عادي
قرقاش: الإمارات مصممة على تنفيذ «اتفاق العلا»

عودة التجارة والسفر مع قطر خلال أسبوع

11:34 صباحا
قراءة 6 دقائق
قرقاش
قرقاش

أبوظبي:  سلام أبوشهاب

أكد الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن دولة الإمارات العربية المتحدة مصممة على تنفيذ «اتفاق العلا» بحذافيره، وسعيدة بطي الصفحة السابقة وفتح صفحة جديدة تؤسس لمرحلة أخرى، حتى لا تقع أزمات كبيرة مثل أزمة 2017، أو صغيرة مثل أزمة 2014؛ لأن التضامن الخليجي هو القرار الصحيح، ونريد تعزيز علاقاتنا ضمن المنظومة الخليجية العربية، والخطوط الحمراء للإمارات هي نفسها لكل الدول الخليجية وتتمثل في أمنها وازدهارها.

وقال قرقاش في مؤتمر صحفي افتراضي صباح أمس، عن مخرجات القمة الخليجية: «لا يمكن أن تكون الأزمة دائمة، وأزمة قطر لها جذورها وهي ليست أول أزمة، ولكنها أعمق أزمة ولم تأت من فراغ، وفي نفس الوقت الأزمة يجب أن تنتهي، ولأنها أزمة في البيت الواحد كانت حادة وقاسية إعلامياً، ولكن على ارض الواقع لم تكن هناك أعمال سلبية، وقد تجاوزنا الأهم، وهناك موقف خليجي واضح بشأن التكاتف تجاه التهديدات الخارجية». 

التنفيذ خلال أسبوع

ورداً على سؤال ل«الخليج» عن متى يتوقع بدء الخطوات التنفيذية لاتفاق العلا، للعودة إلى ما قبل الأزمة مع قطر، قال الدكتور أنور قرقاش: «اتفاق العلا أشار إلى أنه خلال أسبوع تتم العودة للتنقل بين الدول وعودة التجارة، ومثل هذه الأشياء تكون أسرع، أما موضوع بناء الثقة، الأهم فيه، هو الأفعال والشفافية والالتزام، وأحياناً بناء الثقة قد يكون أسرع من خلال الجدية في التعامل مع الوضع الجديد والاحتياجات الجديدة، وأحياناً العامل الزمني جزء من بناء الثقة، ولا يمكن أن تخرج من أزمة حادة ومطولة من دون تداعيات، مع مراعاة الحاجز النفسي لكسر هذه التداعيات».

وأضاف: «الاهتمام العالمي لم يكن كبيراً جداً، فالهجوم على الكونجرس الأمريكي أخذ الاهتمام كله، ولكن هناك اهتمام من الدول الصديقة، وارتياح إقليمي وعالمي لإنهاء الأزمة وينظر لها على أنها خلاف في البيت الواحد، وهناك حاجة إلى بناء ثقة بين الدول الأربع، وقطر». 

إنجازات للتحصين

وأوضح قرقاش أن دور الإمارات في اليمن انتهى عملياً، وإنهاء هذا الموضوع جزء لتحصين البلد، ضمن رؤية التنمية والازدهار، والإمارات قطعت شوطاً في ذلك، من خلال مشاريع «براكة» و«مسبار الأمل» و«الاتفاق الإبراهيمي»، وغيرها من الإنجازات ضمن رؤية أشمل للتعامل مع المستجدات والعمل على التنمية الداخلية.

وأضاف: «قبل أشهر وبطبيعة الحال كانت هناك مبادرة كويتية لحل الأزمة، وكان هناك إلمام أمريكي مبكر بالأزمة ومحاولة حلها، ودول مجلس التعاون الخليجي أمنها مترابط ومتشابك، وتربطها علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، وتهتم أيضاً بموضوع الاستقرار في المنطقة، والاهتمام الكويتي والأمريكي ليس جديداً»، موضحاً أنه قبل أشهر تحدث معنا الأشقاء في السعودية عن أن هناك محاولات من الأمريكيين لفتح الأجواء، ولكن السعودية قالت: «إننا نفكر في ما بعد فتح الأجواء، ونريد أن يكون الحل شاملاً».

وقال: «إن ردنا على السعودية كان أن هذا الملف بيدكم، والذي تقرره السعودية نوافق عليه، وتتحدث وتتصرف باسمنا، ونحن نثق بحكمة وقيادة السعودية، ونحن معها في أي قرار تراه مناسباً، وننظر لجهود السعودية في سياق حل الأزمة الخليجية بإيجابية، ونرى ارتياحاً شعبياً، وبطبيعة الحال، فإن السعوديين والأمريكيين والكويتيين قاموا بدور مهم، واستمروا في الحوار مع قطر الذي استمر أشهراً، وتمت إحاطتنا بين فترة وأخرى بما يجري، وقبل أسابيع عرفنا أننا قريبون، وبدورنا أعطينا ثقتنا الكاملة للرياض، وأي حل تراه الرياض نوافق عليه». 

تعزيز التضامن

وأضاف: «من هنا كان التصور لاجتماع القمة الخليجية، ولأول مرة من سنتين إلى ثلاث سنوات، اجتمع المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي، وهذا أول اجتماع، وبالنسبة للإمارات ترى أنه قرار صحيح، وأن هناك حاجة إلى تعزيز التضامن الخليجي في هذه المرحلة، وهناك بُعدان مهمان، البعد الأول إقليمي، والثاني محلي، مع الأخذ في الاعتبار أن الاستراتيجيات التي كانت مطروحة دولياً من الطرف الآخر في ما يتصل بفتح الأجواء للطيران والتعويضات وغيرها لم تكن ناجحة».

وقال قرقاش: «التراشق الإعلامي ليس هو المشكلة الأساسية، ولكن هو انعكاس لظاهرة ومحاولة استفزاز، ويجب أن يتوقف ونبتعد عنه، ونفتح صفحة جديدة، والاتفاق يتحدث عن موضوع الإجراءات التي اتخذت في يونيو/حزيران عام 2017، وهناك موضوع حساس لكل دول الخليج بما في ذلك قطر، وهو موضوع السيادة وعدم التدخل في الشأن الخليجي، وخاصة من دول نحن وإياها في نفس المنظومة. ومن هذا الواقع ووفق البند الأول من اتفاق العلا، احترام وصيانة السيادة أمر مهم، واعتقد أن الالتزام بذلك هو الاختبار الأول والمهم في اتفاق العلا وإعلانه». 

أولوية الأمن والازدهار

وأوضح أنه «في ما يتصل بالتدخل التركي، يجب أن نعيد بناء اللحمة التي تجمعنا، فمثل هذه الأزمة وما تتركه من تداعيات معالجتها تتطلب وقتاً، أما بعض الأمور التي تمس المواطن فتتم معالجتها بصورة سريعة، وبعض الأمور الأكثر جيواستراتيجية تأخذ وقتاً. وأعتقد أنه في نهاية المطاف إذا استطعنا أن نعيد قاطرة دول مجلس التعاون كالسابق، فمثل هذه الأمور يتم علاجها، والخروج من أزمة لها تداعيات يتطلب أن تكون حكيماً في التعامل معها».

وأضاف: «إن حديثي اليوم هو عن ارتباط الإمارات بالمنطقة التي حولها، حيث إن أمنها وازدهارها مرتبط بالمنطقة التي حولنا، والتوجه للمرحلة المقبلة يركز على رؤية الازدهار ورؤية التنمية، ورؤية التركيز على تعزيز موقع الإمارات داخلياً وإقليمياً ودولياً، ورؤية إنهاء بعض الملفات الخلافية والمستعصية والمطولة التي تؤثر في الأولويات». 

ورداً على سؤال آخر عن الدور الإعلامي من الجانب الآخر، قال: «تصريحاتنا عبر الأشهر الماضية كانت متفائلة، وأي مسار تفاوضي من الممكن أنه لا ينجح، وهذا الملف منذ فترة في يد السعودية، والذي تتوصل إليه السعودية نحن راضون عنه، ومنذ فترة تسعى السعودية إلى حل أوسع، ونحن ندعم هذا، وأعتقد أن الجوانب التي تتطلب بناء ثقة هي جوانب أخرى، منها الجانب الجيوستراتيجي حول الموضوع بالنظرة المشتركة للجانب الأمني في المنطقة، وفي تقديري فإن الذي يتطلب الشغل عليه هو مسألة جوانب التنسيق والانضباط الإعلامي. وبنية طيبة أقول إن هناك رواسب مما قبل اتفاق العلا، وأريد للاتفاق أن ينجح، وأن تكون قواعده راسخة، وأن نعوّل عليه لإعادة الاستقرار في المنطقة، وإعادة الزخم لمسيرة مجلس التعاون الخليجي مثلما كان من قبل، مع الأخذ في الاعتبار النظرة الداخلية، وهي ليست مصادفة، وهي أشياء محددة تتم، وفيها توجيه محدد حول كيف نرى المرحلة المقبلة».

تركيا وإيران وقطر

ورداً على سؤال عن التقارب التركي القطري الإيراني وموقف «اتفاقية العلا» من ذلك، أكد الدكتور أنور قرقاش «أنه في البيان الاعتيادي لمجلس التعاون الخليجي عن القمة خارج اتفاق العلا، هناك إشارة واضحة لتكاتف دول المنطقة لأي تهديدات خارجية دون تسمية الدول؛ لأن دورنا ليس استعداء ومعادة دول، وهو موقف خليجي واضح. ويجب أن نذكر أن تأسيس مجلس التعاون عام 1981 جزء منه لتحصين المنطقة من المهددات الأمنية والجيوستراتيجية، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، تحدث بشكل موسع عن الملف الإيراني، وما يتعلق بالجوانب الأخرى بما فيها التركي. وأعتقد أن بناء الثقة وإعادة تجديد لحمة مجلس التعاون، وعدم القفز للمراحل القادمة، أمر مهم، وكأننا لم نخرج من أزمة عاتية، وأي أزمة لا بد أن تكون لها تداعيات، وفتح صفحة جديدة يجب أن يكون أمراً واقعياً، ونجاحنا في التصدي للتحديات هو الذي يبنى عليه في المرحلة المقبلة».

وأضاف: «ما قمنا به هو جهد سعودي مشكور ووساطة كويتية وأمريكية، ولا بد أن نتعامل مع تداعيات هذه المرحلة، ودولة الإمارات تأتي في المرحلة المقبلة بصفحة بيضاء وبكل شفافية وتعاون مع كل الإخوة في مجلس التعاون ومصر والدول العربية التي تجمعنا بها روابط الأخوة ونظرة موحدة ومصير مشترك، والشيء الأساسي هو أن نخاطب العقول فبناء الثقة يحتاج إلى وقت، ومجلس التعاون أفضل بعد إعلان العلا، والأمن الوطني والإقليمي هو رؤية مشتركة كانت حاضرة في بيان العلا، وحديث بیان العلا عن خطوات دول الخليج لمواجهة التطرف خطوة إيجابية». 

خطة إنهاء الإجراءات

وعن الجدول الزمني لحل القضايا العالقة أوضح قرقاش: «عند الرجوع إلى اتفاق العلا نجد أنه يتحدث عن موضوع إزالة إجراءات المقاطعة خلال أسبوع، ووقف القضايا الموجودة في المحافل الدولية، وغيرها خلال أسبوع، والاتفاق يرى مسارات ثنائية لمعالجة القضايا الثنائية بين الدول، وأعتقد أنها جوانب مباشرة ملموسة. وفي تقديري تكون أسهل في الحل، وذلك في ما يتعلق بالطيران والتجارة، وهناك جوانب جيوستراتيجية، منها: كيف نعيد لمجلس التعاون رؤيته واستراتيجيته تجاه مسائل الأمن والاستقرار التي أخرتها الأزمة؟، وأعتقد أنها تأخذ وقتاً أطول، لكن الاتفاق يضع آلية من خلال لجان متابعة ولجان ثنائية للعمل على حل هذه المسائل، وهي تختلف من بلد إلى آخر، وهناك  الملف المصري الذي يلتقي معنا في بعض الأشياء، وله بعض الخصوصية في أشياء أخرى، وبالتالي هذه المسائل التي نراها».

وفي ما يتصل بعودة العلاقات الدبلوماسية والرد على أي تجاوزات إعلامية من الطرف الآخر، قال الدكتور قرقاش: «يتحدث اتفاق العلا عن التنسيق الإعلامي، وفي تقديري في نهاية المطاف قناة الجزيرة تابعة للحكومة القطرية، وتعبر عن السياسة القطرية. 

وفي تقديري أن أبدأ بهذا الاتفاق بكل شفافية ومصداقية، ولا أترك بعض التجاوزات في الساعة الأخيرة والتي تتطلب الرد».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"