عاماً من عمره . وقدرت مجلة فوربس التي تعنى بأخبار أثرياء العالم، قيمة مجموعته للفن التكعيبي بنحو 13% من ثروته الشخصية المقدرة ب8،1 مليار دولار .

لودر من مواليد 19 مارس/ آذار عام ،1933 وهو رجل أعمال أمريكي، والرئيس الفخري لمجموعة شركات إستي لودر إنك لمستحضرات التجميل، وكان مديراً تنفيذياً لها حتى عام ،1999 وحالياً لدى المجموعة عدد من العلامات التجارية الشهيرة في صناعة مستحضرات التجميل .

ويعد ليونارد لودر من أشهر جامعي المقتنيات الفنية، وبدأت اهتماماته بهذا المجال تظهر في عمر السادسة بشراء البطاقات البريدية المنقوش عليها تصميمات الأرت ديكو وهذا الفن عبارة عن موجة تصميمات شعبية راجت بين عامي ،1920 و،1939 وتأثرت بالعديد من الفنون كالعمارة والتصميم الداخلي والفنون البصرية، وجمع بين عديد من الأشكال الفنية التي ظهرت في القرن العشرين ومنها التكعيبية والحداثة والفن الجديد . ولم ينصب تركيز لودر بشكل كبير على جمعه لأعمال الفنانين الأمريكيين، بقدر ما كان ينصب على أعمال التكعيبيين ومنهم بيكاسو، وبراك، وغريس، وليجه، أيضاً جمع لوحات للرسام النمساوي غوستاف كليمت، ومعظم القطع الفنية التي كان يجمعها كان يجلبها من مقتنيات المشاهير مثل الأديبة والناقدة الفنية جيرترود شتاين، والمصرفي السويسري راؤول لاروش، والمؤرخ الفني البريطاني دوغلاس كوبر . وستساعد المجموعة الفنية التي تبرع بها لودر لمتحف المتروبوليتان في جعله ينشىء مركزاً جديداً يركز على الفن الحديث، بعد أن وافق الأمناء على منح المتحف مليوني دولار للمشروع . وسيحمل المركز اسم لودر ويضم العلماء والفنانين المعنيين بالفن الحديث .

وفي خريف 2012 أقام متحف الفنون الجميلة في بوسطن معرضاً لعرض 700 قطعة من البطاقات البريدية التي كان يجمعها، واعتبر تقديم هذه البطاقات هدية صغيرة للمتحف الذي يحوي 120 ألف بطاقة بريدية، وفي حوار مع صحيفة النيويوركر أوضح لودر كيف جعلته هوايته لجمع البطاقات البريدية أن يصبح هاوياً محترفاً، وكيف طاردته هذه القطع الفنية الصغيرة طوال حياته .

واهتمام لودر بجمع البطاقات البريدية جعله على صلة بواحد من ملاك مكتبة غوثام بوك مارت، المعروفة باسم مكتبة مانهاتن، وسعى إلى المساعدة في إعادة تأسيس المكتبة في المدينة عندما باع مالكها مبناها .

ويعد لودر من أكثر المتبرعين ل متحف ويتني للفنون بالولايات المتحدة، وفي عام 1971 انضم لهيئة ملاك المتحف، وفي 1977 كان المسؤول الرئيسي عن أعمال العائلة، وأصبح الوصي على المتحف، وشغل منصب رئيسه من 1990 وحتى ،1994، وكان يعد من أكبر جامعي التبرعات له، ويعد تبرعه مؤخراً بمبلغ 131 مليون دولار من أكبر التبرعات في تاريخ المتحف، وقام من خلال مؤسسة ليونارد وايفلين لودر (زوجته) برعاية عديد من المعارض الفنية في متحف ويتني، وسميت مجموعة المقتنيات الفنية الموجودة بالمتحف في الطابق الخامس باسميهما، وفي عام 1998 قال صحفي بجريدة نيويورك تايمز، إن حلمه الوظيفي أن يكون مديراً لمتحف ويتني .

ويقوم لودر بعديد من الأعمال الخيرية، فهو مؤسس ورئيس مؤسسة اكتشاف مرض الزهايمر، وعضو في مجلس العلاقات الخارجية، والوصي على معهد أسبن، وهو (منظمة غير ربحية في مجال الدراسات الإنسانية)، ورئيس اللجنة الدولية فيه وعضو المجلس الرئاسي لمشفى ميموريال سولان كترينج، وأنشأ مع زوجته مركز الثدي الذي أطلق عليه إيفلين لودر في المشفى .

ولودر هو ابن جوزيف وسيدة الأعمال الأمريكية إستي لودر، والأخ الأكبر لرونالد لودر، وتزوج من إيفلين هوسنر في يوليو/تموز عام 1959 ولديهما ابنان، هما ويليام الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات إستي لودر، وغاري المدير الإداري لمجموعة شركات لودر بارتنرز .

تخرج في جامعة وارتون سكول في بنسلفانيا، درس المالية في جامعة كولومبيا، خدم ملازماً في البحرية الأمريكية، والتحق بإستيه لودر في عام 1958 عندما كان يبلغ من العمر 25 عاماً، وحصل على شهرة كبيرة في 2001 عندما قام بإنشاء مصطلح ليبستيك إندكس للإشارة إلى حجم مبيعات أقلام أحمر الشفاه في تلك الفترة التي كان يعاني فيها الاقتصاد الأمريكي بعض الركود .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"