عادي

البابا للعراقيين: أزوركم حاجّاً للسلام

15:59 مساء
قراءة 3 دقائق
1
شيبيش

بغداد - «الخليج»- وكالات:

 يستعد العراق، اليوم الجمعة، إلى حدث كبير مع زيارة غير مسبوقة يؤديها البابا فرنسيس، هي الأولى من نوعها لمسؤول ديني بحجم بابا الفاتيكان إلى بلاد الرافدين عبر التاريخ، في الوقت الذي أكملت فيه السلطات كل الإجراءات الأمنية واللوجستية لتأمين الزيارة التي تلقى ترحيباً واسعاً، رسمياً وشعبياً.

وعشية زيارته التاريخية، قال البابا فرنسيس، أمس الخميس، في رسالة مؤثرة وشخصية إلى العراقيين، إنه يزور تلك البلاد حاجّاً «يسوقه السلام» من أجل «المغفرة والمصالحة بعد سنين الحرب والإرهاب».

دعوة للمصالحة

وأكد البابا، في رسالة مصورة موجهة إلى الشعب العراقي بثت عشية توجهه إلى العراق في زيارة تستمر ثلاثة أيام: «أخيراً سوف أكون بينكم... أتوق لمقابلتكم، ورؤية وجوهكم، وزيارة أرضكم مهد الحضارة العريق والمذهل». وأضاف البابا الذي تحمل زيارته شعار «السلام والأخوّة»: «إني أوافيكم حاجّاً يسوقني السلام» من أجل «المغفرة والمصالحة بعد سنين الحرب والإرهاب». وذكر البابا أيضاً بشكل رمزي أرض إبراهيم قائلاً «أسعى خلف الأخوة، وتدفعني الرغبة في أن نصلي معاً، ونسير معاً، ومع الإخوة والأخوات من التقاليد الدينية الأخرى أيضاً، تحت راية أبينا إبراهيم الذي يجمع في عائلة واحدة المسلمين واليهود والمسيحيين». ومضى يقول في جزء مكرس خصوصاً للمسيحيين الذين لا يزالون في العراق «لا تزال في أعينكم صور البيوت المدمرة، والكنائس المدنسة، وفي قلوبكم جراح فراق الأحبة وهجر البيوت»، وقال «عسى أن يساعدنا الضحايا الكثيرون الذين عرفتم على المثابرة في قوة المحبة المتواضعة».

إعادة الإعمار

 ومنذ بداية حبريته قبل ثماني سنوات، وجّه البابا فرنسيس رسائل إلى الشعبين العراقي والسوري المتجاورين اللذين عاشا لعقود تحت وطأة الحرب. وأكد البابا فرنسيس: «إخوتي وأخواتي الأعزاء، لقد فكرت فيكم كثيراً طيلة هذه السنين. فيكم أنتم الذين عانيتم الكثير لكنكم لم تشعروا بالإحباط. فكرت فيكم مسيحيين ومسلمين. وفيكم أنتم الشعوب، مثل الشعب الأيزيدي، فكرت في الأيزيديين الذين عانوا الكثير الكثير... حملت رجاء جديداً. رجاء الله. فليملأنا هذا الرجاء الذي يمنح الشجاعة من أجل إعادة الإعمار والبدء من جديد».

 ويصل البابا فرنسيس، اليوم الجمعة، إلى بغداد فيما يقيم، الأحد، قداساً في إربيل (كردستان العراق) في ملعب رياضي. وسيمر أيضاً بالموصل معقل تنظيم «داعش» السابق في شمالي البلاد.

 وللمرة الأولى في التاريخ، سيستقبل المرجع الديني علي السيستاني البابا، يوم غد السبت، في مدينة النجف شخصياً. ولا يشارك المرجع الديني، البالغ من العمر 90 عاماً، أبداً في مناسبات عامة، ونادراً ما يستقبل الزوار.

ترحيب عراقي

الى ذلك، رحبت فعاليات اجتماعية مختلفة بزيارة البابا المرتقبة إلى العراق، ووصفتها بالحدث التاريخي المهم الذي يمكن أن يعود بالمنفعة والفائدة على العراق وشعبه، وكذلك على عموم المنطقة. 

وأكد مؤيد اللامي، نقيب الصحفيين العراقيين أن «زيارة بابا الفاتيكان غير المسبوقة للعراق هي زيارة تاريخية ومهمة وتمثل تأكيد العالم أن العراق بتاريخه وحضارته هو عمق العالم الحقيقي وأساس المجد». ولفت رئيس كتلة «الرافدين» في البرلمان العراقي، يونادم كنا، إلى أن «الزيارة لها طابع ديني وإنساني، لأن البابا حين يزور دولة ما، فإنه يكتفي بزيارة العاصمة فقط، واللقاء بالمسؤولين فيها، إلا أن زيارته للعراق ستكون لعدة مدن، فضلاً عن العاصمة بغداد».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"