عادي

الفجيرة.. مشهد طبيعي فريد

23:40 مساء
قراءة 4 دقائق
1

تحقيق: مها عادل
تمثل الفجيرة مشهداً طبيعياً فريداً يثري مساحات التنوع الطبيعي في الدولة بشكل عام.

هذا المشهد تتناغم فيه عناصر طبيعية وبيئية تتراوح بين الشواطيء الجميلة والمحميات، وفي القلب منها محمية وادي الوريعة، وعيون المياه العذبة ومناطق أشجار القرم.

وكل هذه المواقع تمثل موئلاً للطيور والحيوانات وتمثل نقاط جذب للزوار الذين يمارسون فيها أنشطة متنوعة.

1

تحدثنا المهندسة فاطمة الحنطوبي، رئيسة قسم البيئة والمحميات الطبيعية بدبا الفجيرة، عن أهم ملامح التنوع البيولوجي في الفجيرة وعناصر التميز والثراء البيئي بها والجهود المبذولة للحفاظ على هذا الثراء، وتقول: تتفرد الإمارة بالمناظر الطبيعية الخلاّبة، وتضاريسها المتنوعة كالسهول والجبال والوديان والتي منحت الفجيرة مشهداً طبيعياً من طراز فريد يحتضن أصنافاً متنوعة من النباتات والحيوانات، وحسب الإحصائيات يوجد بها 300 نوع من العائلة النباتية و11 نوعاً من الثدييات البرية و74 نوعاً من اللافقاريات و7 أنواع من الحشرات و15 نوعاً من العائلة المرجانية و8 أنواع من الثدييات البحرية. وهذا التناغم جعل منها بيئة ملائمة لأنواع متعددة من الحياة، فهي تحتضن نظماً بيئية متنوعة ومتعددة، وهي البيئات الجبلية والبرية والبحرية. كما نجحت إمارة الفجيرة في اجتياز شوط إيجابي وبارز في مجال المحافظة على البيئة، وهو ما يتضح في استراتيجيتها للتخطيط والعمل الحكومي للتنمية وتطوير الإمارة والانتعاش الاقتصادي لدى المنطقة، حيث أخذت الجهات الحكومية المعنية بالبيئة في الإمارة على عاتقها تحقيق التوازن البيئي بين الزيادة السكانية والموارد الطبيعية والتنمية العمرانية ليكون هناك تناغم بيئي.

وتوضح الحنطوبي أهم ملامح التناغم البيئي بالإمارة وتقول: تشكل مساحة المحميات الطبيعية أكثر من 224 كيلو متراً مربعاً، وهو ما يمثل 19 %من مساحة الفجيرة، بالإضافة إلى وفرة المياه العذبة والعيون والوديان التي تم توثيقها حتى الآن ب 12 عين مياه عذبة تتميز بجودتها العالية وكونها غنية بالمركبات الكيميائية يجعلها صالحة للزراعة والاستهلاك، مثل منطقة «وادي العبادلة»، وهناك أماكن أخرى تحتوي على تركيز لعناصر معينة تجعلها صالحة للاستخدام العلاجي مثل عين ظاهر الصفوة.

وتطلعنا الحنطوبي على أهم أنواع الطيور المهاجرة بإمارة الفجيرة وتقول: الطيور المهاجرة التي تم رصدها أغلبها بحرية، مثل طيور النورس بأنواعها وطائر البلشون والخطاف وطيور الخرشنة، هذه الطيور تسافر عبر القارات، وتتخذ من شواطئ الفجيرة أحد مواقعها الرئيسية لتحط بها أثناء رحلتها الطويلة، ويمكن مشاهدتها بأعداد كبيره في موسم الشتاء، إلى جانب طائر الكروان المهاجر الذي يظهر في جبال الفجيرة خلال الموسم الشتوي من شهر إبريل/نيسان إلى أكتوبر/تشرين الأول. ونحن نحرص على رعاية كل هذه الأنواع والأعداد من الطيور المهاجرة، ونعمل على حمايتها وبقائها في أمان خلال رحلتها عن طريق قوانين وتشريعات تمنع من يتعرض لها أو يصطادها، فهي من عناصر التنوع البيولوجي الثري الذي يجب الحفاظ عليه.

وتضيف: توجد لدينا مجموعة من الطيور والكائنات التي تسبب تأثيراً سلبياً على البيئة ويطلق عليها الكائنات الغازية، والتي نبذل جهداً في مكافحتها مثل:«الأرملة السوداء»، وهي نوع من أنواع العناكب السامة، إلى جانب حيوان السنجاب الذي بدأ ينتشر مؤخراً بشكل كبير في مزارع الفجيرة، ويؤثر سلباً في المحاصيل الزراعية، ويعتبر عدواً للمزارعين، ونقوم بخطط لمكافحته والتخلص من هذه الآثار السلبية.

البيئة البحرية

تشير الحنطوبي إلى أن إمارة الفجيرة تتميز بثراء وتنوع بيولوجي خاص في بيئتها البحرية التي مازالت تحتفظ بطبيعتها البكر وشهرتها باحتضان أسراب وأنواع نادرة من الأسماك والسلاحف وأمهات من الشعاب المرجانية النادرة، وتعتبر سواحل وشواطئ الفجيرة مقصداً مهما لهواة الغوص من داخل الدولة وخارجها لما تتميز به من مناظر طبيعية خلابة وأعماق كبيرة زاخرة بالكائنات المتنوعة.

وعن أهمية وتنوع البيئة البحرية بالفجيرة وجهود الدولة في الحفاظ عليها وتنميتها تقول الحنطوبي: نبذل جهوداً في زيادة المحميات الطبيعية التي تمثل موائل مهمة للثروة السمكية والتي تبلغ مساحتها 3كم مربع وتسهم في استدامة الثروة السمكية بالدولة، ونعمل على تنميتها بمشاريع استزراع المرجان إلى جانب المشاريع شبه السنوية لتنمية قاع البحر عبر إسقاط الكهوف الإسمنتية لتحقيق وفرة في أعداد الموائل لحماية الكائنات البحرية، حيث ثم إسقاط أكثر من 2000 قطعة جاءت على مراحل ضمن مشاريع الإسقاط للكهوف خلال السنوات الأخيرة. كما نفذنا مشروع نقل أمهات المرجان من المناطق الخطرة إلى المناطق المحمية، إلى جانب التوسع بمشاريع الاستزراع بالأحياء المائية وحماية البيئة البحرية والساحلية، حيث بلغ عدد المزارع ثلاث مزارع للأحياء المائية في دبا مجموع إنتاجها تقريباً 2000 طن سنوياً، وينطلق اهتمامنا بهذه المشاريع التي لا تخلو من آليات الرصد والمراقبة وتطبيق العقوبات على الممارسات الخاطئة في الصيد، لثقتنا بدور الثروة السمكية في تعزيز الأمن الغذائي الذي يشكل أحد الأهداف الاستراتيجية لحكومتنا الرشيدة.

إثراء التناغم

عن جهود الإمارة لإثراء التناغم والتنوع البيئي بالدولة تقول الحنطوبي: حققت الجهات الحكومية المعنية بالبيئة منجزات ونجاحات في عدة مجالات مثل الاهتمام بالمحميات مثل محمية الوريعة التي تعنى بحيوان الطهر العربي المهدد بالانقراض من خلال العمل على إكثاره وتربيته ونجحت في مساعدته علي التكيّف والتأقلم مع البيئة والظروف الملائمة وإنتاج أعداد منها، إلى جانب العديد من المبادرات التي تسعى لإضفاء مزيد من التناغم البيئي عن طريق زيادة مساحات الوسط الأخضر وزراعة القرم في بعض شواطئ دبا في منطقة البلدية حيث زُرع 2000 من أشجار القرم بهدف رفع مساحة الوسط الأخضر، والعمل علي محاربة التلوث الهوائي والبحري، عن طريق مبادرات لجهات بيئية في الفجيرة مثل مشروع «الأنف الإلكتروني» وهو عبارة عن أجهزة قياس الانبعاثات. وهكذا نسعى لتكون جهود حماية البيئة جزءاً من سلوك المجتمع في التعامل مع موارده الطبيعية، ومن أي خطة لمشروع تنموي اقتصادي، فسلامة البيئة هي من سلامة المجتمع وصولاً لتحقيق الهدف العالمي الأسمى في دعم قضية المناخ والاستدامة البيئية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"