عادي
أحمد العامري: نسعى إلى ترسيخ مكانة الشارقة وجهة للإبداع

«هيئة الكتاب».. منظومة عمل ثقافية متكاملة في 2020

23:34 مساء
قراءة 5 دقائق
1

 أضافت هيئة الشارقة للكتاب خلال عام 2020 فصلاً جديداً لفصول الإنجازات التي حققتها إمارة الشارقة لتضيء من خلالها الدرب لمسيرة حافلة بالمنجزات تدلّ على مكانتها كرافد أساسي للواقع الثقافي المحلي، والعربي، من خلال جملة من الأحداث النوعية التي وثّقت جهودها، وبتنظيم استثنائي للنسخة ال39 من معرض الشارقة الدولي للكتاب سبقته سلسلة مبادرات ضمّت «نادي الناشرين»، و«نادي القرّاء»، وإطلاق «وكالة الشارقة الدولية للحقوق الأدبية»، وغيرها.

وتوجت الهيئة خلال العام الماضي جهودها بتنظيم أول معرض دولي يقام خلال فترة انتشار «كوفيد - 19» ضمن إجراءات احترازية ووقائية شاملة، حيث نجحت في تنظيم معرض الكتاب في دورة كان لها انعكاسات كبيرة، ليس على الحراك الثقافي وقطاع النشر المحلي وحسب، وإنما على صناعة النشر العربية والعالمية، بصفة عامة.

وضعت الهيئة خلال المعرض سلسلة من الخطط للخروج بدورة تليق بمكانة الإمارة، منطلقة من رؤية تؤمن بأن الإبداع والابتكار مرتكزات النمو في عصرنا الراهن لتصدّر نموذجاً يحتذى به على صعيد تنظيم معارض الكتب الهجينة، مستفيدة من التطورات التكنولوجية الحديثة حيث عقدت كامل الفعاليات والجلسات الأدبية والحوارية (عن بُعد) عبر منصة خاصة حملت شعار «الشارقة تقرأ».

وتجلت النتائج الثقافية لتنظيم المعرض في عدد المتابعين والزوّار الذين توافدوا لزيارة الحدث على أرض الواقع وعبر منصة «الشارقة تقرأ»، فالمعرض وفّر ملايين الإصدارات، منها أكثر من 80 ألف عنوان جديد نجح في الوصول ل63,500 متابع عبر الإنترنت، و382 ألف زائر لأجنحة ومنصات دور النشر المشاركة.

وشكّل المعرض في دورته الاستثنائية بوابة للعديد من المدن والعواصم الثقافية حول العالم للتعاون والعمل مع مشروع الشارقة الثقافي الكبير الذي يتكامل ويكبر عاماً تلو آخر، برؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، إذ شهد زيارة وفود رسمية ودبلوماسية من فرنسا والمكسيك والسويد وايطاليا وكندا والهند، وغيرها.

رؤية 

وحول جملة المنجزات التي حققتها الهيئة خلال العام الماضي ورؤيتها المستقبلية، قال أحمد بن ركاض العامري رئيس الهيئة: «ننطلق من رؤية الإمارة التي كرّسها صاحب السمو حاكم الشارقة، التي لا تهتمّ بالكتاب وحسب، بل بمنظومة متكاملة من العمل الثقافي الذي يدعم المسرح والشعر والتاريخ والتراث والآثار وامتداداته التاريخية، لتنشأ حالة من التناغم والانسجام تؤسس لوعي خلّاق ومبتكر يتجاوز الأفكار المنغلقة وينهض بالقيمة الإبداعية باعتبارها أساس لبناء المستقبل».

وأضاف: «مكانة الشارقة وحضورها في المشهد الثقافي العربي والعالمي ضاعفت من مسؤولياتنا لهذا حرصنا خلال العام الماضي- الذي يعتبر عاماً استثنائياً نظراً للظروف التي ترافقت معه جرّاء الجائحة - على أن نحتفي بالفعل الإبداعي ونقدّره ونثمّن جهود أصحابه ونقدّم المنجز الثقافي بأوجهه المختلفة لروّاده ونقرّبهم أكثر منه، كما سعينا لأن نمدّ جسراً للقاء الأدباء والمفكرين لأننا ندرك أهمية الثقافة ودورها في دفع مسيرة التنمية خطوات إلى الأمام، وأردنا بكل ما قمنا به من جهود أن نؤكد على أهمية مواصلة العمل الثقافي، ونرسّخ مرتكزاته في أذهان الأجيال الجديد نعزز مكانة إمارة الشارقة كنموذجٍ يحتذى بين عواصم ومدن العالم الثقافية».

خدمات النشر

 وأطلقت الهيئة قبيل انعقاد فعاليات المعرض النسخة العاشرة من مؤتمر الناشرين، وناقشت على امتداد فعالياته حزمة من المواضيع التي سلّطت الضوء على تحديات قطاع النشر في الوطن العربي والعالم، في ظلّ انتشار فيروس كورونا، وآلية تكيّف الناشرين معها وأثر وسائل التواصل الاجتماعي والفعاليات الافتراضية في تعزيز التواصل بين الناشرين والقرّاء على حدّ سواء.

وبما يحقق أهدافها في تسهيل التواصل بين الكتّاب والناشرين والمترجمين وصنّاع المحتويات الإبداعية، أطلقت الهيئة للمرة الأولى على صعيد الدولة والمنطقة «وكالة الشارقة الدولية للحقوق الأدبية»، إسهاماً في توفير مناخ ينظّم عملية النشر وفق أطر قانونية ومهنية تضمن حقوق الناشرين والمؤلفين على حد سواء، بما يحفّز سوق النشر ويوصل المحتوى الثقافي العربي للقرّاء وبلغاتهم حول العالم.

وتسعى الهيئة من خلال إطلاقها للوكالة لتمثيل الكتّاب والمؤلفين العرب وضمان حماية حقوقهم في مجالات الترجمة والنشر وتنظيم آليات بيعها للناشرين العرب والأجانب وشركات الوسائط المتعددة العالمية من مؤسسات سينمائية وتلفزيونية وشركات ألعاب وغيرها، حيث ستتولى الهيئة تمثيل دور النشر المتعاقدة معها وما تملكه من حقوق تتعلق بالمؤلفين على مستوى نقل أعمالهم وترجمتها وتحويلها إلى وسائل إعلامية مختلفة.

حزمة تسهيلات

وانسجاماً مع مكانتها كمركز للنشر في الوطن العربي، قدمت المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر العديد من المبادرات وحزمة من التسهيلات والخدمات للناشرين، وعملت وخلال مشاركتها في فعاليات الدورة الأخيرة من معرض الشارقة الدولي على تقديم خطة تسهيلات متكاملة شملت خصومات وصلت إلى 35 في المئة للناشرين، جاءت استجابة لتوجيهات سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، رئيس المجلس التنفيذي وضمن حزمة المحفزات الخاصة بالهيئة.

وأطلقت المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر خطة تخفيضات على رسوم الباقات الشاملة للعملاء الجدد وتخفيضات على رسوم التراخيص المستقلة ورسوم الإيجار وعرض تخفيف الأعباء للعملاء الحاليين عبر إعادة جدولة الدفعات والإعفاء من تكاليف الإيجار إلى جانب تسهيلات أخرى في نظام سداد الأقساط.

وفي خطوة تجاوزت فيها الجهود الثقافية قدمت «الشارقة للنشر» حزمة تسهيلات خاصة بالناشرين اللبنانيين ممن تضرروا من تفجير مرفأ بيروت في أغسطس/ آب العام الماضي، بما جسّد استجابتها للمبادرة التي وجّهت بها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس الاتحاد الدولي للناشرين شملت الإعفاء من رسوم افتتاح أعمالهم في المنطقة لمدة عام كامل كما خصصت 20 مكتباً مفروشاً لهم

وتواصلت جهود الهيئة في الارتقاء بواقع الكتاب ومكانته وتعزيز قيمة الإمارة الثقافية والمعرفية، حيث نظّمت «نادي القرّاء» عبر وسائل التواصل المرئي، وعقدت سلسلة من الجلسات استضافت خلالها نخبة من الكتّاب والمؤلفين العرب والأجانب منهم جوزيف فايندر، ولانج ليف، وسلطان العميمي، وآخرين، لتثري معارف الجمهور حول العالم وتتيح الفرصة أمامهم للقاء مبدعيهم المفضلين ومناقشتهم حول مشاريعهم وأعمالهم.

(وام)

أبواب مشرعة

 قدّمت مكتبات الشارقة العامة خلال العام الماضي جملة من المبادرات النوعية حيث حرصت وخلال الجائحة على أن تبقي أبوابها مشرّعة أمام روادها وتبتكر أساليب جديدة ونوعية للتواصل مع جمهورها.

وأتاحت المكتبات المجال أمام قرّاء العالم للاستفادة من مكتبتها الإلكترونية، حيث وفرت لهم فرصة مطالعة وقراءة ما يزيد على 6 ملايين كتاب ومصدر معرفي، وبأكثر من 10 لغات مختلفة، بشكل مجاني ولمدّة 3 أشهر، حيث استفاد الجمهور من نحو 21 ألف محتوى علمي، وأكثر من 30 ألف مكتبة فيديو في شتى المجالات والتخصصات.

إلى جانب ذلك وصل الجمهور إلى نحو 160 ألف كتاب إلكتروني، و5 ملايين رسالة جامعية عالمية إلى جانب عدد من المخطوطات والمؤلفات النادرة والكتب الإلكترونية والصوتية، حيث استطاعت أن تستقطب ما يزيد على 10 آلاف قارئ من 63 جنسية، فيما بلغت عمليات البحث نحو 32 ألف عملية طالت مختلف المصادر المعرفية والثقافية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"