متحف وادي سهم.. إطلالة على الماضي

يربط الزوار بتراث الأجداد
02:11 صباحا
قراءة دقيقتين
الفجيرة: بكر المحاسنة

تعد المتاحف الأثرية الخاصة، من الكنوز الثمينة التي تسهم في الحفاظ على تراث الآباء والأجداد، وبقاء المقتنيات الأثرية وحمايتها من الضياع لتكون خير شاهد للأجيال المقبلة. كما تعد المتاحف مرآه تعكس التاريخ العريق للإمارات وتبين المفاصل التاريخية التي تحكي عن بداية الحضارات على هذه الأرض الطيبة وتعمل على عكس الامتزاج والتفاعل الحضاري والثقافي الذي احتضنته أرض الإمارات.
وأنشأ المواطن حميد عبدالله اليليلي، وأخوه خلفان، متحفاً أثرياً في مدخل منطقة وادي سهم بالفجيرة، ليكون مزاراً أثرياً للسياح في المنطقة، ويحكي المتحف الذي تحضنه جبال منطقة وادي سهم تاريخ المنطقة والمناطق المجاورة لها عبر سنوات ضاربة في عمق التاريخ.
ويضم المتحف العديد من الأدوات التي صنعها الإنسان الإماراتي واشتقها من البيئة الطبيعية المحيطة ومن الحيوانات لتلبية متطلباته واحتياجاته المتعددة، ويحتوي على مقتنيات أثرية متوارثة من الأجداد تتنوع بين الفخاريات والأواني النحاسية والمعدنية القديمة وبعض الأدوات المنزلية المصنوعة من سعف وجريد النخيل، إلى جانب بعض الأسلحة القديمة والأدوات الموسيقية، إضافة إلى الأدوات الزراعية وأدوات الصيد التي كانت تستخدم في الماضي.


عادات وتقاليد


يقول حميد عبدالله اليليلي مؤسس المتحف: «منذ فترة الثمانينات من القرن الماضي بدأت بجمع المقتنيات والأدوات الأثرية المتوارثة من الآباء والأجداد من أهالي منطقة وادي سهم حتى أصبح لدي الكثير من المقتنيات التي تفيد الأجيال الجديدة في معرفة تاريخ الأجداد وكيفية معيشتهم في الماضي، وأنشأت متحف وادي سهم الأثري بالتعاون مع أخي خلفان، لكي يكون مزاراً للسياح الذين يترددون على المنطقة، ومن أجل إحياء التراث الشعبي والمحافظة عليه من الاندثار، وغرسه في نفوس الأجيال الجديدة لتدعيم التمسك بالعادات والتقاليد الأصيلة.
ويؤكد أن المتحف يضم العديد من المقتنيات الأثرية الخاصة بأهالي الجبال التي كانوا يستخدموها في حياتهم اليومية، كما يضم الأدوات التي كانت تستخدم في المهن التقليدية التي اعتمد أهالي وادي سهم قديماً في معيشتهم عليها، منها أدوات مهنة جمع العسل البري وأدوات جمع الحطب، وطرق العلاج القديمة، إلى جانب الأدوات الزراعة التقليدية وأدوات الصيد، والزي الخاص بأهالي المنطقة والزينة والأثاث المنزلي وأدوات الشرب والطعام وأوان نحاسية لإعداد الطعام والقهوة، وفخارية كانت تستخدم في تخزين التمور والسمن.
وتزين أحد أركان المتحف صناديق حديدية قديمة وأخرى خشبية كانت تستخدم في نقل وحفظ الأدوات ومستلزمات الأهالي، ومنها صندوق المندوس، وصندوق السحارة، الخاصين بنقل زهبة العروس في الماضي. ويؤكد اليليلي أنه صمم المتحف على طراز المنزل القديم المبني من الطين والحجارة والمواد المحلية الأولية، وتم بناء المتحف على الطراز التراثي القديم، ويضم أركاناً تراثية كل منها خاص بمقتنيات محددة، وأصبح المتحف مزاراً سياحياً وتاريخياً للعديد من المواطنين والمقيمين العرب والأجانب، خصوصاً بعد إنشاء المسار الجبلي والاستراحة الجبلية لمحبي المغامرات في المنطقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"