«بيبو 10» والأهلي

22:58 مساء
قراءة دقيقتين

أحمد عزت

** الأهلي المصري يحكم إفريقيا.. الأرقام والواقع والتاريخ، تؤكد ذلك، فنادي القرن هو اسم يدعو للفخر، ولا يتوقف عن صناعة الإنجازات، مستعيناً بإدارة ناجحة تعرف كيف تسعد عشاق الفريق في كل مكان.

نادي القرن حالة استثنائية على مر العصور، وقصة عشق غير طبيعية لدى جمهوره، ولا يشبع أبداً من البطولات، فما إن يحقق إنجازاً إلا وتجده سريعاً يطوي الصفحة، ويبدأ رحلة بحث عن إنجاز جديد، فالأهلي حصد في 10 شهور 5 بطولات، آخرها تتويجه بلقبه العاشر في دوري أبطال إفريقيا على حساب كايزر تشيفز الجنوب إفريقي، مواصلاً إنجازاته في الفترة الأخيرة، خاصة بعد تولي الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني قيادة الأهلي الفنية، في قرار كان أشبه بمهمة انتحارية نفذها محمود الخطيب رئيس الأهلي، الذي تحمل مسؤولية كبيرة، حين قرر أن يقود الجهاز الفني مدرب إفريقي لأول مرة في تاريخ النادي، وهو رهان ربحه «بيبو» بنسبة ساحقة.

** والحقيقة أن الخطيب يمثل دليلاً قاطعاً على أن نجاح الأندية وإدارتها، يبدأ بالدرجة الأولى من أن «يُعطى العيش لخبازه».. فالخطيب كان لاعباً أسطورياً، وتواصلت نجاحاته من الملعب إلى كرسي الإدارة، وليس أدل على ذلك من أنه أعاد الأهلي لمكانته الإفريقية، وجعل منه الحاكم الأوحد للقارة السمراء، ففي أقل من 4 سنوات منذ توليه رئاسة النادي، وصل الأهلي لنهائي البطولة الإفريقية 3 مرات وتوج بها مرتين، وحصل على الدوري المصري في كل سنوات رئاسة الخطيب، حتى أن موسيماني تحدث في المؤتمر الصحفي، وقال لو أنه سيهدي البطولة لشخص واحد فلا أحد يستحقها إلا الخطيب، لأنه يدير النادي باقتدار، ووثق فيه وراهن عليه، وما كان من موسيماني إلا أن رد الجميل، حين وصل إليه عرض خيالي لتدريب منتخب بلاده، فرفض وقرر احترام عقده ومواصلة مشواره داخل القلعة الحمراء.

** أيضاً من نجاحات الخطيب ومجلسه، أن النادي لم يرضخ لمطالب أي لاعب مبالغ فيها، وطبق مقولة «الأهلي فوق الجميع» أي مصلحة الأهلي فوق مصلحة أبنائه، ورحل كل من أراد ليّ ذراع النادي، دون أن يتأثر الأهلي برحيل أحد، بل على العكس، زادت قيمة وشعبية الخطيب في نظر لاعبي الأهلي وجمهوره، وهو ما يتضح في كل مشاهد التتويج الأخيرة، فتجد لاعبي الأهلي وهم يهدون له الإنجاز ويتوجونه قبل تتويجهم، في رمزية شديدة الدلالة على أنهم يتعاملون مع الخطيب كأبٍ ورمز يقدرونه تقديراً شديداً.

** أخيراً.. ليست مصادفة أن يكون الخطيب هو الوحيد في تاريخ الأهلي الذي ارتبط اسمه بالألقاب العشرة لدوري أبطال إفريقيا، فقد كان لاعباً في نسختي ١٩٨٢ و١٩٨٧، وعضواً بمجلس الإدارة لما توج الأهلي ببطولة ٢٠٠١، ونائباً لرئيس النادي في بطولات ٢٠٠٥ و٢٠٠٦ و٢٠٠٨ و٢٠١٢ و٢٠١٣، ورئيساً لنادي القرن في بطولتي ٢٠٢٠ و٢٠٢١، في مشهد يمثل رسالة بأن الإدارة علم وفن وأخلاق قبل كل شيء.

Twitter: @AhmedEzzatBoush

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"