خطر «العنصرية البيضاء»

00:38 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

جراح الفصل العنصري لم تلتئم بشكل كامل في الجسد الأمريكي، على الرغم من مرور أكثر من مئة عام على إلغاء العبودية، بعدما وجدت جماعات «التفوق الأبيض» والعنصرية، الأرض الخصبة لتطفو من جديد على السطح. 

وكان مصرع الشاب الأمريكي من أصول إفريقية جورج فلويد في 25 مايو/أيار2020 في مدينة مينيابوليس خنقاً تحت ركبة شرطي أبيض، ومن ثم الهجوم الذي قامت به مجموعتا «براود برذرز» و«أوث كيبرز» العنصريتان على مبنى الكابيتول في السادس من يناير/كانون الثاني الماضي، إثر هزيمة ترامب في الانتخابات الرئاسية، قد فتحا من جديد صفحات سوداً في التاريخ الأمريكي باتت تؤرق المجتمع وتهدد وحدته، الأمر الذي أدركت الإدارة الأمريكية الجديدة خطورته، وبدأت بوضع الخطط لمواجهته. فقد كشفت الحكومة الأمريكية مؤخراً عن «استراتيجية وطنية» لمحاربة الإرهاب الداخلي، الذي أصبح إحدى أولويات الرئيس جو بايدن بعد الاعتداءات العنصرية الأخيرة.

 تقول مسؤولة كبيرة في الإدارة الأمريكية: إن المتطرفين العنيفين «يشكلون خطراً كبيراً على البلاد»، وإن «أكثر التهديدات فتكاً تتجسد في تفوق البيض وأفراد الميليشيات المناهضة للحكومة». 

الرئيس بايدن قال خلال مشاركته في الذكرى المئوية لمجزرة مدينة تولسا بولاية أوكلاهوما التي راح ضحيتها أكثر من 300 من السود، إنه جاء من أجل «المساعدة في كسر الصمت» الذي أرخى بظلاله لعقود طويلة على أحد أسوأ فصول الفصل العنصري في تاريخ الولايات المتحدة، وأكد أن «حركة تفوق العرق الأبيض» ومناصريها يشكلون «أكبر تهديد إرهابي للولايات المتحدة، لا تنظيمي داعش والقاعدة». وشدد بايدن على أن «الكراهية لن تنتصر أبداً، وعلينا ألا نترك ملاذاً لها». 

 وزير العدل الأمريكي ميريك جارلاند بدوره حذر في شهادة له أمام الكونجرس من «خطورة التطرف العنيف والإرهاب الداخلي»، وقال: «كلاهما يقضّ مضجعي أثناء الليل». وقال مسؤولون كبار: إن وزارة العدل تدرس إجراء تعديلات قانونية للتصدي لخطر المتطرفين المحليين. وقال رئيس دائرة الأمن الوطني في الوزارة جون كارلن: «يبدو أننا في بيئة متصاعدة من التطرف». 

الأخطر ما أورده تقرير صادر عن مكتب التحقيقات الفيدرالي يشير إلى وقوع ألف حادثة من قبل جماعات عنصرية خلال العام الماضي، وأن 35 في المئة من الإرهاب المحلي المسجل في الولايات المتحدة خلال السنوات السبع الماضية يرتبط بأشخاص أو جماعات مسلحة من اليمين المتطرف و«تفوّق البيض». وكشف تقرير أصدره «مركز قانون الفقر الجنوبي» (splc) عن تزايد التنظيمات التي تنشر الكراهية؛ حيث بلغ عددها قرابة ألف جماعة، بزيادة نحو سبعة في المئة على عام 2017، وحذر التقرير من بروز السياسات العنصرية، وتقويض الديمقراطية. الولايات المتحدة أمام معركة داخلية جديدة ضد إرهاب العنصرية البيضاء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"