متابعة: إيمان عبدالله آل علي
تحتفل بعض دول العالم، اليوم الثلاثاء، ٣٠ مارس، باليوم العالمي للطبيب، للاحتفاء بالأطباء، وتكريمهم على جهودهم، خاصة أن ما يمر به الأطباء في الفترة الحالية مختلف، في ظل جائحة كورونا، يعملون ليلاً ونهاراً، بصمت وشجاعة، في مواجهة عدو خفي، بخطوات مدروسة وخطط متقنة، واستراتيجيات جديدة، تتناسب مع مستجدات الفيروس، فجنود الجيش الأبيض ابتعدوا عن أبنائهم وأهلهم لأكثر من ثلاثة أشهر، وعملوا لأكثر من 12 ساعة في اليوم، وتعاملوا مع المصابين مباشرة، ومنهم من أصيب بالعدوى خلال تأدية عمله، فقد كانوا مستعدين لتلبية نداء الوطن، للدفاع عن صحة أفراد المجتمع.
جهودهم عظيمة
شكراً خط الدفاع الأول، يستحقها جميع الأطباء في الدولة، من مواطنين ومقيمين، في ظل جهودهم العظيمة للتصدي لفيروس «كوفيد١٩»، فهم أبطال يستحقون التكريم، أظهروا تفانياً وشجاعة في وقت الأزمات، تكاتفوا من أجل التصدي لجائحة «كورونا»، تنوعت أدوارهم، لكن تشابهت في الهدف الأسمى، وهو خدمة الوطن بدعم القطاع الصحي، للحد من انتشار الفيروس، لتكون الإمارات نموذجاً في التصدي للوباء.
وحسب إحصائيات وزارة الصحة ووقاية المجتمع في عام ٢٠١٨ فإن هناك ما يزيد على ١٧٤٢ طبيباً يعملون في المستشفيات والمراكز الصحية التابعة لها، وبلغ عدد الأطباء العاملين في منشآت «صحة» حسب إحصائيات عام ٢٠٢٠، نحو 3499 طبيباً في مختلف التخصصات، منهم 1167 طبيباً إماراتياً، وبنسبة 33.35%، وحسب إحصائيات هيئة الصحة بدبي، فإن عدد الأطباء العاملين في الحكومي والخاص في عام ٢٠١٩ يقارب 9850 طبيباً و2580 طبيب أسنان، وتلك الإحصائيات لا تشمل جميع المستشفيات بالدولة، فهناك ما يزيد على ١٨ ألف طبيب بالدولة يعملون ضمن مرافقها الطبية.
نشكرهم مواطنين ومقيمين
قال د. عادل السجواني اختصاصي طب أسرة: نشكر الأطباء من مواطنين ومقيمين، على جهودهم خلال جائحة كورونا، فالأطباء إلى الآن لا يحصلون على الإجازات ويعملون بشكل متواصل، وموجودون بخط الدفاع الأول في مواجهة كورونا، ومكتب فخر الوطن نعى عدداً من الأطباء الذين راحوا ضحية الفيروس، شهداء من خط الدفاع الأول، ونقدم في يوم الطبيب رسالة تحية وشكر لكل طبيب وطبيبة، وعلى المجتمع تقدير تلك التضحيات بالالتزام بالإجراءات الاحترازية والحصول على اللقاحات.
وأكدت د. موزة الشرهان رئيسة جمعية الإمارات الطبية أن حرباً شرسة يخوضها جنود الوطن من الجيش الأبيض من الكادر الطبي والتمريضي ضد فيروس «كوفيد١٩»، والكوادر الطبية من كافة الجنسيات سخروا خبراتهم ووقتهم وحياتهم من أجل تقديم الرعاية الطبية للمصابين بكورونا، فلزاماً على المجتمع دعم الكادر الصحي بجميع فئاته عبر الالتزام بالتعاليم والإرشادات والبقاء في المنزل.
وقالت إن يوم الطبيب هو بمثابة تسليط الضوء على جهودهم، والكادر الطبي والتمريضي القائم على رعاية المصابين بفيروس «كورونا» له كل الشكر والاحترام، على جهوده العظيمة.
الكثير من المعاني
وأكد الدكتور حيدر حسين معتوق استشاري قسم العناية المركزة في المستشفى الكندي التخصصي أن يوم الطبيب يحمل الكثير من المعاني، لكونه يكرم جهود الأطباء العاملين في خطوط الدفاع الأولية للتصدي لجائحة فيروس كورونا المستجد، كما يجسد المبادئ والقيم النبيلة التي يتمتع بها الأطباء في خدمة الإنسانية وحمايتها من الأخطار. إن هذا اليوم يشجعنا نحن الأطباء على مواصلة تكريس جهودنا في اتباع أفضل الممارسات المهنية والأخلاقية في عملنا لتقديم جميع أشكال الدعم المعنوي والعلاجي للمرضى بكل إخلاص وتفان وفقاً للمعايير العالمية وبما ينسجم مع توجهات قيادتنا الرشيدة التي لا تألو جهداً في تقديم أعلى مستويات الرعاية الصحية للسكان من مواطنين ومقيمين، وسنواصل سعينا الدؤوب لأن نرقى دوماً إلى مستوى توقعات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
مواجهة كورونا
رحلة الجيش الأبيض بدأت في يناير العام الماضي، إذ وقف جنوده في الخط الأول لمواجهة «كورونا» الذي حصد ١٤٨٦ وفاة في الدولة، في حين أثمرت جهودهم الحثيثة عن تعافي ما يزيد على ٤٤٠ ألف مصاب، وقدموا الجرعات لما يزيد على ٨ ملايين، وأجروا أكثر من ٣٧ مليون فحص، واكتشفوا إصابة أكثر من ٤٥٧ ألف شخص، متحدّين كل المخاطر، دافعين حياتهم ثمناً لإنقاذ حياة آخرين، متسلحين بالعزيمة والإصرار للانتصار في المعركة.
