لقب في وقته

** أول خاطرة جالت ببالي وفق السيناريو المثير الذي حقق به شباب الأهلي بطولة السوبر على حساب الشارقة، أن اللقب جاء في وقته بالنسبة إلى «الفرسان»، ليكمل صحوتهم ويعزز انتفاضتهم التي بدأت مع تولي الوطني مهدي علي المهمة الفنية محل الإسباني زاراجوسا، ناهيك عن أن الفوز الذي تحقق والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة كافأ جهدًا أوفر وتركيزًا أعلى من الفريق ككل في تنفيذ التكتيك الموضوع لتلك الموقعة، التي لم ينقصها إلا الحضور الجماهيري حتى تكتمل مقومات جمالها من حيث القوة والندية والإثارة، وقد كانت، حقًا، كما قال الشيخ راشد بن حميد رئيس اتحاد الكرة «صورة مشرفة لكرة الإمارات»، والشكر موصول للرابطة على الإخراج الرائع للمناسبة ككل.
** في حالات استثنائية، تنحاز الكرة لفريق ما، بغض النظر عن فترات السيطرة والهجوم، لكن القاعدة الراسخة أن هذه الأمور تعزز حظوظ صاحبها لكي يحقق الفوز غالبًا، لأن الضغط المستمر يضاعف من نسبة حدوث الأخطاء عند المنافس، ولو لاحظنا سنجد أن كتيبة العنبري التي تعتلي صدارة الدوري بكل ثقة، لم تبخل بأي جهد، لكن مع استمرار الضغط وتوالي الهجمات معظم الوقت، بنسبة سيطرة وصلت لاكثرمن 60 %، ارتكبت غلطة وحيدة، لكنها كانت قاتلة بالنسبة إلى التغطية والتمركز في الكرة إياها التي لعبها كارتابيا وجاء منها الهدف برأسية «المرزوق مرزوق»، حيث كان خاليًا من الرقابة، ولعب الكرة برأسه على راحته، رغم أنه كان في قلب المنطقة!
** من الأمور اللافتة للنظر أن المباراة لم تشهد كمًا وفيرًا من الفرص ورغم ذلك كانت ممتعة بالنسبة لمشاهدها، والسر في ذلك يرجع لقوة الأداء والروح والتركيز العالي والرتم السريع من لاعبي الفريقين، حيث كانت المباراة واعدة طوال الوقت بإمكانية حسمها من فريق على حساب الآخر في أي لحظة، نظرًا لوجود نخبة من النجوم المميزين في صفوفهما، كورنادو وويلتون وسيف وكايو (الشارقة) وكارتابيا وجيسوس وإدواردو والغساني وبيليه (شباب الأهلي)، فأي من هؤلاء كان بإمكانه أن يحسمها في نهاية هجمة ما أو بإبداع مهاري في لحظة تجلٍ، ويمكن استدراك أن تحقيق الفوز عن طريق مرزوق «المدافع» لم يبرره إلا انشغال المدافعين بالمهاجمين المعروفين، «اللي عليهم العين» كما يقال، ولا يمكن اعتبار ذلك مصادفة خارج الرؤية والتكتيك، حيث كان الكمالي المدافع يشارك أيضًا لزيادة كثافة المهاجمين.
أخيرًا.. «مبروك فرسان ما قصرتم.. وهارد لك يا ملك».
[email protected]