عادي

المعجزة اليونانية أكذوبة

23:20 مساء
قراءة دقيقتين
3

في كتابه «أصل الفلسفة»، والذي يدور حول نشأة الفلسفة في مصر القديمة وتهافت نظرية المعجزة اليونانية، يطرح د. حسن طلب عدة قضايا نظرية تدور حول مشكلة الأصول الشرقية للفلسفة الغربية، جاعلاً من مصر علماً على الشرق، ومن اليونان علماً على الغرب، من حيث إن مصر هي أقدم الحضارات في الشرق، وفي العالم كله بالتالي، أما اليونان فهي كما يقال أكثر البلاد الأوروبية أوروبية، وخلص من هذا الطرح إلى بعض النتائج المبدئية، التي يمكن أن تصلح مرتكزاً، لا لمسألة الأصول المصرية للفلسفة اليونانية فحسب، بل لمسألة الأصول الشرقية للفلسفة الغربية.

يرى د. حسن طلب أن نظرية المعجزة اليونانية التي استند إليها مؤرخو الفلسفة الغربية، وبعض من يجاريهم في الشرق، لتأكيد انفراد الحضارة الغربية وحدها بالفلسفة، نظرية متهافتة؛ لأنها لا تقوم على أي أساس علمي من أي نوع، بل تقوم على أسس وأفكار ثبت أنها ليست من العلم في شيء، كفكرة التمييز العنصري، أو التفرقة بين الأجناس، هذه الفكرة التي واكبت المد الاستعماري الغربي، منذ بداية الانقلاب الصناعي في أوروبا، وظلت محتفظة بقدرتها على خدمة سائر الأغراض غير النبيلة، منذ ذلك التاريخ إلى اليوم.

يوضح د. حسن طلب أن المعجزة اليونانية تقوم على مبادئ وأفكار مغلوطة، تقع في صميم الفلسفة نفسها، كفكرة الفصل بين النظر والعمل مثلاً، فصلاً يراد منه إلصاق العمل بالشرق، والنظر باليونان، ومثل هذه الفلسفات تتجاهل وحدة الخبرة البشرية من ناحية، وجدل العمل والنظر من ناحية أخرى، وتتجاهل أيضاً النزعتين العملية والنظرية، لا تختص واحدة منهما بالشرق والأخرى بالغرب، بل هما موزعتان هنا وهناك، وفق معايير تعود في مجملها إلى الظروف التاريخية، وما يرتبط بها من عوامل ثقافية واجتماعية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"