قمة الإثارة

** بلغ دوري الخليج العربي قمة عالية من الإثارة، بفضل دراما المنافسة التي اتسعت دائرتها لتشمل 6 فرق، بعد أن كانت مقتصرة على 3 فقط، ولعل الأسبوع 17 بنتائجه الفارقة هو الذي جعل المشهد بهذه الصورة المفعمة بالمتعة، ولذا لا عجب هذه المرة، إذا أشاد الاتحاد الآسيوي بمستوى دورينا، فالشهادة هذه المرة مشفوعة بأسباب ميدانية نحسها ونستشعرها كلنا.
** أدرك مسبقاً أن الرقم 6 بالنسبة لأعضاء دائرة المنافسة، سيثير حفيظة البعض، وقد يستنكره البعض الآخر، لكن ما رأيته في المسابقة في دورها الثاني من الفرق الستة التي تراوح ما بين القفز لأعلى، والتراجع والسكون، يجعل الحسابات مفتوحة على كل الاحتمالات، لاسيما أن هناك لقاءات مباشرة ستجمع أطراف المنافسة مع بعضهم بعضاً، ومن شأنها أن تقلب الموازين وتغير تفاصيل المشهد برمته.
** حضرت الندية على أفضل ما يكون في مباراة الجزيرة وبني ياس، وكانت المباراة مثالية جميلة ممتعة، وبلغت الإثارة ذروتها مع إهدار «فخر العاصمة» لفرصة الانفراد بالصدارة، وما كان ذلك ليحدث لولا طفرة «السماوي» الذي أكد أنه مختلف جداً هذا الموسم.
وحضر جنون كرة القدم في مباراة الوصل وكلباء التي شهدت 8 أهداف، وخطف فيها «الفهود» التعادل من «النمور» في الرمق الأخير، وكان بطلها الأبرز «ليما» في السوبر (هاتريك) وفي الدور الذي لعبه في قيادة الفريق.
 بينما كانت الدراما الكروية والمفارقة الميدانية حاضرة في «ريمونتادا» شباب الأهلي وهو يحوّل خسارته بهدف من حتا حتى الدقيقة 85، إلى فوز بالثلاثة، في الوقت الذي كان فيه العين والنصر والوحدة على مستوى الطموح «مرحلياً»، ففازت بسهولة على الفجيرة وعجمان وخورفكان.
** إذا سأل سائل.. هل هناك إثارة أكبر وأكثر وأعلى؟ سأقول بملء الفم: نعم. والأسباب بين أيدينا، وبالمناسبة العناصر والمعطيات متوفرة منذ البداية، لكنها لم تحقق مفعولها مع بعض الفرق إلا بعد أن صححت مسارها، إما بتغيير المدرب أو باستقدام لاعبين في الشتاء، أو ب«صدمة كهربائية» سببتها خسارة فاضحة فأعادت الوعي!.
** المهم أن الكبار «سخنوا» كلهم، وثاروا للدفاع عن أسمائهم ومكانتهم وسمعتهم، كما أن الثلاثي (حتا، عجمان، الفجيرة) ستحركه غريزة البقاء للاستبسال أكثر وأكثر في ما تبقى من مباريات، والفضل كل الفضل، لنسبة الأجانب التي طغت بواقع الثلثين بدخول المقيم.. وخلونا نستمتع للنهاية.