عادي

«أرض تسير نائمة».. ألف ليلة الإفريقية

19:36 مساء
قراءة 3 دقائق
أرض تسير نائمة


الشارقة: عثمان حسن
«أرض تسير نائمة».. هي واحدة من الروايات الجديدة للكاتب الموزمبيقي ميا كوتو الذي يعد من أهم كتاب اللغة البرتغالية. وصل إلى القائمة القصيرة للبوكر العالمية. وحصل على عدد من أرفع الجوائز الأدبية مثل: نيوستاد الدولية، وجائزة الاتحاد اللاتيني، وجائزة كامويش التي تعتبر أهم جائزة أدبية برتغالية.. ترجمها عن البرتغالية مارك جمال، وصدرت عن دار الآداب اللبنانية.
اختيرت الرواية واحدة من أفضل الروايات في تاريخ القارة السمراء، كما وصفت بـ«ألف ليلة وليلة الإفريقية»، وهي بحسب تقديم دار الآداب: «تمثل واقعاً يماثل الأحلام غرابة، ويضاهي الكوابيس قسوة».
وجدت هذه الرواية تفاعلاً كبيراً على مواقع القراءة العربية والعالمية، فبينما يقول قارئ: «هذه رواية كلاسيكية ممتازة»، يتساءل عن مدى معرفة القراء بعمل صنع في موزمبيق، وكتب في عام 1992 وترجم من البرتغالية في عام 2006. ويضيف: «تعيدنا الرواية إلى سبعينات القرن الماضي عندما اندلعت حرب الاستقلال ضد الاستعمار البرتغالي، وكانت النتيجة حرباً أهلية أدخلت البلاد في دوامة من الفوضى العارمة».
ويتحدث قارئ عن حبكة الرواية التي تحكي عن صبي صغير ناجٍ، وشيخ، يحتميان في حافلة محترقة، أزالا منها الجثث المتفحمة لجعلها صالحة للسكن. ويتجولان كل يوم حول المكان بحثاً عن طعام، أو غيره من الأرواح الحية، ويسعيان إلى تجنب المسلحين. ويتابع: «يحلم الصبي بالعثور على والديه، لكن رفيقه يحذره حتى من التفكير في الأمر؛ لأن الأطفال يمثلون عبئاً على الوالدين في هذه الأرض التي مزقتها النزاعات». ويعلق القارئ على الرواية بقوله: «هي تشبه إلى حد كبير رواية «الطريق» للروائي الأمريكي كورماك مكارثي.
«إنه أحد أكثر الكتب روعة وإزعاجاً على الإطلاق»، تقول قارئة تعبر عن مدى إعجابها بالعمل «عندما انتهيت من الرواية عدت إلى الصفحة الأولى وبدأت على الفور من جديد».
من جهة أخرى، ينتقد أحد القراء جرعة الخيال التي كتبت بها الرواية ويقول: «كان من الممكن أن تجذب هذه الرواية الجمهور، لو خفف الكاتب من جرعة الخيال، كاستخدامه المكثف للصور والاستعارات، وكان بإمكان الجمهور الاستمتاع بشكل أفضل بالطريقة التي يضع بها كوتو، بمهارة، كل هذا الجمال في مقابل خلفية لحرب لانهائية مروعة».
وتشير قارئة إلى حجم الألم، والتشتت، والارتباك، والعزلة، وهي موضوعات الكاتب كوتو، وهو يتحدث عن ويلات الحرب، حيث تتنقل شخصياته في عوالم خاصة بها، وتختم بقولها: «ثمة أرض نائمة، يتعامل كوتو معها بكثير من منطق العنف».
وتضيف القارئة: «ينجح كوتو في استخدام عناصر شبه واقعية سحرية، وكان يمكن لهذه الرواية أن تكون أجمل لو استطاع الخيال أن يشرح محنة الشخصيات، بدلاً من اللجوء إلى النثر، والصور، والاستعارات، ومع ذلك ينزع كوتو «نحو رمزية شائقة، ونثر هادئ يتخلل كتاباته».
ويرى قارئ آخر أن مؤلف الرواية قد حدد هدفه «في الكون الأثيري للكتاب»، هذا الكون الذي تغذيه الحرب والتقاليد الثقافية، وقد عمد عن قصد إلى تنحية العقلانية جانباً، لتفضيل نهج أكثر إلحاحاً للحياة؛ نهج الإحساس وليس الفكر. ويقول: «أعتقد أنه يمكن قراءة أسلوب كوتو بالتركيز على الخاصية التأملية التي تكتنف كل صفحة، وفي التفاصيل، وليس من خلال الأوصاف، وهذا بالنسبة إلي، هو أفضل أنواع الأدب».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"