عادي

سعيد بن صقر يفتتح أيام الشارقة التراثية في خورفكان

15:45 مساء
قراءة 5 دقائق

* د. عبد العزيز المسلَّم : إحياء العادات التراثية والفنون الشعبية والحرف

خورفكان - بكر المحاسنة

افتتح الشيخ سعيد بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو الحاكم في خورفكان، ود. عبد العزيز المسلَّم رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا المنظمة لأيام الشارقة التراثية ال 18، فعاليات «الأيام» في المنطقة التراثية في خورفكان تحت شعار «التراث الثقافي يجمعنا»، وتستمر حتى 3 أبريل المقبل في ظل الالتزام بالتعليمات والإرشادات والإجراءات الوقائية والاحترازية من أجل صحة وسلامة الجميع.

حضر الافتتاح الشيخ ماجد بن سلطان القاسمي مدير دائرة شؤون الضواحي والقرى، وخميس سالم السويدي رئيس دائرة شؤون و الضواحي والقرى، ود. راشد النقبي رئيس المجلس البلدي في مدينة خورفكان، والمهندسة فوزية القاضي مديرة بلدية خورفكان، وعدد من وزراء وسفراء الدول، إضافة إلى محبي وعشاق التراث والباحثين والمختصين، وجمع غفير من أهالي وسكان خورفكان والمنطقة الشرقية.

جال الشيخ سعيد بن صقر القاسمي برفقة د. عبد العزيز المسلم والحضور كافة في مختلف أنحاء المنطقة التراثية، واطلعوا على الأنشطة والحرف والمكونات التراثية التي تجسد تاريخ خورفكان ببيئاتها المتنوعة ومكوناتها التراثية التي ترمز للبيت المحلي الجبلي والبحري والزراعي والمهن والحرف اليدوية والسوق الشعبية والحرف النسائية والمأكولات والحلويات الشعبية ومختلف المقتنيات الفخارية والتراثية التي تلخص تاريخ المدينة.

وعرج الجميع على أجنحة الجهات الحكومية المشاركة، التي تقدم العديد من البرامج المتكاملة طوال أيام الحدث، مثل: دائرة شؤون الضواحي والقرى، والقيادة العامة لشرطة الشارقة، ودائرة الخدمات الاجتماعية، وهيئة الشارقة للمتاحف، وهيئة البيئة والمحميات الطبيعية، ونادي الشارقة للصقارين، ونادي الشارقة الدولي للرياضات البحرية، ونادي سيدات الشارقة، وجمعية خورفكان التعاونية لصيادي الأسماك، وجمعية خورفكان للثقافة والفنون الشعبية والتراث، ووزارة تنمية المجتمع – مركز سعادة المتعاملين– خورفكان، ونادي خورفكان الرياضي الثقافي، ومجالس أولياء أمور الطلبة والطلبات بإمارة الشارقة – مجلس خورفكان، وركن ذكريات الإمارات – أحمد المطوع.

وتضمنت الانطلاقة برنامجاً حافلاً بالفعاليات والأنشطة من بينها عروض فنية متنوعة على إيقاع التراث الإماراتي لفرقة الشارقة الوطنية التابعة لمعهد الشارقة للتراث، ولوحات فنية راقصة لفرقة مقدونيا الفنية، فحين تتحول المدن إلى ساحات للاحتفال بالتراث، فإنها تعبق برائحة الماضي الممزوج بالحاضر والغني بذكريات الأجداد والأمجاد. مدن خيالية ترتقي إلى جبال الشموخ، عالية براياتها، سامقة بتاريخها، متلألئة بجمالها، فهذا التراث يربط ماض كان له كل الأثر فيما صار عليه الحال من حضارة وعراقة، فكل بقعة في العالم تتمسك بخيط ما، يربطها بتاريخها وتراثها فهو نواة حاضرها وبذرة نموها.

تجارب وخبرات

قال د. عبد العزيز المسلم: «نصل إلى مدينة خورفكان، إذ يتجدد اللقاء مع خورفكان وأهلها وتراثها، ونواصل احتفالاتنا وفعالياتنا في «الأيام» في ظل زيادة الفعاليات كماً ونوعاً بما يساهم في ديمومة نهضة التراث وتناقله بين الأجيال الجديدة في ملحمة تواصل وتفاعل الماضي والحاضر، إذ تشكل أيام الشارقة التراثية أحد أهم العناوين في عالم التراث الذي يجمع العالم كله تحت سقف واحد في الشارقة، وتمثل محطة لتبادل المعارف والمعلومات والتجارب والخبرات، وتتيح الفرصة للجميع للاطلاع على التراث العالمي وتفاعله وتواصله مع التراث المحلي والعربي عموماً».

وأضاف: «نحرص على أن نكون حاضرين في كافة مناطق ومدن الشارقة، التزاماً بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة لنشارك الجمهور في مختلف فعاليات أيام الشارقة التراثية في مواقعهم وأماكن وجودهم، حيث تركز الفعاليات على ضرورة ترسيخ التراث لدى أبناء وسكان وزوار خورفكان عبر التعريف بتراث الإمارات، وإحياء الفعاليات والعادات التراثية والفنون الشعبية والحرف، بالإضافة إلى المهن الشعبية التي كان يمارسها أبناء الإمارات في الماضي، فأيام الشارقة التراثية إحياء للتراث الشعبي، واسترجاع للجذور التاريخية، وهي صورة جميلة ونقية من حياة الماضي، تساهم في تذكير الأجيال الحاضرة بحياة الأجداد».

وأكد د. المسلّم أن هذه الأيام التراثية الثقافية تعيد الأمل للجماهير للعودة مرة أخرى إلى الحياة الطبيعية، مع العادات والتقاليد والمعارض الشعبية والفنون الأدائية الموروثة، وهي احتفالية تذكر الناس بالأعياد، وتذكرهم بتلك الاحتفالات الشعبية التي كان يحضرها الجميع، ويشاركون بها بشكل تلقائي احتفاء بالعادات الأصيلة والتقاليد ذات النكهة الشعبية.

مسابقات ثقافية

تعتبر دائرة شؤون الضواحي والقرى أحد الشركاء الاستراتيجيين لمعهد الشارقة للتراث، وهي حاضرة دوماً في مختلف فعاليات المعهد، ويتميز جناح الدائرة في «الأيام» بوجود تنوع هائل في الأنشطة والفعاليات التي تلقى باستمرار إقبالاً لافتاً، ومن بين أبرز ما يميز جناح الدائرة مسرح الدائرة ويستضيف العديد من الفعاليات الفنية والتراثية، والعروض الفنية لفرق شعبية محلية وعالمية، والعديد من المسابقات الثقافية والتراثية والوطنية. واستضاف المسرح في يوم انطلاقة «الأيام» بخورفكان الشاعر علي الشوين، ومعزوفات على العود قدمها أحمد المهيري، وفقرة عروض الزي التراثي الإماراتي قدمها أطفال مراكز أطفال الشارقة – مركز طفل خورفكان، على الأغاني والأهازيج الإماراتية القديمة.

ونظمت اللجنة الأكاديمية ل «الأيام»، في المنطقة التراثية في خورفكان ندوة أكاديمية حوارية عن المتاحف وأنواعها ودورها والتحديات التي تواجهها بعنوان «المتاحف ودورها كحاضنة للتراث الثقافي والحضاري للشعوب»، أدارتها د. بسمة كشمولة مسؤولة الإعداد للبرامج والندوات الأكاديمية في اللجنة الأكاديمية لأيام الشارقة التراثية، ولطيفة المطروشي عضوة اللجنة الأكاديمية، وتحدث فيها د. يحيى صابر المرزوقي الأستاذ المشارك في الإدارة الأكاديمية لمعهد الشارقة للتراث، وتطرق إلى تعريف المجلس الدولي للمتاحف باعتباره مؤسسة دائمة لا تهدف للربح، فالمتحف يبقى مفتوحاً للجمهور ويخدم المجتمع.

وتحدث المرزوقي عن أنواع المتاحف التي يصعب حصرها جميعاً، ومن بينها: المتاحف الأثرية، ومتاحف العلوم والتكنولوجيا، ومتاحف التاريخ الطبيعي، ومتاحف الأطفال، ومتاحف الفنون المختلفة، وغيرها، وتطرق الى أساليب عرض المتاحف في ظل الظروف الاستثنائية بما يخص فيروس كورونا المستجد، إذ ركزت على تجربة المتحف الافتراضي من خلال مواقع ومنصات ووسائل التواصل الإجتماعي.

ولفت إلى أن المحاضرة تضمنت محاورعديدة ، بدءاً من أنواع المتاحف بالتطبيق على دولة الإمارات العربية المتحدة عموماً، والشارقة ومتاحفها خصوصاً، والمحور الثاني عن التطورات التكنولوجية المختلفة التي تؤثر في مجال المتاحف، وكيف استفادت المتاحف من هذه التطورات التكنولوجية الكبيرة الموجودة في الوقت الحالي. والمحور الثالث تناول الحديث عن العنصر البشري ودوره في نجاح أداء المتحف والمهام المرتبطة به، أما المحور الرابع فكان عن التحديات التي تواجه المتاحف في كل العالم، وإلقاء نظرة عامة على هذه التحديات، وأكد المرزوقي أن الرسالة التي يحملها هذا المهرجان التراثي الكبير، هي التركيز على التراث، والمتاحف تعتبر مكوناً أساسياً من مكونات التراث الثقافي في أية دولة وأي مجتمع، وقد استعرضت الندوة دور هذه المتاحف في حفظ التراث.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"