«المشاغبات» تنتقل إلى الدراسة عن بُعد

الطلبة يتفوقون على الأساتذة إلكترونياً
03:01 صباحا
قراءة 3 دقائق
تحقيق: منى البدوي

أخذت المشاغبات التي كان يمارسها بعض الطلبة في الفصول الدراسية، شكلاً جديداً؛ بعد وضعها في قالب تكنولوجي؛ لتصبح مشاغبة إلكترونية يسعى بعض المعلمين إلى احتوائها بطرق تكنولوجية، وفي أحيان أخرى بالتلويح بقائمة السلوك أو الإرشاد السلوكي والنفسي؛ تجنباً للفوضى خلال الحصة عن بُعد، وحتى لا تستمر عمليات التشويش التي يسعى الطلبة من خلالها للتسلية أحياناً، ولإضاعة الوقت في أحيان أخرى.
بسبب المعرفة التكنولوجية الواسعة للطلبة، والتي تفوق أحياناً خبرة مدرسيهم، تجد بعض الكوادر التربوية صعوبة في مواجهة سيل المشاغبات التكنولوجية التي تتطلب وجود خبرة في التعامل مع الأجهزة الإلكترونية من قبل معلمين وجدوا أنفسهم خلال الحصص الدراسية عن بُعد أمام جيل قادر على التعامل مع التكنولوجيا بحرفية ومهارة،مما يتطلب تطوير مهارات وخبرات المعلمين، ووضع برامج؛ تسهم في تقليص إمكانية تحكم الطالب في الشاشة أو استخدام معرفتهم في ممارسات يمكن وصفها بالمشاغبات.

استعراض المهارات

«الخليج» تواصلت مع عدد من الطلبة المشاغبين الإلكترونيين والمدرسين وأولياء الأمور؛ حيث أشار أغلب الطلبة إلى أن التسلية؛ لكسر حاجز الملل والرغبة في إضفاء جو من المرح مع زملائهم الطلبة وتضييع الوقت من أبرز الأسباب التي تدفعهم للمشاغبة خلال الحصة وإن كانت عن بُعد، لافتين إلى وجود تنافس فيما بينهم؛ لاستعراض مهاراتهم وقدراتهم في السيطرة على الشاشة الإلكترونية والتحكم بها.
وعن مشاغباتهم الإلكترونية قالوا: إنها تتخذ عدة أشكال بعضها يمارس مع المعلم مثل التحكم بشاشة المعلم، وإغلاق مكبر الصوت لديه وأيضاً فتح جميع مكبرات الصوت لدى الطلبة والحديث الجماعي؛ بهدف التشويش على المعلم، أما المشاغبات بين الطلبة فتأخذ أشكال «المقالب»، وتتمثل بطرد بعضهم البعض من الحصة الإلكترونية، والتحكم بحجم الشاشة في حال فتح الكاميرات وغيرها من الممارسات التي تستهدف التسلية، وإضاعة الوقت.

أساليب للسيطرة

وقال هلال حسين أحمد - معلم رياضيات في مدرسة خاصة - إن وجود المشاغبين في بعض الفصول الدراسية سواء كانت اعتيادية (في الفصل الدراسي) أو عن بُعد أمر طبيعي ومألوف لدى المعلمين في مختلف المراحل الدراسية، ومعرفة الطلبة الواسعة باستخدام التكنولوجيا؛ مكنهم من نقل مشاغباتهم إلى الحصص الدراسية عن بُعد والتي تعتمد على وسائل التكنولوجيا الحديثة وهو ما يتطلب من المعلم أن يكون ملما ًبجميع تفاصيل التكنولوجيا، ومتابعة تطوارتها والسيطرة على هذه الفئة بعدة طرق وأساليب تكنولوجية وتربوية وتعليمية ونفسية؛ بحيث يكون الطالب طوال الحصة في حالة تركيز وحضور ذهني بعيداً عن التفكير في المشاغبة.
وأشار إلى ضرورة استيعاب المعلم لكافة سلوكات الطلبة واحتوائها خاصة المشاغبات البريئة منها؛ وذلك من خلال وضع المادة العلمية وعرضها بأسلوب جذَّاب ومتنوع وطرح الأسئلة الفكرية والمعرفية التي تتطلب من الطالب متابعة المعلم طوال الحصة إلى جانب التواصل مع الطلبة وتخصيص وقت خلال الدرس؛ للترفيه ضمن إطار المادة العلمية وأيضاً غرس قيم تربوية وأخلاقية في نفوسهم موضحاً أهمية دور ولي الأمر في متابعة الأبناء ومراقبة سلوكاتهم خلال التعلم عن بُعد.

نفسية الطلبة

وترى حمدية رجب محمد، معلمة اجتماعيات، أن مشاغبة الطلبة خلال الحصص الدراسية عن بُعدْ تختلف بحسب الفئة العمرية؛ حيث تقتصر على فئة الحلقة الأولى بالفوضى والضوضاء واستخدام مكبرات الصوت بدون إذن أو التحدث بشكل جماعي، بينما تأخذ لدى الطلبة في الصفوف الدراسية الأخرى أشكالاً متطورة تعتمد على استخدام أساليب تكنولوجية يستحيل معها الكشف عن هوية الطالب الذي يقوم على سبيل المثال بطرد زميله من المجموعة أو التحكم بشاشة عرض المعلم أو غيرها من الأساليب التكنولوجية التي تستهدف التشويش خلال الحصة، مشيرة إلى ضرورة تفهم المعلم لطبيعة ونفسية الطلبة من فئة المراهقين، وأن يسعى باستمرار للتعامل مع هذه السلوكات وفقاً لأسس تربوية علمية.

ولي الأمر

مريم عامر الأحبابي، ولية أمر، أكدت أن بعض الممارسات من قبل الطلبة الذين يمكن وصفهم بالمشاغبين تتسبب بعرقلة الحصة الدراسية والتأثير على استيعاب غيرهم من الطلاب وهو ما يتطلب إيجاد أدوات إضافية؛ للحد من ظاهرة التحكم التكنولوجي بالشاشات، وتسهل عملية الكشف عن الطلبة الذين يقومون بمثل هذه الممارسات؛ لتطبيق لائحة العقوبات عليهم، مشيرة إلى أن دور ولي الأمر لا يقل أهمية عن دور المعلم في العملية التعليمية عن بُعد؛ وذلك من خلال المتابعة والتوجيه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"