عادي

عبدالله بن زايد: النجاح يُصنع ولا يُمنح.. وطموحاتنا بلا حدود

19:36 مساء
قراءة 7 دقائق
عبد الله بن زايد
عبد الله بن زايد
عبد الله بن زايد

أكد سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، أن النجاح يُصنع ولا يُمنح، والإمارات دولة لا تعرف المستحيل ولا يوجد سقف لطموحاتها وأحلامها. مشيرا إلى أن إنجازات الدولة خلال الخمسين عاماً الماضية، دليل على أننا قيادة وشعباً نستطيع تحويل الأحلام إلى واقع مزدهر.
جاء ذلك خلال مشاركة سموّه، في حلقة نقاشية، في انطلاق فعاليات الدورة الثالثة من «مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل»، تحت شعار «واقع جديد.. آفاق جديدة»، بمشاركة نخبة من كبار القادة وصنّاع القرار، من مختلف دول العالم، ومجموعة بارزة من الخبراء في مختلف المجالات، وأكثر من 13 ألف شاب وشابة من مختلف أنحاء الإمارات والعالم.
وأكد سموّه، أن المجلس تجسيد لنموذج التحديث والتطوير في دولة الإمارات، ويجمع الشباب من الجيل الجديد بالجيل القديم من القادة والمتخصصين، الذين يحملون الخبرات والمعرفة لنقلها للأجيال القادمة.
وأشاد بدور الشباب في نهضة الإمارات منذ قيام الدولة على يد الآباء المؤسسين. معرباً عن تفاؤله بمستقبل باهر لدولة الإمارات، بفضل تعاون وتآزر الشباب في العمل على مختلف القضايا الشبابية والوطنية، وخلقهم نموذجاً لتعايش وانسجام مجتمع الإمارات.
رؤية حكيمة
وقال سموّه «لقد شهدت الإمارات الكثير من التحديات منذ قيام الدولة، تختلف جذرياً عن التحديات الحالية، حيث كانت أصعب والإمكانات أضعف، ولكن كانت هناك رؤية حكيمة لقيادة دولة الإمارات، إلى جانب عزيمة وإصرار الكوادر الوطنية والشبابية في هذا الوقت على تحدي الصعاب وقهر المستحيل. وبفضل جهودهم أصبحت دولة الإمارات على ما عليه اليوم، من تقدم وتطور وازدهار في ظل قيادتها الرشيدة. والأمل اليوم معقود على الشباب الذين تتوافر لهم كل الإمكانات لصنع غد أفضل».
وأضاف «إن توافر سبل النجاح في الإمارات، يضع الشباب تحت مسؤولية تحقيق أضعاف الإنجازات التي حققها الشباب في الماضي، في ظل ضعف الإمكانات. ونحن على ثقة بقدرة الشباب على مواجهة هذا التحدي، وجعل دولة الإمارات أفضل خلال الخمسين عاماً القادمة».
مضاعفة الخطوات
وتابع «طريق النجاح ليس له نهاية، والتوقف معناه الفشل، ولا بدّ للشباب أن يدركوا أن التعلم مدى الحياة، هو نهج الإمارات التي لا تتوقف أبداً عن صنع المزيد من الإنجازات على كل المستويات، من أجل مضاعفة خطواتها نحو التنمية الشاملة».
وأشار سموّه إلى أن «الإمارات لديها منظومة متقدمة لإدارة الطاقة والمحافظة على البيئة، مستشهداً بحكمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، حينما أمر بضرورة إيجاد حلول لاحتراق الغاز المصاحب لإنتاج النفط في السبعينات من القرن الماضي، وهو ما يعكس حرص الإمارات، منذ عقود، على تطبيق أعلى معاير كفاءة الطاقة والاستدامة».
تنويع المصادر
وقال «تؤدي دولة الإمارات دوراً حيوياً ومؤثراً في الحوار العالمي، للحفاظ على البيئة والتغير المناخي، وتواجه تحديات للاستدامة تتجسد في كيفية المحافظة على تطبيق أعلى معايير الاستدامة، في ظل استمرار إنتاج النفط لعقود مقبلة. وتعمل الدولة من الآن، على الرغم من توافر مصادر الطاقة التقليدية، على تنويع مصادرها من الطاقة النظيفة والمتجددة، وكان آخر إنجازاتها بدء تشغيل محطة براكة للطاقة النووية، فضلاً عن الاستثمار في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتطوير تقنياتها».
وأضاف «شهد العالم بعض التراجع في الالتزام بتوجه الطاقة المتجددة والمستدامة، ولكن الإمارات تسير بوضوح لتعزيز الاستدامة بمساهمتها في تطوير تكنولوجيا الطاقة النظيفة والمتجددة، وتنفيذ مشروعات لها جدوى اقتصادية واضحة. ونحن نعمل مع مختلف الأطراف الدولية المعنية في هذا الصدد، مثل الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا» التي تتخذ من الإمارات مقراً، حيث تشارك أيضاً في تطوير قدرات الطاقة المتجددة لبعض البلدان في العالم».
رفع وعي الشباب
وتطرق سموّه إلى ضرورة رفع وعي الشباب والمجتمع في الإمارات تجاه «الأمراض النفسية» التي يجب التعامل معها كغيرها من الأمراض العضوية. مشيراً إلى أهمية وجود المزيد من الدراسات عن سبل علاجها، والبحث في أسبابها، سواء اجتماعية أو بيئية أو جينية والعمل على حلها.
وأكد أن للإمارات دوراً مهماً على محورين مهمين، وهما العلم والثقافة، مبيناً ترابطهما، حيث إن الارتباط بالثقافة والهوية، يعزز قدرة الأفراد على التنوع الفكري والعلمي والثقافي. مبيناً أنه لا يمكن معالجة القضايا العلمية مثل الذكاء الاصطناعي بمعزل عن القضايا الفكرية.
فخر بالموروثات
وقال سموّه «ينبغي على كل مواطن إماراتي أن يعتز ويفخر بالموروثات المتراكمة والمتنوعة في الدولة، بكل عناصرها اللغوية والثقافية والدينية، والعادات والتقاليد، فموروثنا الثقافي والعلمي، لا يقف عقبة أمام انفتاحنا أمام العالم. كما أن هذا الانفتاح لا يقف عقبة أمام تجذر موروثنا وتاريخنا وهويتنا».
وفي كلمة خاصة وجهها سموّ الشيخ عبدالله بن زايد إلى الشباب قال «الأساس الراسخ الذي قامت عليه دولة الإمارات، سيظل القوة الدافعة لكل جهود الدولة التي تضع على رأس أولوياتها تمكين الشباب، عبر الاهتمام بالتعليم وتطوير المجتمع، ودفع عجلة النمو الاقتصادي الآن وفي المستقبل».
منظومة قيم
وأضاف «حينما بنى الآباء المؤسسون هذا الوطن، وضعوا منظومة قيم إنسانية وحضارية ارتكزت على مبدأ الاتحاد والمشاركة والاستثمار في المستقبل، بكل الأدوات كالتعليم، والبحث العلمي، وتطوير البنية التحتية العصرية، وإرساء مبادئ القانون والعدالة والمساواة، وغيرها من القيم التي أصبحت اليوم نوراً يضيء مسيرتنا الوطنية نحو المستقبل، وينبغي على الشباب وضع تلك المبادئ أمامهم، بينما يسيرون نحو المستقبل في دولة الإمارات».
وتابع سموّه «إن رؤية الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، تظل حية في نفوس كل أبناء الوطن، حيث ما زال يتردد صداها في وجدانهم، وتدفعهم للمضي قدماً، لتعزيز الاتحاد والتنمية والإعلاء من قيم التسامح. إن قيم زايد النبيلة هي ما نحتاج إلى غرسه في الأجيال القادمة، من أجل دعم جهودهم ومسيرتهم وسط عالم مملوء بالمتغيرات والتحديات، التي أصبحت الآن فرصة لنا للتعلم وتبادل المعرفة والمشاركة».
وأشار إلى أن التنوع والمشاركة من أهم القيم التي تفخر بها دولة الإمارات، واستطاعت بها أن تتميز وسط المجتمع العالمي، بل واستطاعت تحقيق الكثير من الإنجازات التي كان آخرها إطلاق «مسبار الأمل»، وتشغيل الوحدة الأولى في محطة براكة للطاقة النووية، وغيرها من الإنجازات العلمية والحضارية التي أصبحت علامات مميزة في تاريخ الأمة.
لا تعرف المستحيل
وقال سموّه «إن الإمارات دولة لا تعرف المستحيل، ولا يوجد سقف لطموحاتها وأحلامها، وإن إنجازاتها خلال الخمسين عاماً الماضية دليل على أننا قيادة وشعباً نستطيع تحويل الأحلام إلى واقع مزدهر، ومن هذا المبدأ فإن القيادة الرشيدة، تدرك أنها قادرة على تحقيق كل أهدافها وطموحاتها، بالاستعداد للخمسين، وتدرك أن أولى خطوات النجاح، التخطيط الواقعي والدقيق وضمان مشاركة كل أفراد المجتمع لتحقيق كافة الأهداف».
وأضاف «يزخر تاريخ الإمارات بالكثير من المواقف التي تؤكد حكمة إدارتها للأزمات، وتعد أزمة «كوفيد 19»، شاهدة على ذلك، حيث استطاعت القيادة الرشيدة إدارة هذه الأزمة على مرأى ومسمع العالم باقتدار. كما عكست جهود الدولة، التي تلخصت وبرز معناها وجوهرها في كلمة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «لا تشلّون هم» أن الإنسان يأتي في مقدمة أولوياتها، ولقد تعلمنا في مدرسة زايد، أن الاستثمار في الإنسان هو أغلى استثمار في الوطن؛ فبإعلاء قيمته نعلي قيمة الوطن، لأنه مرآة وطنه ومجتمعه وقيمه، لتبقى دولة الإمارات وطناً للتسامح والتعايش والخير والعطاء».
واستعرض سموّ الشيخ عبدالله بن زايد، تأثيرات جائحة «كوفيد 19» على الإمارات والعالم، مؤكداً أن تداعياتها وتأثيراتها كانت كبيرة وغير متوقعة، لدرجة قاربت حجم تأثيرات حرب عالمية، حيث أجبرت الكثير من الدول على إعادة حساباتها الاقتصادية.
وقال «قليلة هي الدول التي تمكنت من صد هذا الوباء، وأن تمضي في تنفيذ برامجها وخططها. وكانت الإمارات إحدى تلك الدول، بفضل امتلاكها الخطط البديلة، وعملها الاستباقي على رفع جاهزيتها أمام كل المتغيرات».
وأضاف «إن مشاركة الشباب والأجيال الحالية المعرفة، وامتلاك العزيمة والإصرار للتطور والاعتماد على خبرات الأجيال السابقة، هو قيمة مجتمعية وثقافة عملية في دولة الإمارات، لإيجاد حلول لكل تحدياتنا بتعاقب الأجيال. وتقع على الشباب مسؤولية الاستثمار في أنفسهم عبر الموارد المعرفية التي أصبحت متوافرة أكثر من أي وقت مضى، فضلاً عن ضرورة خوض المجالات المهنية الجديدة التي تواكب الثورة الصناعية الرابعة، وتسهم في صناعة المستقبل. كما أن على الشباب مسؤولية تقديم الجديد بإيجاد حلول غير تقليدية لمختلف التحديات، والإتيان بأفكار مبتكرة تخلق فرصاً جديدة لهم ولوطنهم».
وتطرق سموّه إلى ضرورة العمل على تأهيل الأطفال. مشيراً إلى أنه ينبغي تربية الأطفال على الإصرار والشغف كركيزة لتعليمهم، لتشجيعهم على استثمار كل طاقاتهم، لتحقيق أهدافهم من أجل تنمية روح العزيمة في نفوسهم، وعدم الاستسلام للواقع.
وقال «نهدف إلى بناء إنسان قادر على تقديم 10 أضعاف الجهد المنتظر منه، وهذا النموذج هو ثقافة عمل لا تعرف المستحيل، وتقود الناس والدول إلى تحقيق النجاح المستمر وعدم التعثر أو الفشل أمام أية متغيرات أو أزمات».
وأكد سموّه، أن الإمارات تدعم تجارب الشباب، وتسهم في إنجاحها وتقويمها، لخلق قادة وعلماء وخبراء متميزين، يؤمنون أن تحقيق النجاح يقوم على التجارب والتعلم من الأخطاء، ومن ثم تحقيق التميز والريادة على الصعد كافة.
وقال «إن النجاح يُصنع ولا يُمنح، والنجاح في عالم اليوم لم يعد سهلاً بل يحتاج إلى فكر استباقي ورؤية مستقبلية واضحة وتخيط دقيق، لأن المنافسة كبيرة والتحديات أكبر، ووحدهم الذين يبذلون مجهود بحجم 10 أضعاف المتوسط، هم من سوف يصنعون المستحيل ويكون لهم مكان في المستقبل».
واختتم سموّه قائلاً «الإمارات وطن لا يرضى إلا بالمراكز الأولى، وتمتد مساهماته من سماء المريخ إلى مساعدة الدول المنكوبة في العالم. الإمارات وطن ظل يحقق النمو والصعود طيلة الخمسين عام الماضية رغم كل مشكلات العالم. إن ما وصلت إليه دولة الإمارات لم يكن مصادفة، بل إن من يخدمون هذا الوطن بذلوا ويبذلون عشرات الأضعاف من الجهد؛ فيا شباب الوطن، هذه فرصتكم لتكملوا المسيرة وتبنوا فوق هذه الإنجازات صروحاً من النجاح. بكم ستكبر دولة الإمارات ويعلوا شأنها أكثر في الخمسين عاماً القادمة وما بعدها». (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"