عادي
تحت مظلة دائرة الثقافة والسياحة

أبوظبي تضخ 22 مليار درهم في الصناعات الإبداعية خلال 5 سنوات

23:40 مساء
قراءة 4 دقائق
اللوفر أبوظبي
ChairmanWebImage-1
3

أبوظبي: «الخليج»

في إطار رؤية حكومة أبوظبي لتسريع وتيرة نمو الصناعات الثقافية والإبداعية من خلال استراتيجية استثمارية تتجاوز قيمتها 30 مليار درهم، تتولى دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي الإشراف على جميع التخصصات المنضوية تحت مظلة القطاع لتعزز مكانتها في هذا المجال.

تعتبر الصناعات الثقافية والإبداعية من المحفزات الرئيسية للنمو والتنوع الاقتصادي والاجتماعي في أبوظبي. كما تعد هذه الصناعات من أسرع القطاعات نمواً في العالم، حيث تدرّ إيرادات عالمية تقدر بنحو 2,25 مليار دولار سنوياً وتوفر 30 مليون وظيفة، ومن المتوقع أن تصل مساهمتها إلى 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

تشير الدراسات إلى أن الصناعات الثقافية والإبداعية - عدا عن نموها المتسارع - تمتاز بمستوى عالٍ من المرونة والقدرة على التكيف في مواجهة الأوضاع الاقتصادية المتقلّبة. وفي ظل تعافي العالم حالياً من تداعيات جائحة «كوفيد-19»، يمكن للخدمات والمنتجات عالية القيمة لهذا القطاع أن تسهم في تحفيز النمو الاقتصادي الجديد الذي يراعي الاعتبارات البيئية ويرتكز على المعارف والتكنولوجيا الجديدة.

وللاستفادة من هذا النمو، بذلت أبوظبي استثمارات استراتيجية كبيرة لتأسيس صناعات ثقافية وإبداعية مزدهرة، وتتجاوز القيمة الإجمالية للاستثمارات المخطط لها في هذا القطاع 30 مليار درهم.

وخلال السنوات الخمس الأخيرة تم تخصيص 8,5 مليار درهم لدعم القطاع في الإمارة، بما في ذلك المشاريع الرئيسية مثل «المنطقة الإبداعية – ياس»، ومنطقة السعديات الثقافية، بالإضافة إلى مبادرات البنية التحتية غير المادية مثل برنامج التأشيرة الإبداعية الذي تم الإعلان عنه في وقت سابق من العام الجاري. حيث يوفر البرنامج فرص عمل مستدامة في أبوظبي عبر تمكين أصحاب المواهب الإبداعية من جميع أنحاء العالم من العيش والعمل في دولة الإمارات، الأمر الذي يعزز المشهد الإبداعي في الإمارة.

تطوير

من المتوقع تخصيص استثمار إضافي بقيمة 22 مليار درهم للقطاع خلال السنوات الخمس المقبلة، سعياً إلى دعم وتطوير المؤسسات الثقافية وبخاصة المتاحف الجديدة، من ضمنها، جوجنهايم أبوظبي، متحف زايد الوطني، وغيرها من المتاحف التي تحت الإنشاء والتطوير. كما يشهد قطاع الفنون الأدائية والموسيقى والإعلام والألعاب الإلكترونية في الإمارة المزيد من الاستثمار في مجموعة متنوعة من البرامج والمبادرات.

وتجمع الدائرة جميع الصناعات الثقافية والإبداعية تحت مظلة واحدة من خلال إضافة قطاعات جديدة إلى قائمة صلاحياتها مثل الأفلام والتلفزيون، والألعاب والرياضة الإلكترونية، إلى القطاعات الحالية وهي التراث، والحرف اليدوية والتصميم، والنشر، وفنون الأداء، والفنون التشكيلية، بما يضمن تحقيق التآزر بين كافة المجالات الرئيسية الخاصة بهذه الصناعات.

ومع تولي الدائرة الإشراف على الصناعات الإبداعية والثقافية ومواصلة الاستثمار فيها، سيواصل القطاع نموه المتسارع بما يدعم خلق منظومة إبداعية موحدة عبر القطاعين العام والخاص.

وقال محمد خليفة المبارك، رئيس الدائرة: «تسعى استراتيجية الصناعات الثقافية والإبداعية - التي أطلقتها الدائرة في عام 2019 - إلى ترسيخ مكانة أبوظبي بوصفها مركزاً ثقافياً وإبداعياً يستقطب ويحتضن ويدعم الأفراد الموهوبين والشركات الإبداعية، ليسهم في تسريع مسار الإمارة نحو تحقيق طموحها بأن تصبح مركزاً إقليمياً رائداً في إنتاج وتصدير المحتوى الثقافي والإبداعي».

وتابع: «ومن خلال جمع الصناعات الثقافية والإبداعية تحت مظلة واحدة، ستتمكن الدائرة من تحقيق التآزر والانسجام بين قطاعات الثقافة والسياحة والإبداع في الإمارة، إضافةً إلى ترسيخ مكانة أبوظبي كوجهة غنية بالمرافق المتطورة، والمواهب المتميزة، والفرص المستدامة».

وأضاف: «نعتبر الصناعات الثقافية والإبداعية محركاً قوياً للتنويع الاقتصادي في أبوظبي وركائز أساسية لهويتها، وستعمل قيادة الإمارة على الارتقاء بجميع مجالات هذا القطاع بما يتخطى حدود الإمارة وصولاً إلى المجتمعات العالمية».

من جانبه، قال سعود الحوسني، وكيل الدائرة: «تقدم الصناعات الإبداعية والثقافية مساهمةً كبيرة في الاقتصاد محلياً وعالمياً. وتوفر أبوظبي اليوم أكثر من 20 ألف فرصة عمل مستدامة في هذا القطاع، كما نتوقع ارتفاع هذا العدد بشكل كبير في السنوات القادمة. كما أن الاستراتيجية الشاملة التي أطلقتها دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي لمدة خمس سنوات لمواصلة النجاحات السابقة للإمارة في هذا المجال، تشهد الآن ضم القطاعات المتنوعة والمترابطة فيما بينها ضمن هيكل واحد. وسيسهم ذلك في تسريع خلق فرص العمل، ما سيتيح للأفراد والشركات آفاقاً جديدة من الازدهار الاقتصادي والمهني».

خمس ركائز

تسعى استراتيجية الصناعات الثقافية والإبداعية لأبوظبي، والتي أطلقتها الدائرة بالتعاون مع شركائها الرئيسيين، إلى إرساء أفضل الممارسات والحفاظ على السمات المميزة للإمارة. وانطلاقاً من سعيها لإنشاء منظومة ابتكار مستدامة، تعمل الاستراتيجية على تحقيق أهدافها في جميع مجالات القطاع في إطار خمس ركائز أساسية هي: السياسات والأنظمة، وصقل المواهب والتنمية المهنية، والابتكار والرقمنة، ودعم الأعمال، وجودة الحياة. وتتضمن الاستراتيجية أكثر من 16 برنامجاً استراتيجياً و800 مبادرة، حيث تم إطلاق بعضها مسبقاً، وسيتم تنفيذ الباقي خلال السنوات الخمس المقبلة.

وتُعنى الدائرة بإدارة قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية في العاصمة وتطويره باستمرار، حيث نجحت سابقاً في إطلاق مشاريع ثقافية كبرى مثل اللوفر أبوظبي وقصر الحصن؛ كما تعمل على العديد من المشاريع المستقبلية الضخمة مثل جوجنهايم أبوظبي، ومتحف زايد الوطني، وبيت العائلة الإبراهيمية، وجميعها في إطار المنطقة الثقافية في السعديات.

وتتولى الدائرة مسؤولية حماية وتحسين الموروث الثقافي الغني في الإمارة؛ بدءاً من المواقع التاريخية في العين والمدرجة ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي وصولاً إلى المباني التراثية الأحدث، إضافةً إلى الحفاظ على الممارسات الثقافية المعنوية والتي تعتبر مكوناً أساسياً من الهوية الإماراتية.

دعم لغة الضاد

من جهته، يلعب مركز أبوظبي للغة العربية التابع للدائرة دوراً داعماً مهماً للغة العربية من خلال إقامته للعديد من البرامج والفعاليات ذات الصلة؛ مثل جائزة الشيخ زايد للكتاب ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب. كما يعمل المركز على بناء علاقات وشراكات مع مؤسسات مرموقة عالمياً مثل جامعة كولومبيا.

يأتي توحيد الصناعات الإبداعية والثقافية تحت مظلة الدائرة تأكيداً على أهميتها ودورها كحافز وداعم للقطاع يشرف على جميع مجالات الثقافة والوسائط المتعددة والألعاب، ومفوض بخلق بيئة غنية مستدامة تحفز نمو وازدهار القطاع الثقافي والإبداعي بأكمله.

وفي إطار جهودها لدعم هذا النمو، أضافت الدائرة قطاعاً جديداً إلى مجالات عملها يشرف على الصناعات الإبداعية في إمارة أبوظبي وعلى برنامج التأشيرة الإبداعية الذي يقدم فرص عمل مستدامة في أبوظبي عبر إتاحة المجال أمام المواهب المبدعة من جميع أنحاء العالم للعيش والعمل في دولة الإمارات..

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"