عادي

قـادة العالـم يتبنـون لهجـة متفائلـة بشـأن الاقتصـاد في 2021

23:15 مساء
قراءة 4 دقائق
1

تبنى قادة العالم الذين يشاركون في منتدى دافوس الاقتصادي الذي ينعقد هذا العام افتراضياً؛ بسبب جائحة «كوفيد 19»، لهجة متفائلة بشأن الاقتصاد العالمي في 2021، مؤكدين أنه سيكون عاماً للنهوض الاقتصادي بعد التعثر العالمي الذي شهده عام 2020.

وأكد رئيس منتدى الاقتصاد العالمي كلاوس شواب أن الأحداث التي شهدها العالم في العام الماضي؛ أبرزت مدى أهمية الاعتماد المتبادل.

و أشار شواب في تصريحات، أمس الثلاثاء، إلى أن 2021 سيكون نقطة تحول في تغيير فلسفة الأعمال، مدفوعاً بجائحة «كورونا».

وأضاف: «ستدرك الشركات بصورة متزايدة مدى الحاجة إلى رأسمالية أصحاب المصلحة؛ إذ أبرز العام الماضي مدى اعتمادنا على بعضنا، واتخاذ نهج منسق لرأسمالية أصحاب المصلحة هو جزء من ذلك».

دافع وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير، أول أمس الاثنين، خلال طاولة مستديرة، عن الاتفاق المبدئي المثير للجدل الذي أبرم في نهاية كانون الأول/ديسمبر بين الاتحاد الأوروبي والصين لفتح السوق الصينية العملاقة أمام الشركات الأوروبية والسوق الأوروبية أمام الشركات الصينية.

وقال: إن هذه الاتفاقية «لا تفعل سوى أن تكرر العديد من البنود التي أبرمتها الولايات المتحدة بالفعل مع الصين». وذكر هيربرت ديْس رئيس شركة فولكسفاجن أن الصين، حيث للشركة عدة مصانع، تمثل «فرصة كبيرة» للشركات الأوروبية.

خسارة 225 مليون وظيفة

وخلال نسخة 2020 من المنتدى الاقتصادي العالمي، لم يثر ظهور التهاب رئوي غامض في الصين الكثير من القلق، وبعد عام، ما زال العالم يكافح جائحة أودت بحياة أكثر من مليوني شخص، وتسببت في خسارة 225 مليون وظيفة وفقاً لمنظمة العمل الدولية، هذا في حين زادت ثروات الأكثر غنى في العالم، وفق منظمة أوكسفام الخيرية.

وانهار التفاؤل الذي ساد في تشرين الثاني/نوفمبر عندما صارت اللقاحات متوافرة مع اضطرار العالم إلى فرض قيود جديدة وظهور نسخ متحورة من فيروس كورونا المستجد، فيما يتأخر تسليم الجرعات المنتظرة.

ومع ذلك، أكدت كريستين لاجارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي أن عام 2021 سيكون «عام النهوض» الاقتصادي، وأضافت: إنه بالطبع «سيتأخر قليلاً، لكن ينبغي ألا يخرج عن مساره».

وأعرب المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون المناخ جون كيري عن أسفه لغياب بلاده عن مكافحة التغير المناخي في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وذلك خلال قمة عبر الانترنت شارك فيها قادة كبار من العالم أول أمس الاثنين.

وأعلن كيري التزام بلاده ببذل جهود لجعل المجتمعات أكثر مرونة في مواجهة آثار هذا التغير، وهو محور «قمة التكيف مع تغير المناخ» التي استضافتها هولندا.

دعم دولي

كما تعهدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خلال القمة بدعم هذه القضية.

وقال كيري في كلمة عبر الفيديو «قبل ثلاث سنوات حذرنا العلماء بشكل صارخ وقالوا إن أمامنا 12 عاماً لتجنب العواقب الأسوأ لتغير المناخ»، وأضاف «بقي أمامنا الآن تسع سنوات، وأنا أشعر بالأسف لأن بلدي غاب لثلاث سنوات».

وكان ترامب قد سحب الولايات المتحدة خلال ولايته من اتفاق باريس للمناخ، لكن بايدن أعادها فور تنصيبه في 20 كانون الثاني/يناير.

وقال وزير الخارجية الأسبق كيري «الرئيس بايدن جعل مكافحة تغير المناخ أولوية قصوى لإدارته. لدينا رئيس الآن ونشكر الله على ذلك يقود ويقول الحقيقة، وهذه القضية في صلب اهتماماته».

وأضاف «لذلك نحن فخورون بالعودة، أريدكم أن تعرفوا بتواضع أننا سنبذل ما بوسعنا لتعويض غياب السنوات الأربع الماضية».

وتهدف القمة الأولى من نوعها التي تركز على التعامل مع آثار تغير المناخ بدلاً من أسبابه إلى إنتاج «جدول أعمال للتكيف».

وسيساعد هذا المجتمعات ولا سيما الأكثر فقراً وضعفاً على التعامل بشكل أفضل مع تداعيات التغير المناخي، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر والطقس السيئ وفشل المحاصيل.

غير قابل للحياة

وأعلن جونسون عن إطلاق مبادرة «تحالف العمل من أجل التكيف» الدولية التي تضم بريطانيا ومصر وبنجلادش وملاوي وهولندا وسانتا لوتشيا والأمم المتحدة.

وأضاف «لا يمكن إنكار أن تغير المناخ بدأ يلقي بثقله علينا ويؤدي بالفعل إلى تدمير الحياة والاقتصاد»، مضيفاً «يجب أن نتكيف مع مناخنا المتغير، وعلينا أن نفعل ذلك الآن»، لكن كيري حذر من أن مجرد التعامل مع التأثيرات غير كاف، قائلا إن «أفضل تكيف» هو بذل المزيد من الجهد لإبقاء ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1,5 درجة مئوية.

وأشار كيري إلى أن ارتفاعاً من 3,7 الى 4,5 درجة، وهو السيناريو المرجح في حال لم يتم اتخاذ إجراءات تحد من الانبعاثات، يخلق «ظروفاً غير قابلة للعيش» للجميع ما عدا الأماكن الأكثر ثراء على الكوكب.

الانضمام مجدداً إلى اتفاق باريس

ورحب الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون بعودة الولايات المتحدة إلى اتفاق باريس.

وقال «أود اغتنام هذه الفرصة لأثني بشدة على قيادة الرئيس الأمريكي جو بايدن الحكيمة لتحركه الحاسم في الانضمام مجدداً إلى اتفاق باريس بشأن تغير المناخ كأول قرار في ولايته الرئاسية».

ولفت المنظمون إلى أن الخطط قيد المناقشة في القمة يمكن أن تشمل تعزيز الدفاعات البحرية وأيضاً الاستفادة من مواسم أطول لنمو المحاصيل ومن مناطق جديدة للزراعة. 

 (أ ف ب)

حماية اليابسة من المياه

أكد رئيس الوزراء الهولندي مارك روته أن بلاده التي يقع ثلث أراضيها تحت مستوى سطح البحر، لديها خبرة تعود إلى قرون في حماية اليابسة من المياه وأنه يأمل في مشاركتها مع الآخرين. وقال في خطاب عبر الفيديو «إذا لم نتعلم كيف نتعامل مع العواقب، وإذا لم نتمكن من التكيف، فسيكون تأثير (الاحترار المناخي) كارثياً. بالتعاون مع الكثير من قادة العالم، سأطلق خطة عمل مفصلة في هذا الشأن».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"