وفيك انطوى العالم الأكبر

01:01 صباحا
قراءة دقيقتين

وتحسب أنك جرم صغير.. وفيك انطوى العالم الأكبر..
أدب الأطفال هو مجموعة من الأعمال المكتوبة والرسوم التوضيحية بهدف التربية والإرشاد، ويشمل كلاسيكيات الأدب العالمي والكتب المصورة والقصص سهلة القراءة المكتوبة من أجل الأطفال.
ويعتبر الأدب الأساس الذي يقوم عليه التكوين العقلي والعاطفي للشباب وخير سبيل ينمي مدركات الخيال ويرهف الإحساس بالجمال عند الأطفال، وتتأصل به القيم الاجتماعية والسياسية وتتأكد به العواطف الدينية والقومية، كما أنه أقوى الطرق التي تتحدد بها المثل العليا والسلوك الإنساني المحمود لأطفال اليوم وشباب الغد صانعي الأمة.
بالإضافة إلى ذلك فإن أدب الأطفال بأنواعه المختلفة المسموعة والمرئية والمكتوبة هو نوع من أنواع التربية على جانب كبير من الفعالية والتأثير، فهو يشبع حاجات الطفل ويحدد سلوكه ويكون توجهاته ويرسم شخصيته في أبعادها العاطفية والمعرفية والسلوكية والجمالية بشكل يتوافق والغايات المراد تحقيقها.
يختلف أدب الأطفال عن أدب الكبار بأنه يصاغ في ظل شروط خاصة وينطوي على التوجيه وبث التوجيهات في المتلقين وهو يصور حياة لا تضبطها قواعد وتقاليد بقدر ما يحيط بها من متع وآمال وطموحات وأحلام يريد أن يحققها..
الكاتب المبدع لا يعيش تجربة بشرية كاملة وإنما يعيش موقفاً تربوياً متسلحاً برؤية إنسانية أخلاقية بما يتناسب مع محتوى الأدب ومضمونه مع عمر الطفل.
كما يختلف عن أدب الكبار في كونه مشاهد بصرية تتألف من نصوص ورسومات قد تكون المشافهة والاستماع في مراحل الطفولة المبكرة وتتدرج إلى أن تكون القراءة ممزوجة بالمشاهدة.
كما يحتاج هذا الأدب إلى مهارة عميقة في فهم نفسياتهم وأحوالهم على عكس غيره الذي يعكس أحوال الكاتب النفسية وأحواله المزاجية، ولذلك فإن على كاتبه مراعاة ملاءمة النصوص والأناشيد قاموس الطفل اللغوي ومعارفه وما يكتنزه فيحتم عليه الدقة في اختيار المفردات اللغوية وسماتها ويراعي مدى تأثيرها في شخصية الطفل.
ويسعى كذلك إلى خلق دعائم الأسس المهمة التي تتعلق بالإنسان وبيئته وقيمه الاجتماعية التي يقتبسها من الوسط الاجتماعي والقيم الدينية والتربوية وأهمية العقيدة التي يؤمن بها.
ومن أهميته أنه يسعى إلى ملء الفراغ لدى الطفل بالمفيد والنافع بل ويسهم في تكوين طفل قارئ، ويغذي جوانب التفكير عنده ليطلق العنان لخيالاتهم وطاقاتهم الفردية، كما يسهم في تطوير النمو العاطفي السليم والاجتماعي عند الأطفال، ويساعد في نقل التراث والخبرات التراكمية من جيل إلى جيل.
والأدب الجيد يهذب ذوق الطفل ويعلمه تقدير القيم الجمالية، كما يكشف عن المواهب في مجالات الأدب المختلفة: القصة والشعر والمسرحية، ويساعدهم على النضج حتى يصلوا إلى الإجادة والتمكن والإتقان.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"