عادي
أنجز كتباً ومجلدات عن المدينة المقدسة ضمت 9000 صورة

محمد هاشم غوشة: أسعى لإبقاء القدس في الضمير العربي

04:16 صباحا
قراءة 4 دقائق

يسعى دائما في كل أعماله إلى ترك بصمته الخاصة التي تخدم مدينته العتيقة، يتمنى أن يجعلها حية في الضمير العربي بكل معالمها وحضارتها، يجوب البلدان بحثاً عن معلومة أو صورة تخدم قضيته وتحقق حلمه .

الباحث والمؤرخ الفلسطيني محمد هاشم غوشة أصغر مؤرخ في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، صاحب أكبر موسوعة عن مدينة القدس، يتحدث لـ الخليج .

* آخر كتاب صدر لك قبة الصخرة المشرفة اعتبره كل من أطلع عليه مرجعاً لفن عمارة قبة الصخرة، هل استغرق منك عملاً طويلاً؟

- صدر هذا الكتاب في عام ،2012 ويعد أفخم وأضخم عمل مصور نشر عن قبة الصخرة، وقد كان مهماً جداً بالنسبة لي أن يرى النور على نحو يليق بهذا المكان المقدس، لأنها أجمل وأقدم الآثار الإسلامية التي خلدها التاريخ، حتى نذكر لأولادنا وللجميع أن لقبة الصخرة كتاباً يوثق تاريخها بشكل متكامل من ناحية معمارية وفوتوغرافية . بدأت العمل قبل 4 سنوات، واستغرق التصوير نحو 3 سنوات متكاملة، قمت خلالها بتصوير المبنى بشكل كامل بطريقة علمية ومنهجية بحيث كانت الصور دقيقة جداً، وما يميز هذا الكتاب أن الصور التي أخذت لقبة الصخرة تغطي المبنى كاملاً دون أن أغفل أية جزئية من المبنى، كما تغطي الصور جميع الزخارف الإسلامية التي تزين المبنى، وفي هذا السياق جاء هذا الكتاب وأتشرف كثيراً أنه جاء بمجهود شخصي مني، حيث كنت المصور والمؤرخ والمعماري والناشر .

* يبلغ الكتاب نحو نصف متر، فلماذا هذا الحجم الكبير؟

- رأيت أن يخرج الكتاب ويرى النور على نحو يليق بقبة الصخرة، هذه هي العبارة التي كنت أسعى للوصول إليها كما ذكرت، والكتاب يحتوي على صور طولها متران، إضافة إلى صورة تعتبر الأولى من نوعها تجمع قبة الصخرة والمسجد الأقصى المسقوف مع بعضهما، فقد قمت بالتصوير من داخل الأقصى، كما أن حجم نصف صفحة يظهر الرسوم الزخرفية بشكل واضح ودقيق، والكتاب يضم 850 صورة وعشرات الرسوم المعمارية بالإضافة إلى توثيق تاريخي كامل، ولا سمح الله إذا جرى أي تخريب أو حرق أو أي أضرار لقبة السخرة والمسجد الأقصى من الممكن أن يعاد ترميمها استناداً إلى هذا الكتاب .

* هل ترى في نفسك حافظاً للذاكرة الفلسطينية؟

- أحاول أن أبقي القدس في الضمير وأدخلها إلى قلب كل بيت عربي لكي لا ننسى مدينة كلما تذكرها العرب تذكروا ماضيهم، وكلما نسوها نسوا حاضرهم ومستقبلهم، وأحاول أيضاً أن أوثق لهذه المدينة العتيقة المظلومة الجريحة، كي تبقى حية لا تغيب عن البال لأنها أمست اليوم مدينة ذكريات ولم تأخذ حقها من الوعي والاهتمام والإعلام .

* إذا كان كتاب قبة الصخرة المشرفة استغرق منك 4 سنوات فماذا عن مجلداتك الخمسة ذاكرة القدس؟

- أعمل دائماً على أكثر من مشروع بالتوازي، لأن الحياة قصيرة ويجب أن يترك فيها الإنسان بصمته الخاصة، لذلك كان لكتاب ذاكرة القدس الموسوعي بمجلداته الخمسة والذي نشر في عام 2010 بدعم جليل من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، دور في إعادة البوصلة نحو القدس عندما كانت تعيش عصرها الذهبي قبل الاحتلال، وكان من أبرز الصور التي نشرت في هذا الكتاب صور زيارة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى المسجد الأقصى عام ،1966 إضافة إلى صور المغفور له راشد بن سعيد رحمه الله عام ،1959 والعديد من شيوخ الإمارات الذين زاروا المسجد الأقصى وصلوا به قبل سنة ،1967 إضافة إلى مجموعة من الأعلام ورجالات الدول مثل أمراء دولة الكويت وقطر وملوك السعودية، وجلال بيار وغيرهم .

* لكن المجلدات لم تقتصر فقط على صور كبار الشخصيات والمشاهير؟

- المجلد الأول ضم القدس العثمانية، وضم الثاني والثالث القدس الانتدابية، أما المجلد الرابع والخامس فقد ضما القدس العربية الأردنية، والمتصفح لهذا الكتاب يستطيع أن يمر برحلة زمنية مصورة بصور تنشر للمرة الأولى للقدس بدءاً من العصر العثماني، وعلى سبيل المثال في المجلد الثاني أطلق على أم كلثوم كوكب الشرق عندما غنت في مسرح حيفا، ومحمد عبدالوهاب زار القدس وغنى فيها عام ،1932 كذلك السيدة فيروز، وأسمهان وليلى مراد وفريد الأطرش وغيرهم من أعلام الفن والثقافة والسياسة .

* نشرت في هذه المجلدات 9000 صورة، كيف جمعت كل هذا الأرشيف الفوتوغرافي التاريخي؟

- زرت 400 أرشيف خلال سبع سنوات، وقمت بالتقاط صور منها بالكاميرا الخاصة بي بعد الاستئذان من أصحابها وحصلت على 40 ألف صورة نشرت منها 9000 فقط، ورغم أن معظم هذه الأرشيفات عائدة إلى أفراد إلا أنني لم أجد صعوبة بالغة في الوصول إليها، خاصة أن من يمتلكها غالبا ما يقدّر العمل الذي أقوم به لذلك وجدت دعماً معنوياً كبيراً من الجميع لأنني أوثق للقدس والكثير من هذه المادة الأرشيفية يرى النور للمرة الأولى .

* أنت أصغر مؤرخ في موسوعة غينيس، فمتى بدأت رحلتك مع تأريخ وتوثيق القدس؟

- أنا باحث منذ نعومة أظافري، عندما كنت في الخامسة من عمري كانت شقيقتي تدرس الطب في مصر، وعندما كنت أراسلها كنت أضع توقيعي في أخر الرسالة المؤرخ محمد غوشة، ولا أعرف من أين لي بهذا اللقب في هذه السن الصغيرة، وفوجئت بعد سنوات طويلة أن شقيقتي لازالت تحتفظ بهذه الخطابات، لا أتذكر يوماً أنني لعبت على دراجة هوائية كنت دائما أذهب إلى المكتبة وفي الثانوية العامة أختلس وقت فراغي لأقرأ مزيداً من الكتب التاريخية أو التوثيقية عوضاً عن الرياضيات والفيزياء، كنت أجد نفسي في هذا الحقل، وعندما بلغت الخامسة عشرة من عمري وضعت أول كتاب لي القدس الشامخة عبر التاريخ، وبعدها تم تسجيلي في غينيس كأصغر مؤرخ في العالم، ثم شاركت في عدد من الندوات العالمية عن تاريخ القدس، ومنذ ذلك الوقت بدأت رحلتي مع توثيق هذه المدينة المقدسة وصدر لي عدد كبير من الكتب مثل بوابات القدس وهو أول كتاب عن البوابات وقدم له المرحوم كامل العسلي .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"