عادي
ترى غناءها شارة المسلسلات مهماً للانتشار

ميس حرب: أرفض الانطلاق خارج بلدي

03:11 صباحا
قراءة 5 دقائق

تتمتع المطربة السورية ميس حرب بخامة صوتية مميزة ومساحة صوتية قادرة على تأدية الأغاني بحرفية، حيث تنتقل بين مختلف المقامات الموسيقية بكل إتقان وهو ما جعلها تحظى بفرصة للانتشار خاصة منذ الموسم الرمضاني قبل الماضي حين غنت شارة المسلسل السوري أيام الدراسة التي لاقت صدى واسعاً لدى الجمهور العربي عموماً والسوري خصوصاً، وبثتها الإذاعات باعتبارها أغنية مستقلة وليست أغنية لشارة مسلسل تلفزيوني .

ميس هي خريجة المعهد العالي للموسيقا بدمشق، وتعدّ دخولها المعهد أهم محطة في حياتها، وهي وزوجها الموسيقي رشيد هلال متأثران بإنتاج الشيخ سيد درويش باعتباره صاحب فكر في الموسيقا العربية، وأول أغنية طرحتها بعد شارة المسلسل هي سالمة يا سلامة للشيخ سيد درويش ولكن بطريقة جديدة .

الخليج التقت المطربة ميس حرب وكان معها الحوار التالي:

كيف كانت انطلاقتك الفنية؟

تخرجت في المعهد العالي للموسيقا (قسم الغناء الشرقي) عام ،2008 وعملت مع الفرق التابعة للمعهد أثناء دراستي، وبعد التخرج بدأت بمشروعي مع أوركسترا سيد درويش التي يشرف عليها ويقودها الفنان رشيد هلال .

هل تعدّين هذه المرحلة هي الأهم في بداية مشوارك؟

دراستي في المعهد كانت الفترة الأهم بالنسبة لي، ولكن البدايات كانت على مستوى مهرجانات اتحاد شبيبة الثورة، والمهرجانات التي تقام في المحافظات السورية، والمشاركة في مهرجانات السياحة في المحافظات . أما المرّة الأولى التي قُدمت فيها على المسرح بصورة واضحة فكانت بفضل الفنان حسام الدين بريمو، حيث غنيت في فرقة قوس قزح، واستمررتُ معهم قرابة العام، وبعدها بدأت الغناء مع الفرقة الوطنية للموسيقا العربية بقيادة عصام رافع، وتمّ صقل شخصيتي الفنية خلال العمل فيهما، ولم أظهر بصورة أكثر استقلالية وأكثر وضوحاً إلا بعد التخرج، إذ عملت على موهبتي جيداً، وهي التي بدأت للجمهور من خلال أغنية شارة مسلسل أيام الدراسة في الجزء الأوّل منه، وبعدها أصبح اسمي معروفاً .

أديت أكثر من أغنية لمسلسلات في الدراما السورية؟ وما الجديد القادم؟

البداية كانت مع مسلسلي أيّام الدراسة وسوق الورق لرضوان نصري، وقبل ذلك كنت أعمل في الموسيقا التصويرية أثناء عرض المسلسل أو أغاني ضمن المسلسل، وأعتقد أن الفنان رضوان نصري هو من قدم الفائدة لي كي تعرفني شريحة جديدة من المجتمع، والشارة الجديدة التي قمت بأدائها هي لمسلسل خلصت من إخراج يامن الحجلي، وهي من كلمات وألحان فادي مارديني . إضافة إلى الموسيقا التصويرية لسيت كاز ومسلسل (الأميمي)، وأغنية للموسيقي طاهر مامللي في الجزء الثاني من مسلسل دليلة والزيبق أديتها وصورتها وسأظهر في المسلسل بدور مغنية من مغنيات القصر .

هل غناء شارة مسلسل درامي، تطور من الحالة الفنية وتقدم الفائدة للفنان وهل يمكن الندم عليها في المستقبل؟

لا يزعجني أن أغني شارة مسلسل خاصة أن الموضوع يتمّ بإرادتي، ودون إجبار، وكلّ الشارات التي قمت بتأديتها كانت موفقة وأنا راضية عن مستواها الفني، ولذلك لن أندم عليها مستقبلاً، وعموماً الأمر مفيد لحالة الانتشار، فهو جانب مهم لتعريف الناس بالفنان وهو أكثر انتشاراً من الحفلات أو النشاطات التي تقام في دور الأوبرا والثقافة، فالمسلسل سيعاد أكثر من مرّة، وهو مؤلف من شارة بداية ونهاية، وعدد الحلقات ربما يجاوز 30 حلقة، وشخصياً، فالتجربة أفادتني، وقمت بغناء أنماط غريبة عني لم أكن أعلم أنني أستطيع تأديتها، وبفضل أدائي لموسيقا مسلسل الأميمي سمعت مغنية أوبرا في المعهد العالي تلك الآهات فقالت إن الصوت ذو جودة عالية دون أن تعلم أنني من أدى هذه الآهات، وكانت تؤكد بأن من أداها لا بدّ أنّه من خارج البلد .

سمعنا مؤخراً جديدك أغنية سالمة يا سلامة كيف اخترتيها؟

هي أغنية للشيخ سيد درويش معروفة جداً وزّعها زوجي الفنان رشيد هلال بطريقة جديدة دون تضييع الروح الشرقية للأغنية، ودون إدخال النمط الغربي عليها وتشويهها، وكلمات الأغنية هادفة جداً اجتماعياً وأخلاقياً وإنسانياً فكل كلمة فيها وجدت في مكانها المناسب، وسيد درويش يحمل فكراً مهماً، وعموماً هي قديمة جداً وشعبية، والجديد في التوزيع هو الهدف في رفع الذائقة السمعية لدى المتلقي مع الحفاظ على شعبية الأغنية من دون الاعتماد على اللون الشعبي الدارج الذي يسهم في الهبوط بالذائقة السمعية لدى المتلقي كما اعتدنا في السوق الحالية، فهذه التجربة تؤكد على أنه باستطاعة الأغنية الشعبية أن تحمل الفكر الموسيقي إضافة إلى المتعة وهذا مهم جداً لأن هذا النمط يصل إلى الشريحة الأكبر في المجتمع، ولا يجب أن نستهتر بذوق الناس ونعودهم على النمط الرديء، لذلك تسهم هذه الأغنية الشعبية بتوزيع جديد يسهم في إنعاش الموروث الشعبي وتقديمه كمادة قيمة وممتعة للمستمع .

ما المعوقات التي واجهتك في طرح هذه الأغنية؟

أولاً أنتجتها على حسابي الخاص، وثانياً وجدت صعوبة في التسويق، ولكن بعض الإذاعات كانت متعاونة وحاولت المساعدة فأشكرهم من قلبي، بينما الإذاعات الرسمية رفضتها، وكان من المفروض دعمها كونها عملاً فنياً يحمل طابع الالتزام . والمشكلة أنني كغيري من الفنانين الملتزمين أرفض الانطلاق خارج هذا البلد بالرغم من وجود فرص ترفع من مستوى الشهرة والحالة المادية، إلا أن فكرة الالتزام والحفاظ على روح الفن والانطلاق من البلد هي الهاجس الأهم لدي، ومع ذلك وجدت رفض وتعنت الجهات الرسمية، والسبب بكل بساطة أنها أغنية قديمة قمنا بتطويرها، على الرغم من أنّها تحمل قيماً نبيلة، ولذلك شعرت بالمحاربة من قبل اللجنة القائمة على تقييم الأغاني، والمفارقة أن الإذاعات الخاصة هي من مدّت يدها للمساعدة .

هل تفكرين في تقديم ألبوم غنائي كامل؟

مع وجود شركة إنتاج لا مشكلة في طرح ألبوم غنائي، ولكن ضمن الظروف الحالية يبدو أن طرح أغاني منفردة هو الوسيلة الأنجع .

الحفلات التي قدمتها لاقت أصداء طيبة، فهل أرضتك التجربة على المسرح؟

أوّل حفلة لي كانت في بداية العام الحالي في مجمع دمر الثقافي، وكانت خطوة مهمة لدعم الفن من قبل الإدارة هناك أشكرهم عليها، وعلى أثر نجاحها تمّت دعوتي إلى حفلة جديدة في قلعة دمشق، وكانت ناجحة أيضاً رغم الظروف الصعبة، وهنا أذكر أن ما أقوم به من نشاطات موسيقية هو ذو طابع ثقافي أكثر منه ترفيهي، فنحن نهتم لحال البلد بالتأكيد، وأهمّ الأعمال ولدت في مثل هذه الأوقات، وتطوير اللغة الموسيقية حالة مهمة في بلدنا .

هل أسرتك بكاملها فنية أيضاً؟

زوجي الفنان رشيد هلال، وابني، وأنا نكمل بعضنا بعضاً، فزوجي مجتهد ودقيق في تفاصيل كثيرة لا يمكنني أن أتابعها، ووجوده مهم معي، وطريقته في الانتقاد مهمة أيضاً، وأفكارنا متكاملة أثرت على ابننا فذائقته الموسيقية جيدة، وهو موهوب في الموسيقا .

لمن تسمعين في حياتك اليومية؟

للجميع تقريباً ولكن الفنان محمد عبدالوهاب هو في القمة عندي في الأداء والمؤلفات، وعموماً أنا أستفيد من كلّ شيء أسمعه، فالرصانة والقوة أجدهما في صوت أم كلثوم، وتعجبني رنّة صوت أسمهان وسعاد محمد وفيروز . ومن الجيل الجديد لا أسماء محددة فهناك أغاني جميلة يمكن سماعها والاستفادة منها، أما الأصوات السورية فالمعهد العالي فيه الكثير من المواهب والأصوات المميزة ولكل توليفته الخاصة، ولدينا خطوط مميزة جداً لم تنل حقها من الشهرة والانتشار، ولكني أحبّبت أصواتاً مثل صوت ديمة أورشو وصوت ليندا بيطار وبيان رضا وأيهم أبو عمار .

إلى أين تصلين بطموحك؟

طموحي كبير، ولكن لا أحد يعرف ماذا يخبئ له القدر، وإلى أين سيأخذه؟ المهم أنني أعمل في الوقت الحالي على مشروعي الموسيقي خطوة بخطوة وبدون تسرع، والزمن سيقرر أين ستصل طموحاتي وماذا سيتحقق منها .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"