عادي

«دبي للثقافة».. رؤية إبداعية تحول التحديات إلى إنجازات

00:11 صباحا
قراءة 5 دقائق
1
1
1


تلتزم هيئة الثقافة والفنون في دبي، «دبي للثقافة»، تحت قيادة سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة الهيئة، بصون التراث الثقافي الإماراتي الغني، سواء المادي، أو غير المادي، والاحتفاء به وإلهام الأجيال للاعتزاز به والحفاظ عليه. كما تعمل وفق رؤية تسعى من خلالها إلى تعزيز المشهد الثقافي في الإمارة، وترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً للثقافة، حاضنة للإبداع، ملتقى للمواهب.
 ولم تألُ الهيئة جهداً على مدار العام الماضي من أجل تحقيق هذه المهمة، وتنفيذ الكثير من المبادرات النوعية التي كانت من الأحداث المهمة التي تضمنها الحراك الثقافي الشامل الذي قادته الهيئة هذا العام، رغم التحديات التي فرضتها جائحة «كورونا».
وشهد يناير/ كانون الثاني 2020 فعاليات «ليالي حتا الثقافية» التي أطلقتها الهيئة في حديقة وادي حتا، واحتضنت مجموعة غنية من البرامج والأنشطة التي أبهرت الجمهور وأثرت معارفه بثقافة الإمارات الأصيلة وتراثها الغني. كما نظمت النسخة الأولى من «أيام الشندغة» على مدار 10 أيام من الشهر نفسه في منطقة الشندغة، بهدف الاحتفاء بتاريخ الإمارة العريق، وتعريف العالم على كنوزه. وفي فبراير/ شباط 2020، أعلنت «دبي للثقافة» عن التصاميم الفائزة في مسابقة «صنع في القوز»، التي أطلقتها الهيئة في نوفمبر 2019. وانطلاقاً من الأهمية الكبيرة التي يشكلها منتدى المرأة العالمي، كانت «دبي للثقافة» الشريك الثقافي في نسخة المنتدى التي نظمتها مؤسسة دبي للمرأة تحت شعار «قوة التأثير». كما قّعت الهيئة مذكرة تفاهم مع مؤسسة الأوقاف وشؤون القصّر للتعاون في الوقف الثقافي المبتكر الذي يهدف لتوجيه الوقف وتوسيع مصارفه لتشمل الجوانب الثقافية المختلفة التي من شأنها تعزيز ثقافة المجتمع، ودعم المنظومة القيمية والفكرية فيه. كما وقعت اتفاقية شراكة مع شركة «أوبر» لتسهيل وصول المقيمين والزوار إلى كنوز سياحية ثقافية في دبي، وتقديم تجربة تفاعلية للثقافة ضمن مبادرة «استكشاف كنوز دبي الثقافية مع أوبر». ودعمت الهيئة «كشريك مؤسس» مهرجان طيران الإمارات للآداب.
فيلم في الصحراء 
شهد مارس/ آذار 2020 انطلاق فعاليات «المرموم: فيلم في الصحراء» بهدف دعم قطاع الأفلام الناشئة في دبي، وتعزيز مكانة صحراء المرموم وجهة سياحية ثقافية ومحمية طبيعية ثرية بعناصر التراث والثقافة المحلية. ورغم توقف الأنشطة والفعاليات الحية، بسبب تفشي فيروس «كورونا»، لم تغفل «دبي للثقافة» رعايتها للملتقيات الفكرية والفنية، وأطلقت العديد من المبادرات والأنشطة.
وكانت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، من أوائل القيادات تجاوباً مع تداعيات الجائحة، داعمة قطاع الثقافة والفنون من خلال عدة مبادرات قطاعية استهدفت ضمان دعم الموهبة، وتمكين المشاركة، واستمرارية صحة الاقتصاد الإبداعي، مع الحرص على الاستمرار في المسؤولية الثقافية. وتُعدّ سموها من أوائل من خاطب القطاع الإبداعي في بداية محنة «كورونا» من خلال رسالة نشرتها على صفحاتها على منصة «لينكد إن»، خاطبت بها المجتمع الإبداعي في مارس 2020، فضلاً عن إدارة حلقة نقاشية مع أهم الفاعلين في القطاع لتحديد التحديات الأساسية والاطلاع على وضع القطاع الثقافي.
واتخذت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، ضمن أولوياتها الاهتمام بالمنصات الإبداعية النابضة، إيماناً منها بأهمية استدامة أعمال هذه المنصات وتأثيرها في الحراك الثقافي. وبتوجيهاتها كانت حملة «لنبدع معاً» أول حملة رقمية وطنية تطلقها مؤسسة حكومية تشجع جميع أفراد المجتمع أثناء التزامهم بالبقاء في منازلهم إلى تقديم نتاج إبداعي على الوسط الرقمي.
منصات رقمية
وظّفت «دبي للثقافة» التكنولوجيا الحديثة ضمن تجربة متكاملة تستخدم المنصات الرقمية ومجموعة متنوعة من الابتكارات المستقبلية، بما في ذلك الواقع الافتراضي والواقع المعزز، وغيرها من أجل ضمان استمرارية تواصل الجمهور مع المجتمع الثقافي والإبداعي. وأطلقت الجولات الافتراضية الإرشادية بالتعاون مع «دبي 360» في متاحف الهيئة والأحياء التاريخي. كما أطلقت النسخة الافتراضية من «صيفنا ثقافة وفنون»، والنادي الصيفي الافتراضي في المتاحف. وفي ظل عدم إمكانية تنظيم «مهرجان دبي لمسرح الشباب» على خشبات المسارح تماشياً مع الإجراءات الاحترازية، أطلقت «دبي للثقافة» المهرجان بنسخة رقمية على قناة «يوتيوب» الخاصة بها. واتخذت الهيئة العديد من الخطوات التي من شأنها دعم وتوجيه القطاع الثقافي والإبداعي في دبي، ووجهت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، في إبريل/ نيسان 2020 بإطلاق ماراثون دبي للأفكار بالتعاون مع «آرت دبي». وفي ضوء مخرجات مبادرة «ماراثون دبي للأفكار»، وتكاملاً مع المبادرات الاقتصادية المتنوعة التي أعلنتها دبي لتحفيز النمو الاقتصادي، بادرت الهيئة، بتوجيه من سموها، إلى تفعيل حزمة دعم للتسهيل على المستثمرين المستأجرين لممتلكات الهيئة الثقافية والتراثية في دبي.
وفي مبادرة للحفاظ على الموروث الثقافي المتمثل في روح العطاء والمشاركة خلال رمضان المبارك، أطلقت «دبي للثقافة» حملة «أبطال رمضان». وفي أغسطس/ آب 2020، أطلقت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، سلسلة من الزيارات واللقاءات مع القطاع الثقافي والإبداعي المحلي لمناقشة استعداد القطاع للتأقلم مع الواقع الجديد والفرص التي يمكن العمل عليها لتحقيق استمرارية القطاع. ففي قطاع التصميم، زارت حي دبي للتصميم، والتقت مع عدد من رواد الأعمال المبدعين الناشئين، أما في قطاع الأدب، فقد التقت مع عدد من الكتاب وخبراء مجتمع الأدب والنشر في الدولة في متحف الاتحاد. كما تجسد اهتمامها بقطاع الفنون بزيارة إلى حي «السركال أفينيو»، إذ التقت مع الرواد والمبدعين للاطلاع على أحوالهم، والاستماع لأفكارهم وتصوراتهم حول متطلبات المرحلة الحالية والفترة المقبلة، وما يمكن القيام به لتعزيز المشهد الإبداعي في الإمارة.
جائزة تفوق 
تقديراً للدور المتكامل الذي قامت به «دبي للثقافة» عبر مكتباتها العامة، ومنظومة العمل التي اتبعتها استجابة لجائحة «كورونا»، حصدت الهيئة جائزة التفوق في مبادرة «اعلم» التي أطلقها الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات (اعلم). وافتتحت الهيئة معرض «صور في حوار» في متحف الاتحاد بدبي، بالتعاون مع معرض اللوحات القومي في لندن، وبدعم المجلس الثقافي البريطاني لإبراز المحطات المضيئة في تاريخ الإمارات. وتجاوباً مع مشروع تصميم الخمسين عاماً المقبلة لدولة الإمارات، عقدت «دبي للثقافة» جلسة نقاشية افتراضية في أكتوبر الماضي تحت عنوان «مستقبل القطاع الثقافي والإبداعي في الخمسين عاماً القادمة»، استضافتها هالة بدري، مدير عام الهيئة.
عبقرية حرفة
أطلقت «دبي للثقافة» فعاليات النسخة الحادية عشرة من مهرجان «دبي وتراثنا الحي» في القرية العالمية في دبي. وتستمر هذه النسخة من المهرجان تحت شعار «منظومة شعب وعبقرية حرفة» حتى 16 أبريل المقبل. وتعاونت «دبي للثقافة» مع مستشفى الجليلة التخصصي لطب الأطفال، من أجل خلق بيئة إبداعية للأطفال المرضى، وذلك من خلال مشروع «الفن في المستشفيات».  وتزامناً مع إجازة الفصل الدراسي الأول، نظمت «دبي للثقافة» فعاليات مخيمها الشتوي 2020 افتراضياً خلال الفترة الصباحية بين 20 و31 ديسمبر الماضي.
عروض أدائية
تعد «دبي للثقافة» أحد الداعمين الأساسيين للمسرح المتخصص بالعروض الفنية الرقمية والأدائية في دبي، وافتتحت هالة بدري مسرح «ثياتر أوف ديجيتال آرت»، وجهة الفن الرقمي والتعليم والترفيه الجديدة كلياً في سوق مدينة جميرا. كما وقعت «دبي للثقافة» في أكتوبر اتفاقية شراكة مع الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب تنفيذاً لمبادرة الفيزا الثقافية. كما كانت «دبي للثقافة» أول جهة حكومية تدعم أول فعالية حيّة في العالم في ظل جائحة «كورونا»، وهي «أسبوع دبي للتصميم» الذي أقيم في حي التصميم بدبي بين 9 و14 نوفمبر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"