من يكتب التاريخ؟

21:00 مساء
قراءة دقيقتين

ضياء الدين علي

** نعم.. مباراة الشارقة وشباب الأهلي «موقعة كروية»، والوصف ليس من قبيل المبالغة أو الإنشاء الأدبي، فقد قضت الظروف والمعطيات التي سبقتها بذلك، ولعل أهم الأسباب ترتبط بموقف الفريقين حالياً في مسابقات الموسم، والتاريخ الحافل لكل منهما على صعيد الألقاب والبطولات في كرة الإمارات، وإذا نظرنا كذلك للتحضيرات التي قامت بها  مشكورة  رابطة المحترفين، سندرك أننا أمام مناسبة جديرة بالاهتمام والاحتفاء، ومن باب الإيجاز مع البلاغة، يكفي أن مباراة من 90 دقيقة، ستتكفل بحسم أول ألقاب الموسم، وأنها إذا لم تنته بفوز أحدهما ستذهب مباشرة إلى ضربات الجزاء الترجيحية لحسم بطلها.

** الحسابات المسبقة ليس لها مكان، كالعادة، في مثل هذه اللقاءات المحكومة بطابع مباريات الكؤوس، فالأعلى تركيزاً وانضباطاً على كل الصعد في الملعب سيكون اللقب من نصيبه، وهنا سيظهر دور التحضير النفسي قبل الفني في الفريقين؛ لأن التركيز حالة ذهنية ومعنوية في البال والخاطر، لكنها هي التي تتحكم في المردود البدني كله من حيث السيطرة والقوة والسرعة، وكل ما نراه من اللاعبين عموماً، فما بالك بمباراة كهذه، ستحسم لقباً وتُتوج بطلاً.

** ودعونا في هذه الديباجة ننتبه لنقطة مهمة، تفسر الاهتمام الزائد بتلك المباراة والفائز بلقبها، فنحن ومن دون أن ندري، أصبحنا مشتاقين جداً لمشهد تتويج بطل كروي، أياً كانت المسابقة، بعد أن حرمنا فيروس «كوفيد  19» من ذلك في الموسم الماضي، الذي انتهى قبل أوانه بقرار «قسري»، ولعل النظر إلى الأمور من نهاياتها الآن، ومراجعة ما قام به جيراننا، يخبرنا بأن ذلك القرار كان متسرعاً وغير سليم، لكن هذا ليس موضوعنا ولا طائل من بحثه الآن، لكن تبقى الذكرى والموعظة.

** قلت إن الحسابات المسبقة لن تعمل في المباراة، لكنها حاضرة رغماً عن الجميع بمعطياتها التي قد تصنع مناخاً أفضل وحافزاً أعلى لفريق على حساب الآخر، فمن الناحية الميدانية وبمرجعية العروض والنتائج في مسابقة الدوري «المعيارية» بالنسبة إلى كل ماعداها من مسابقات، الشارقة حاضر كبطل للشتاء بمزيد من الثقة والاستقرار الفني.

وفي المقابل يبدو شباب الأهلي، وقد استعاد هويته المفقودة أمام النصر، وسيكون سلاحه المضاد متمثلاً في حماسة الدفاع عن المكانة والاعتبار الكروي، لاسيما أنه شريك أساسي في المنافسة على كل ألقاب عهد الاحتراف.

** وأخيراً.. المباراة ذات صفة تاريخية استثنائية؛ لأنها تضع المدربين الوطنيين مهدي والعنبري في مواجهة بعضهما بعضاً للمرة الأولى، فمن منهما كمنتصر سيكتب ذلك التاريخ؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"