اندلعت، أمس الثلاثاء، احتجاجات عنيفة في مناطق مختلفة من السودان بما في ذلك ميناء البلاد الرئيسي وإقليم دارفور المضطرب، فيما هنأت الولايات المتحدة والأمم المتحدة رئيس الحكومة الانتقالية عبدالله حمدوك على تشكيل الحكومة الجديدة.
وجاءت الاحتجاجات بعد إعلان تشكيل حكومة جديدة تضم قادة الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام.
وتعاني البلاد من ارتفاع معدلات التضخم ونقص في العملات الأجنبية وانتشار السوق السوداء لبيع وشراء العملات ما يضع تحديات كبيرة أمام الحكومة.
وقال مراسل لفرانس برس إن المحتجين في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور رشقوا قوات الشرطة بالحجارة وأحرقوا إحدى سياراتها كما أضرموا النار في عدد من المتاجر في سوق المدينة.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يهتفون «لا لا للغلاء» و«لا لا للجوع».
وفي بورتسودان الميناء الرئيسي للبلاد على البحر الأحمر، أفادت وكالة الانباء السودانية الرسمية (سونا ) أنها «شهدت صباح أمس تظاهرات طلابية متفرقة في أنحاء المدينة ما أدى الى تعطيل الدراسة وإغلاق معظم المحال التجارية».
وأضافت الوكالة أن هذه التظاهرات خرجت «احتجاجاً على أزمة الخبز التي حدثت بسبب إضراب أصحاب المخابز عن العمل للمطالبة بزيادة أسعار الخبز».
وتعرض مبنى محلية بورتسودان للرشق بالحجارة وأضرمت النار في إطارات السيارات في بعض الشوارع الرئيسية.
ونُظمت تظاهرات مماثلة في مناطق أخرى بينها ولاية شمال كردفان في وسط البلاد، خاصة مدينة الرهد.
وأعلن عبد الله حمدوك أمس الاثنين تشكيلة حكومته الجديدة التي تضم وزراء يمثلون حركات تمرد سابقة ولاسيما الخبير الاقتصادي جبريل ابراهيم وزيراً للمالية.
وأكد حمدوك ان الحكومة الجديدة ستركز على إعادة بناء الاقتصاد.
وقال جبريل ابراهيم في تدوينة على تويتر»: «نعد شعبنا بأنه لن يغمض لنا جفن حتى نقضي على صفوف الخبز والمحروقات ونوفر الدواء المنقذ للحياة بسعر مقدور عليه».
تعزيز الديمقراطية
إلى ذلك، هنأت السفارة الأمريكية في الخرطوم، أمس الثلاثاء، الحكومة السودانية الجديدة، وأعربت عن التطلع للعمل معها.
وقالت السفارة في تغريدة على تويتر: «تهانينا للفريق الوزاري الجديد لرئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك والأعضاء الجدد بمجلس السيادة».
وأضافت «نتطلع للعمل معكم لتقوية علاقتنا، وتعزيز الديمقراطية والازدهار للشعب السوداني».
بدوره، هنأ رئيس بعثة الأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس، حمدوك على تشكيل الحكومة الجديدة، متمنياً لمجلس السيادة وأعضاء مجلس الوزراء المعينين النجاح في التزامهم المشترك بوضع السودان على مساره نحو الانتقال السياسي والسلام والتنمية الاقتصادية.
وأكد بيرتس: إن إدراج الشركاء في اتفاقية جوبا للسلام يعد مَعلما مهما في الانتقال السياسي وخطوة إلى الأمام نحو تحقيق سلام ملموس وشامل.
وأعرب عن تطلعه إلى العمل عن كثب مع الحكومة الجديدة والمجلس السيادي والمؤسسات الانتقالية وشركاء المجتمع المدني في جهودهم للتغلب على التحديات التي تواجه البلاد.
دفن عشرات الجثث مجهولة الهوية
على صعيد آخر، أفادت وكالة (سونا) باكتمال عملية دفن 80 من الجثامين المكدسة في مشرحة مدينة ودمدني، أمس الأول الاثنين.
وتمت عملية الدفن بعد أن سمحت النيابة والطب العدلي ولجنة التحقيق في اختفاء الأشخاص المفقودين والمختفين قسرياً، بدفنهم بعد خضوعهم للتشريح وإنشاء ملفات تعريفية والترقيم وأخذ الحمض النووي.
(وكالات)