الصالونات الأدبية ضالّة المثقف

00:39 صباحا
قراءة دقيقتين

الصالونات الأدبية ضالّة المثقف.. حيث تعتبر اللقاءات الأدبية التي تقام في هذه الصالونات روحاً ورياحين وأنساماً عطرة، تلامس شغاف قلب المشارك بها، حيث يلمّ بالجديد من مختلف الثقافات والآداب العالمية التي تهفو وترنو نفسه إليها.. وفكرة الصالونات الأدبية ليست جديدة، ومرت بمراحل منذ الحضارات والعصور القديمة..
ويعود الظهور الحقيقي لها في القرن السادس عشر بالشكل الحديث لها في إيطاليا بالصالون المسمى «إيزابيلا دستيه». 
وبداية عند العرب كان سوق عكاظ الذي تعود بدايته إلى عام ٥٠١ ميلادي، فكان يأتيه العرب لمدة عشرين يوماً يبيعون فيه البضائع ويلقون القصائد في شهر ذي القعدة، ثم يسيرون إلى حجهم.. كذلك اشتهرت في الأندلس ولّادة بنت المستكفي بصالونها في قرطبة الذي كان يضم نخبة من كبار الشعراء والمبدعين، وقد ساهم الصالون في خلود شعرهم والمحافظة عليه.. وتأتي أهميتها في الاطلاع الشامل على الكتاب، ثم تتم مناقشته وطرح الأفكار وتبادل الحوارات، والتنوع الفكري، والبحث عن الظواهر الثقافية والاجتماعية، واكتساب مهارة التفكير الناقد البنّاء في محاولة فهم الصورة الأعمق والأوضح لرسائل الكتاب، وبها يخرج المشارك بفائدة أعمّ وأكبر من الفائدة التي يخرج بها بعد قراءته وحده، فيكون تسليط الضوء على كل زوايا الكتاب وتسهيل إيصال المعلومة المرجوة منه.
وترعى هذه الصالونات الحركة الأدبية والفنية وتهتم بالشعراء وتسهم في خدمة الحركة الثقافية في المجتمع، بل وإثرائها.. وتدعم المثقفين الشباب من خلال اللقاءات، كذلك تعتبر حلقة وصل بينهم وبين الجمهور، ومن الأمور المستفادة منها تعزيز ثقافة الحوار في التقارب الفكري بين الأجيال، وتقريب وجهات النظر وتدريب النفس على حسن الاستماع للآخرين، ما يؤدي إلى تنمية الذائقة الحسية المرهفة.. وكذلك إبراز الكتّاب العالمين ورواياتهم العالمية ما يساعد في خلق نشاط قرائي واطلاعي كبير وتحفيز رغبة القراءة بروح مفعمة بوهج مشتعل عند المشارك، وإيجاد مساحات ثقافية ثرية للنقاش بها، وتغطية كل ما هو جديد في الساحة العالمية، ومفيد، والإبقاء على آخر المستجدات والموضوعات الفلسفية وعلم الاجتماع والأدب والسياسة والإعلام.
واستمرارية مثل هذه الصالونات وما يقام فيها من فعاليات ترتبط بالحب والشغف المتأصل للقراءة والخروج من الكتاب بأكبر قدر من الفائدة.
ومع مواكبة تطورات «كورونا»، وفتح البرامج الجديدة للتواصل والبث المباشر الذي من شأنه عمل الجلسات الافتراضية، سهّلت من إقامة هذه الصالونات واللقاءات الأدبية، وألغت الكثير من الحواجز التي كانت تعيق إقامتها سابقاً، أو قد تؤثر في حضور الجلسة النقاشية.
 [email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"