قراءات

02:16 صباحا
قراءة دقيقة واحدة
إعداد: محمد صالح القرق

عند تطبيق مبادئ الحرب على أعمال المثنى بن حارثة العسكرية، يتضح لنا أنه طبق أهم تلك المبادئ، فقد كان يطبق مبدأ (اختيار المقصد وإدامته)، متشبعاً بروح (التعرض)، يعمل بهمة وبدون كلل لإكمال (تحشيد قواته) قبل كل معركة يخوضها، كما يطبق مبدأ (التعاون) بين مختلف تشكيلات وصنوف جيشه ويعمل على (إدامة معنويات) قطعاته قبل المعركة وفي أثنائها وبعدها.
ولقد كان كثير الحركة أثناء المعركة، يتجول بنشاط ويقوّم بنفسه نقاط الضعف التي يجدها ويسد الثغرات التي يعثر عليها، كما يبادر إلى توجيه القوات المناسبة إلى النقاط الضعيفة والثغرات التي يجدها بين صفوف عدوه.
وكان شديد الضبط مطيعاً، ينفذ أوامر رؤسائه برحابة صدر، فقد عمل بكل إخلاص بإمرة خالد بن الوليد في عهد أبي بكر الصديق، وبإمرة أبي عبيد بن مسعود الثقفي في عهد الفاروق بن عمر، كما لم يتذمر من تعيين سعد بن أبي وقاص قائداً عاماً في العراق، ولو عاش لعمل بإمرة سعد أيضاً غير مكترث أن يكون رئيساً أو مرؤوساً ما دام هو لا يعمل لنفسه؛ بل لإعلاء كلمة الله.

من كتاب «قادة فتح العراق والجزيرة» لمحمود شيت خطّاب

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"