قلب شارقتنا الكبير

00:58 صباحا
قراءة دقيقتين

د. خولة عبدالرحمن الملا

في نهاية العام الماضي تشرفت بمرافقة قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، في زيارة إلى «بيت الحكمة»، وحينها قالت سموها جملة أردّدها كثيراً  وأحمد الله على هذه النعمة التي خصّنا الله بها: «لكل أمة نصيبها من الحظ والخير ونحن محظوظون بسلطان الثقافة والحكمة والإنسانية»، نعم، نحن محظوظون بسلطان العطاء الذي يضع دوماً التخفيف من هموم الناس وتلبية احتياجاتهم على رأس أولوياته، ومحظوظون أيضاً بسموّ الشيخة جواهر، فمِن نِعم الله علينا، نحن أبناء الشارقة، أن نعيش في ظل رعاية والد ووالدة نجدهما دوماً في الصفوف الأولى لرسم البسمة على شفاه الفقراء والمنكوبين والثكالى، بنهج إنساني تخطت مصداقيته والتزامه وبرامجه ومبادراته حدود جغرافيتنا، وهي جهود إنسانية كبيرة يعجز اللسان عن وصفها، مقدمين أنموذجاً فريداً للخير والتسابق على العطاء والإيثار.
من الصعب جداً تتبع مسيرة العطاء في شارقة الخير، فهي طويلة وعميقة الجذور في وجدان مجتمعنا، هي شجرة زرعها صاحب السمو حاكم الشارقة، ورعتها وحافظت على بقائها مورقة ومثمرة سمو الشيخة جواهر، فالعمل الخيري في منظور سموها فلسفة تتجاوز الفعل العاطفي إلى آفاق أرحب تضمن استدامته، فقد استطاعت سموها أن تؤسس نهجاً جامعاً وشاملاً لكل صنوف الخير.
عمل الخير في حسابات سمو الشيخة جواهر لا ينتظر التأجيل، وعلى ذلك شواهد كثيرة لعل آخرها توجيهاتها لمؤسسة القلب الكبير بتخصيص مليون دولار أمريكي لتقديم الإغاثة الصحية والمعيشية العاجلة والدعم النفسي للأطفال للمتضررين من الأحداث المؤسفة التي شهدها قطاع غزة ومدينة القدس مؤخراً، لفتة إنسانية رفيعة، تأتي استمراراً للنهج الطيب والكريم الذي تحرص عليه سموها في تعزيز القيم الأخوية والإنسانية.
يضاف إلى ذلك حرص سموها والذي تحث عليه في كل مناسبة، ونجده في كل مبادرة أو برنامج أو مؤسسة خيرية تعمل بظل رعايتها، على استثمار العمل الإنساني وربطه بأهداف التنمية المستدامة، وجعله عملاً مؤسساتياً له آثاره الإيجابية التي نجدها في كل مناحي الحياة، عملاً يقوم على الفكر والابتكار وتحرّي المقاصد التي تتجه إليها مخرجات العمل الخيري لضمان ديمومته.
عندما يذكر الخير وأعماله يبرز في طليعة أهله سلطان العطاء، وصاحبة القلب الكبير، فليبارك الله بسموّكما، وليبارك الله لكما عطاءكما الذي سيخلّده التاريخ، ويكتبه بمداد من ذهب في صفحاته الناصعة.
الأمين العام للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة

عن الكاتب

الأمين العام للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"