رعب عالمي

22:59 مساء
قراءة دقيقتين


ابن الديرة

حالة من الرعب يعيشها العالم مع تسجيل الموجة الثانية من جائحة فيروس كورونا المستجد أرقاماً قياسية في عدد الإصابات، وصلت إلى حدود نصف المليون حالة جديدة خلال يوم واحد، ما دفع بمنظمة الصحة العالمية إلى دق ناقوس الخطر، والتحذير من طفرة يشهدها الوباء في أوروبا، التي وجدت نفسها مرغمة مرة أخرى، على فرض إجراءات عزل جديدة، في محاولة منها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من اقتصاد لا يزال يترنح ولم يفق من الخسائر التي مني بها جراء الموجة الأولى، التي هددت أقوى اقتصادات العالم، وأكثرها مناعة، وكانت سبباً في خسارة ملايين الموظفين باب رزقهم.
الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأمام هذا المشهد القاتم، سارعت إلى الدعوة لعقد قمة استثنائية الشهر المقبل، في نيويورك، لتعزيز التنسيق العالمي لمكافحة الجائحة، التي كلما ظن البعض أننا على وشك طي صفحتها، عادت أقوى من الأول، وأشد مناعة، وأكثر ضرراً، وكأن الزمن مصر على أن يقف بنا على عتبة الفيروس المقفل بابه، والذي لا يملك مفتاحه إلا قلة من الحكومات التي نجحت حتى الآن في مسعاها بالحد قدر المستطاع من تبعاته، وحصر عدد إصاباته، في أضيق الحدود، مسخرة لذلك مواردها ومستنهضة مختلف كوادرها، الذين يعتبرون أبطال الحرب الضروس التي نجحوا بفعل تضحياتهم الكبيرة في لجم نارها، والحيلولة دون أن تحرق المجتمع بأكمله.
إذا كان هذا هو واقع حال نصف الكوب الفارغ، فإن الممتلئ منه يدعو إلى شيء من التفاؤل، خصوصاً مع الإعلانات التي تكاد لا تتوقف عن لقاحات جديدة، وصل عددها حتى الآن إلى 40، والمتوقع توافرها مع نهاية العام الحالي، ضمن المسعى العالمي لدق المسمار الأخير في نعش الجائحة، التي وكأن الله أنعم عليها بشيء من غريزة حب البقاء، دفعتها مع قرب نهايتها إلى الضرب شمالاً ويميناً، لعلها تجد مهرباً أو مسكناً في أبدان، أرهقها المرض.
الإمارات التي هي جزء من هذا العالم الذي أثقلت كاهله الجائحة، ضربت مثلاً في كيفية التعاطي معها، وأوجدت لنفسها مكاناً كما جرت العادة دائماً، ضمن أفضل الدول في إدارة الأزمة، وفي الوقت الذي تبحث فيه بعض الدول عن طوق نجاة، يصل بسكانها إلى بر السلامة، نجد حكومتنا الرشيدة قد بدأت منذ الآن بالتخطيط لمرحلة ما بعد كورونا، ووضع استراتيجيات تمكنها من تبوؤ الصدارة عالمياً في التعافي منها، ما يدعو إلى مزيد من التفاؤل ويؤكد أن القادم أفضل وأجمل.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"