عادي

الخليج الثقافي.. تاريخ معرفي من ورق

20:39 مساء
قراءة 13 دقيقة
1

إعداد: يوسف أبولوز
جاء أول ظهور لمادة ثقافية أو أدبية في جريدة الخليج بتاريخ الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 1970، وكانت تلك المادة عبارة عن رواية نشرت على 34 حلقة متتابعة، واسم الرواية «حمزة» بقلم نجيب الكيلاني، وجاءت مادة كل حلقة على سبعة أعمدة، ولم تحمل الصفحة ترويسة تفيد بأنها صفحة ثقافية؛ بل ظهرت تلك الصفحة ورقمها 8 في العدد بلا تحديد معين، وجاءت حلقات الرواية في النصف الثاني من الصفحة، أما في أعلى الصفحة فقد كانت المادة مادة منوعات، لكن، إلى جانب حلقات الرواية كان هناك عمود يومي ثقافي أو شبه ثقافي تحت عنوان: «لقطة» كان يظهر بتوقيع السيد محمد عثمان.
في يوم السادس عشر من نوفمبر من عام 1971 تظهر صفحة بترويسة «عالم الفن» تنشر قصائد في النصــــــــــف الثاني من الصفحة لكل من أحمد فــــؤاد نجم، وكانت قصائده تنشر في هذه الصفحة بشكل يومي، ومن بينها قصيدة بعنوان: «كلب الست»، وكان أحمد فؤاد نجم يتناوب على نشر الشعر مع عبد الرحمن الأبنودي، ومن قصائد الأبنودي قصيدة بعنوان: «في بلاد الرأســـــــمالية»، وكان المحرر الذي لم يظهر اسمه في تلك الصفحات يختار قصائد لشعراء عرب وأجانب ويقدم لها بمقدمة صغيرة، ثم ينشر القصيدة مع سكتش، وعند العودة إلى تلك الصفحات تقرأ شعراً لكل من ناظم حكمت، بدر شاكر السيّاب، محمود درويش، توفيق زياد، معين بسيسو، محمد الفيتوري، أمل دنقل، قاسم حداد، ويظل يظهر اسم السيد محمد عثمان، الذي يبدو أنه هو من كان المحرر الثقافي في تلك الأيام، لكن إلى جانب هذه النصوص الشعرية اليومية كانت تظهر زاوية «عمود» بعنوان: «حدثنا الأصفهاني» بدون توقيع، ويتناول فيه قضايا ثقافية وفنية وأدبية.

اول صفحة متخصصة

جاء آخر عدد في الصدور الأول للخليج بتاريخ 29 فبراير/شباط 1972، لتتوقف الجريدة بعد هذا التاريخ، وتستأنف صدورها الثاني في الخامس من إبريل/نيسان 1980 ونشير هنا إلى أن آخر مادة أدبية في 29 فبراير/شباط 1972 كانت بعنوان: «أغنية في أوبرا الثلاثة قروش» للمسرحي والشاعر الألماني برتولت بريخت، وفي زاوية «حدثنا الأصفهاني» آخر زاوية في الصدور الأول جاءت هذه السطور.. «.. في كل عيد من الأعياد أو مناسبة من المناسبات، كان ضابط المباحث يقوم بجمع اللصوص والمشبوهين، ويضعهم في الحجز لكي يتفادى بذلك خطورتهم».. ويبدو من خلال كلمات من مثل «ضابط المباحث» و«في الحجز» أن المحرر الثقافي آنذاك كان مصرياً، لكنه، لا يوقع اسمه في زاوية «حدّثنا الأصفهاني».
في حقبة الثمانينات ظــــهرت أول صفحة متخصصة ثقافية بعنوان: «مجلة الثقافة» في الخليج يوم 5 يوليو/تموز 1980، وخلال الشهرين الســــــــابقين كانت المادة الثقافية، وهي قليلة ومتفرقة تنشر في صفحات «مجلة الخليج».

ظهرت صفحة «مجلة الثقافة» كما أشرت إلى هذا التاريخ قبل قليل، لكن في الوقت نفسه، وفي صفحات «مجلة الخليج» كانت تظهر ترويسة «أدب وفكر» تنشر فيها نصوص شعرية أحياناً، وأحياناً في صفحات «مجلة الخليج» تنشر مواد فكرية ثقافية.. مادة بعنوان: «مليونير أمريكي يستخدم حملة جائزة نوبل للوصول إلى الإنسان المتفوق» في حلقات.
أشير هنا إلى أن العدد الأول من صفحة «مجلة الثقافة» تضمن مادة بعنوان.. «كلما تعاقبت الأيام.. وعصفت بنا الأحداث والمصائب (رفيع).. يزداد صوت جبران خليل جبران قرباً منا وفهماً لأحداثنا ومصائبنا (ببنط أكبر) ثم (وببنط كبير) عنوان آخر: «مشكلتنا ليست مع السجن؛ بل مع السجان».. والمادة من إعداد: القسم الثقافي.. ولك أن تلاحظ هنا عدد الكلمات الكثيرة جداً في العنوان.
أول ملحق

في 11إبريل/نيسان 1981 ظهر أول ملحق ثقافي متخصص تصدره جريدة الخليج، وكان يرأسه الشاعر محمد الماغوط، ويتألف من ثماني صفحات تابلويد، وكتب الماغوط آنذاك افتتاحية هذا العدد التاريخي في زاويته «قطرة مطر» تحت عنوان: «على درب الآلام».. وفيها كتب الماغوط: مع إطلالة العدد الأول من «الخليج الثقافي» ليس أسهل علينا من أن نفتح قاموس المزايدات ونقول: هذا العدد خطوة متقدمة على طريق النصر والتحرير، أو لبنة جديدة في بناء صرح الثقافة العربية المعاصرة، أو مشعل مضيء على درب كذا وكذا من الكلمات الجوفاء التي لم يعد يصدقها حتى قائلوها؛ لأن الكلمة الصادقة في هذه الأيام هي خطوة متقدمة إلى المقبرة.
ولذلك مجنون كل من يكتب في هذه الأيام، ومجنون كل من يقرأ.
مجنون كل من يتفاءل بصباح وكل من يتشاءم من غروب.
مجنون من يدافع عن مظلوم، أو يحقد على ظالم.
مجنون من يثقف أمياً، أو يرشد ضالاً.
مجنون من يبتسم لنكتة أو يبكي لمأساة.
مجنون من يصفق لبطل أو يهزأ من جبان.
مجنون من يرد على هاتف.. على قرعة باب.. على نداء، والأكثر جنوناً من يصدق خبراً في جريدة أو تحليلاً في إذاعة أو تمثيلية على مسرح.
ولأننا مجموعة؛ بل نخبة من المجانين فقد قررنا إصدار هذا الملحق في قلب هذه الصحراء وليكن ما يكون.
لنكتب ونقرأ.
لنتفاءل ونتشاءم.
لندافع عن المظلوم ونحقد على العالم.
لنثقف الأمي ونرشد الضال.
لنصفق للبطل ولنهزأ من الجبان.

شخصية إخراجية

اتخذ الملحق شخصية إخراجية فنية ثابتة ومهنية، فعلى الصفحة الأولى صورة لعمل تشكيلي، نحتي أو لوحة، وفي الصفحة الأخيرة كاريكاتير ثقافي، ومن كتّاب العدد الأول من الخليج الثقافي الكاتب البحريني محمد عبدالملك، وأجرى الملحق تحقيقاً ثقافياً عن مجالس الشعراء في الإمارات وبدأ بمجالس الشعراء في عجمان، وكتبت هند عمرو عن المسرح الأسود في الإمارات، ثم مقابلة صحفية أجرتها اعتدال رافع مع فارس زرزور وقد نشر له الخليج الثقافي في العدد نفسه مع الحوار رواية بعنوان «الرقص على أبواب الجحيم» واستكملت في السبت التالي؛ إذ كان الملحق يصدر كل يوم سبت، وفي العدد أيضاً نصان شعريان لكل من المتنبي وبدوي الجبل.
بقي الخليج الثقافي يصدر برئاسة محمد الماغوط حتى يوم 15فبراير 1988.
في 16 فبراير 1988 وبعد توقف الملحق الثقافي أصبحت الصفحات الثقافية ضمن العدد، ولكن تتميز بإخراج يحددها ويميزها بوصفها ملاحق، ولكنها، أي هذه الصفحات لم تكن مستقلة مثل ملحق الماغوط، وفي هذه الفترة تحديداً، أي فترة الثمانينات سوف يكون النشاط الثقافي في ذروته، ومن باب الإشارة إلى طبيعة تلك الصفحات فهي كانت تنشر تحقيقات ثقافية، ونصوصاً شعرية، وترد أيضاً أخباراً ثقافية من المراسلين في الوطن العربي، إضافة إلى نشر مواد إبداعية قصصية.. مثالاً، لا حصراً قصة بعنوان «إيدز» لأحمد إدريس في 24 فبراير 1988، والمثال هنا للتدليل على البيئة الثقافية التي كان يكتب خلالها القاص أو الشاعر، فقد كان الإيدز المرض الأبرز في ثمانينات القرن العشرين.

حركة حيوية

إخراج الصفحات الثقافية، في الثمانينات كان إن جاز الوصف متحركاً، فعلى سبيل المثال كانت افتتاحية الصفحة بعنوان (أبعاد).. مثل «أفق» الآن الثابتة منذ سنوات طويلة في صفحات اليوم الثقافية، على سبيل المثال، أول ظهور لإخراج جديد لزاوية أبعاد كان في 28 أكتوبر/تشرين الأول عام 1989، وكتبها صحفي يدعى محمد نعيم فرحات، ويأتي التعريف به مراسل الخليج في تونس، وفي ذلك العدد استطلاع ثقافي بعنوان.. «.. في الإمارات.. ما علاقة المكتبة بالقارئ؟».
النقلة الثانية على صعيد الملاحق الثقافية المستقلّة والصادرة مع العدد، وليس داخله، كانت في 4 مايو/أيار عام 1998؛ حيث صدر العدد الأول من «الملحق الثقافي» كل يوم اثنين بوجه وإخراج ومحتوى مختلف كلياً عن مرحلة الماغوط، وكان يرأس ذلك الملحق الشاعر اللبناني أحمد فرحات وصدر في 12 صفحة (قطع جريدة)، وظهر ملوناً بعكس الملحق الذي أشرف عليه الماغوط، وكتب أحمد فرحات في افتتاحية هذا العدد في عموده الذي جاء باسم «قلب الكلام».. عن توجه وسياسة الملحق:..«.. التعدد هو سياستنا، وكذلك المناقشة الهادئة، النافذة، انطلاقاً من بدهيات التسليم بأن الأنساق الفكرية والمعرفية والثقافية يجب أن تتجاور وتختلف وتأتلف بغية أن يتحصل القارئ في النتيجة على الأسئلة والأجوبة الثقافية التي يريد..»، وحمل الغلاف الأول لذلك الملحق عنوان «.. ما بعد الحداثة.. المصطلح والواقع..»، وكتب تلك المادة على الصفحة الأولى من الملحق الكاتب السوري حنّا عبود، وكتب في العدد الشاعر سعيد عقل عن رحيل نزار قباني.
يوم 21 إبريل/نيسان عام 2003 صدر آخر عـــــدد من الملحق الثقافي تحت رئاسة أحمد فرحات، وكانت افتتاحيته الأخيرة تلك في زاويته «قلب الكلام» تحت عنوان: «هل يعثر عقلنا على عقله؟»، ولكن الملحق لم يتوقف عن الصدور، فالعدد التالي صدر يوماً بالإخراج نفسه في الأسبوع اللاحق، وبعدد الصفحات نفسها 12 صفحة وفي هذه الفترة تولى الشاعر الجزائري عياش يحياوي إدارة القسم الثقافي والإشراف على القسم في حين ظهرت في هذا العدد مادة ليحياوي في الصفحة الأخيرة من الملحق بعنوان: «كيف نقرأ حليب النوق كمفردة بيئية- تعددت توظيفاتها» ما يعني توجّه يحياوي للتركيز على التراث والثقافة الشعبية، واستحدثت في الملحق آنذاك، وضمن ذلك السياق، صفحة للشعر الشعبي بعنوان «قوافل» كان يعدّها د. عبدالعزيز المسلم.
عند بدايات ديسمبر/كانون الأول عام 2007 يتسلم يوسف أبولوز رئاسة القسم الثقافي بعد عياش يحياوي، ويظهر عمله مع الدورة السادسة والعشرين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب من 5 إلى 14 ديسمبر 2007.

تكريم

وفي 29 أكتوبر/تشرين الأول عام 2008 كرّم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الملحق الثقافي بوصفه شخصية العام الثقافية (2008) وحصل يوسف أبولوز ونوّاف يونس على تكريم خاص من معرض الشارقة الدولي للكتاب.
اهتم الملحق الثقافي بإصدار أعداد خاصة تصدر صباح أول يوم من معرض الشارقة الدولي للكتاب، وبمناسبة مرور 30 عاماً على مشروع الشارقة الثقافي صدر عدد جاء في صفحته الأولى... «أصبح معروفاً لدى القاصي والداني معرض الشارقة الدولي لا ينفصل عن الخيار الثقافي للشارقة، وإنما هو علامة بارزة في هذا التوجه، وهو يقع في قلب الرؤية الاستراتيجية لمشروع ثقافي يتكامل مع المشروع النهضوي العربي، ويحظى بدعم ورعاية استثنائيين من صاحب السمو حاكم الشارقة».
في عام 2015 يتولى محمد إسماعيل زاهر رئاسة القسم الثقافي ويواصل مسيرة الملحق الثقافي بمهنية وانتظام، ويشار أيضاً إلى أن الملحق لم يطرأ عليه تغيّـر إخراجي معين خلال هذه السنوات، وبقي يصدر في 12 صفحة (حجم جريدة) ومع العدد، أي منفصلاً وليس داخل الجريدة الأم.

ملف

في سنوات تالية، اختزل الملحق من 12 صفحة إلى 8، ثم من 8 إلى 4 صفحات إلى أن أصبح يصدر على شكل ملف مكون من 3 صفحات ثم اختزل أخيراً إلى صفحتين، لكن استطاع «الخليج» الثقافي أن يحافظ على روح وحيوية الصفحات الثقافية في السنوات القليلة الماضية، وقد نزع عنها صفة ملحق ثقافي يصدر داخل العدد أو خارجه (مع العدد).
إلى جانب الملف الثقافي والتقاطه لظواهر ثقافية حيوية نشطت الصفحة اليومية المواكبة كل صغيرة وكبيرة للعمل الثقافي في الإمارات، وفي عام 2016 وللمرة الأولى في الصحافة المحلية تصدر صفحة يومية متخصصة في الكتب؛ بمناسبة «عام القراءة»، وبعد انتهاء العام تحولت إلى صفحة أسبوعية.

أدوار وقضايا

وراء الأقسام الثقافية، والملاحق الثقافية على تنّوعها ومواكباتها للشأن الثقافي الإماراتي، الخليجي، العربي، العالمي كان يقف وما زال يقف رجال فكر وثقافة وصحافة وأدب وتاريخ، ولهم أيضاً تاريخ مشرّف ماثل في الذاكرة الثقافية والوطنية، فالملحق الثقافي الذي صدر للمرة الأولى في مطلع الثمانينات، واُقترح أن يشرف عليه محمد الماغوط، هو فكرة وتنفيذ ودعم من جانب المغفور لهما تريم عمران، وعبدالله عمران. رجلان كان الشأن الثقافي من الأولويات بالنسبة لهما ليس نظرياً وشعاراتياً، بل تطبيقاً وتنفيذاً من عام إلى آخر، ومن مرحلة صحفية كانت تمر بها جريدة الخليج إلى مرحلة أخرى.
في الثمانينات من القرن العشرين، ومنذ الصدور الثاني للخليج، بدأت المؤسسات الثقافية المحلية بالظهور مثل دائرة الثقافة والإعلام، وجمعية التشكيليين، واتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، وكانت هذه الكيانات وغيرها ممن ظهر في التسعينات ليست مصادر الخبر الثقافي فقط بالنسبة للخليج، بل وإلى جانب ذلك، هي شريك مع الصحيفة في صناعة المشهد الثقافي الإماراتي، منذ ذلك الحين وإلى اليوم.
وفي الثمانيـــنات والتسعــــــينات كانت قـــــضايا اليوميــــــات والملاحق الثقافية تتلخص في الحداثة وما بعدها، ثم طبيعة المادة الثقافية الإماراتية، والنقد الأدبي، وقضايا المسرح، وقضايا وشؤون الفنون التشكيلية، وما زالت هذه القضايا هي عصب صحفيي الثقافة في الخليج، ونضيف إلى ذلك اهتمام الملاحق واليوميات بمعارض الكتب، وصناعة الكتاب، واليوم الصفحات الثقافية في الخليج مفتوحة لصناعة النشر، مفتوحة أيضاً للكيانات الجديدة محلياً مثل هيئة الشارقة للكتاب، ومدينة الشارقة للنشر، والهيئة العربية للمسرح وغيرها من كيانات، لا تغيب أخبارها أو متابعتها عن الأقسام الثـــقافية في الخليج.

مؤازرة

جريدة الخليج، وجّهت يومياتها وأسبوعياتها الثقافية إلى مؤازرة الشأن الثقافي الإماراتي كلّه، ووجدت الصفحات الثقافية والملاحق في الحيوية الثقافية في الشارقة.. إمارة الثقافة والنور والتنوير، بيئة مثالية لتجويد العمل الثقافي ورفع شأنه مهنياً وإدارياً، فالشارقة تغذي الجريدة بالخبر والمادة الثقافية، والشارقة بَنَتْ وأوجدت مشروعاً ثقافياً إماراتياً، وعربياً، وعالمياً... هذا المشروع هو على رأس اهتمـــــــامات رؤساء الأقسام وفرقهم التحريرية في الخليج.
الملاحق الثقافية، والصفحات اليومية خرج منها شعراء إماراتيون هم أعلام اليوم، وخرج من الخليج كتّاب قصة، ورعت الخليج تجارب الفنانين، وأجرت العديد من الحوارات والتحقيقات الصحفية ذات الصلة المباشرة بالحياة الثقافية الإماراتية وعناصرها الفاعلة من الجنسين.
من وقت إلى آخر تفتح الخليج ملفات خاصة، بل وتخصص أعداداً ثقافية خاصة تتصل بقضية ثقافية أو بشأن وطني أو حتى عالمي.

تواصل

لم ينقطع الخليج الثقافي عن ثقافات العالم، واستقطبت صفحاته مترجمين، وكتاب رأي ثقافي محلياً وعربياً، بحيث أسهمت أقلامهم العربية في صياغة وحدة ثقافية عربية قماشتها الخليج الثقافي، ومن كتّاب الخليج على سبيل المثال لا الحصر: إدوارد سعيد، والدكتور ضياء خضير، وشربل داغر، وأحمد عبدالمعطي حجازي، وشوقي بزيع، وجودت فخرالدين، ومحمد علي شمس الدين، وحسب الشيخ جعفر، وعلي كنعان، ونجيب العوفي، وعمران القيسي، ومحمد الأسعد، وفوزية السندي، وحسين قبيسي، وحنّا عبود، وصالح هويـــــدي، والطيــــــب بو عزة، وعدنان مدانات، وفخري صالح، وعزت عمر وخليل قنديل، وغيرهم وغيرهم العشرات من الكتّاب العرب، أما على المستوى الخليجي فقد كانت الصفحات الثقافية في الخليج منذ الصدورين الأول والثاني منصّات مفتوحة لمبدعي ومفكري وتنوييري الخليج الــــــعربي: قاسم حداد، علوي الهاشمي، محمد عبدالملك، الدكتور سليمان العسكري، ليلى العثمان، سيف الرحبي، حسن المطروشي، فوزية السندي، ومرة ثانية مع الاعتذار لمن نسي اسمه، فلا تجاهل أبداً لهذه الكوكبة العربية التي نهضت عليها وبها الصفحات والملاحق الثقافية في الخليج، أما على المستوى الإماراتي، فالخليج الثقافي هو أمس واليــــــــوم وغداً بيت: عبد العزيز الجاسم، أسماء الكتبي، فاطمة الصايغ، سلمى مطر سيف، مريم جمعة فرج، صالحة غابش، خليل عيلبوني، إبراهيم مبارك، ناصر الظاهري، ناصر حيران، عارف الخاجة، ثاني السويدي، ظبية خميس، حمدة خميس، كريم معتوق، ظاعن شاهين، أمينة ذيبان، أحمد المطروشي، جمال علي، عبدالله السبب، أحمد العسم، جمعة الفيروز، إبراهيم سعيد، هاشم المعلم، حسن شريف، عبدالحميد أحمد، سعيد الحنكي، ماجد بوشليبي، فهذه الكوكبة المنيرة من الإماراتيين المبدعين كتب أفرادها في الصفحات الثقافية في الخليج منذ الملحق الثقافي الذي كان يرأسه محمد الماغوط وحتى اليوم ... ومن لم يكتب في الخليج الثقافي فقد كُتبَ عنه، واحتفي به، وأجريت معه حوارات صحفية على يد محررين محترفين.
منذ السبعيــنات، وإلى اليوم، اهتم الخليج الثقافي بالتراث والثقافة الشعبية، وفتح المجال النشري للأشكال الشعرية الثلاثة: قصيدة العمود، وقصيدة التفعيلة، وقصيدة النثر.

موضوعية

لم ينحز المحرر الثقافي في الخليج إلى شكل أو جنس أدبي على حساب شكل أو جنس أدبي آخر، رعى المحرر الثقافي منذ أربعين عاماً الأسماء الجديدة الشابة، وقدّمها لقراءات نقدية موضوعية بحيث لا تنكمش، ولا تتضخم في الوقت نفسه.
كانت الملاحق الثقافية في فترتي الماغوط وأحمد فرحات بشكل خاص ملاحق كتّاب، إن جازت العبارة، وليست ملاحق محررين.
عندما كثرت الأنشطة الثقافية والفعاليات والمناسبات والتظاهرات الثقافية وأصبحت متعددة وكبيرة وتنافسية زاد حجم الخبر الصحفي، وبالتالي، زاد عدد المحررين في الملاحق الثقافية وهؤلاء يكتبون أو مطلوب منهم تغذية الملاحق وتحديداً بعد عام 2000 بمادة صحفية ثقافية وليس تنظيرية أو فكرية .
المحرر الثقافي في الخليج يسعى دائماً إلى حقن الملحق بما هو محلي، لكن تبقى من وقت إلى آخر لكل رئيس قسم رؤيته واجتهاده الصحفي، وهذا ما طبع الثقافي في جريدة الخليج بالتنوّع، والحيوية، والتجديد بشكل خاص منذ التسعينات وحتى اليوم.


أسماء وكفاءات


ليس لدينا معلومات كافية، بل ليست هناك أية معلومات عن محرر كان معنياً، كما يبدو، بالشأن الثقافي أو الكتابة في الفنون والثقافة في عام 1970، وكما ذكرت في مادة منفصلة كانت تظهر زاوية بعنوان «حدّثنا الأصفهاني»، أيضاً لا نعرف شيئاً عن كاتب هذه الزاوية، فقد كانت تصدر بلا توقيع.
مرحلة محمد الماغوط (سورية) هي التأسيس للملحق الثقافي، وهو شاعر قصيدة النثر، والمسرحي المثير للجدل دائماً، أما دينامو الحيوية الثقافية للملحق فقد كان د. يوسف عايدابي (السودان) المثقف والناشط الثقافي والمهتم بالفنون والمسرح، وسيكون ضمن فريق الماغوط المسرحي وكاتب القصة القصيرة نواف يونس (سورية) شاهد العيان الموضوعي والعارف بكل تفاصيل قصة الملحق الثقافي.
نواف يونس جزء من تاريخ الأقسام والملاحق الثقافية، فهو واكب جميع مراحل هذه الأقسام.. صحفي ميداني لامع. صحفي تحقيقات وحوارات. صحفي جدل ونقاش. يواكب الحياة الثقافية حتى اليوم.
في أوائل الثمانينات كان جمعة اللّامي (العراق)، وهو القاص والروائي العراقي المعروف والشفيف في روحه وكتابته التي أغنت الثقافة في الخليج.. كان مسؤولاً في فترة من الفترات عن (الفني والثقافي) إذْ كانت الجريدة تدمج بينهما من وقت إلى آخر، فجمعه اللّامي كان المسؤول الفني والثقافي، فيما كان محمد الماغوط مسؤول الملحق الثقافي، وفي تلك الفترة كان هناك فريق صحفيين مكثفاً يغذي الثقافة والفنون معاً يتألف من: هند عمرو (لبنان) وختام البيطار (سورية) وصحفي آخر لم يمكث طويلاً في الجريدة اسمه عيسى بشارة (فلسطين)، ورأفت السويركي (مصر)، ومصطفى حسين، وصحفي آخر كان يكتب بتوقيع عائشة النعيمي، وكان ضمن الصحفيات أيضاً منى سيف (الإمارات).
في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات انضم متعاوناً للصفحات الثقافية أحمد راشد ثاني (الإمارات) وكانت سلمى مطر سيف (الإمارات) حاضرة أيضاً في الجريدة.
حبيب الصايغ (الإمارات) على رأس الصحفيين الثقافيين في كل مراحل تحوّلات الأقسام الثقافية، وهو استقطب أحمد راشد ثاني للجريدة.
مرحلة محمود مدني (السودان) في منتصف الثمانينات كاتب قصصي وروائي سوداني أيضاً كان له فريق محررين هم امتداد لما سبقه من مراحل، وبعد ذلك جرى مرة ثانية دمج الفني والثقافي وكان مسؤولاً عنه الزميل عبدالرزاق إسماعيل (سورية)، وهو صحفي محترف وشاعر، لكن لم يلبث أن أصبح القسم الثقافي منفصلاً عن (الفني والثقافي) ليتولى بعد ذلك جمال بخيت (مصر) رئاسة القسم الثقافي، وهو شاعر محكية مصرية، وفريقه من المحررين الثقافيين: نواف يونس «سورية»، ووائل الجشي «فلسطين»، الشاعر والصحفي الذي عمل في أكثر من جريدة محلية، وواكب ميدانياً الحياة الثقافية الإماراتية إلى اليوم.
محمد حسن الحربي «السعودية» رئيس القسم الثقافي في أوائل التسعينات معروف بقلمه الشعري أو «الغنائي»، قاص، ومثقف، يمتلك لغة شفافة حية في مادته الأدبية أو الصحفية، ومن فريقه الصحفي نواف يونس، ووائل الجشي.
أحمد فرحات (لبنان) «1998» شاعر قصيدة نثر ومترجم وفريق عمله كان يوسف أبولوز، وعبدالله الشعبي «سلطنة عمان» لفترة قصيرة وهو صحفي عُماني، وعادل خزام «الإمارات» شاعر قصيدة النثر، والمثقف، صاحب اللغة الصحفية الحيّة.
عياش يحياوي (الجزائر) الذي تلا فرحات في رئاسة القسم الثقافي كان فريقه: عمر شبانة «الأردن» الشاعر والصحفي المجرّب، وحكيم عنكر «المغرب» وسعيد جاب الخير «الجزائر» وصحفية سورية هي رنا رفعت، وحسام ميرو والاثنان من سورية.
يوسف أبولوز الذي تولّى رئاسة القسم في أواخر 2007 تألف فريقه من: جهاد هديب (الأردن)، وعثمان حسن (الأردن)، ومحمد ولد سالم (موريتانيا)، وإبراهيم اليوسف (سورية)، وغيث خوري (سورية)، ومحمد أبو عرب (الأردن)، ومحمد إسماعيل زاهر (مصر).
يتولى بعد ذلك محمد إسماعيل زاهر، مثقف، يميل إلى الفكر والفلسفة، قارئ رواية بامتياز، صحفي حرفي عملي، وفريق عمله: محمد ولد الحبيب (موريتانيا)، علاء الدين محمود (السودان)، وأوميد عبد الكريم (سورية) وقد أضيفوا إلى زملائهم من الفترة السابقة.
يلاحظ أن رؤساء أقسام الثقافي في الخليج إلى جانب فرق عملهم هم معاً كفاءات ثقافية إماراتية عربية يختارهم رؤساء الأقسام.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"