عادي

جوانتانامو حيث لا تنتهي الحرب على الإرهاب

23:15 مساء
قراءة 3 دقائق
_101146884_1

واشنطن- أ.ف.ب

بعد عشرين عاماً على هجمات 11 سبتمبر/أيلول، تواصل الولايات المتحدة «حرباً على الإرهاب» على تلال جنوب شرقي كوبا المعروفة باسم خليج جوانتانامو.

في الأشهر التي تلت الاعتداءات، اعتقلت الولايات المتحدة مئات الأشخاص الذين اشتبهت في ارتباطهم بتنظيم «القاعدة» الإرهابي، وأرسلتهم إلى قاعدة جوانتانامو البحرية. وقد اعتبروا «مقاتلين أعداء» وحُرموا من حقوقهم ولم يتم تحديد جدول زمني لمحاكمتهم أو إطلاق سراحهم ما لم تنته «الحرب على الإرهاب» المستمرة رسمياً. وتم الإفراج منذ ذلك الحين عن معظم السجناء ال780 الذين وضعوا أولاً في أقفاص ثم في زنازين أقيمت على عجل في القاعدة العسكرية الأمريكية، بعد احتجازهم أكثر من عشر سنوات من دون توجيه تهم إليهم.

اليوم، لم يتبق سوى 39 معتقلاً، حصل بعضهم على وعد بالإفراج عنهم، ما زالوا ينتظرونه ويأمل آخرون في ذلك. لكن 12 منهم ما زالوا يعتبرون خطرين من قبل واشنطن، بمن فيهم خالد شيخ محمد العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر/أيلول.

محاكمات لا تنتهي

من هؤلاء ال12 صدرت أحكام على اثنين، أحدهما بالسجن مدى الحياة، والآخر ينتظر عقوبته في إطار إجراءات اعتراف بالتهم. أما العشرة الآخرون الذين لم يحاكموا بعد، فالإجراءات المتعلقة بهم مستمرة، لكنها متقطعة وتسودها الفوضى.

وبعد توقف دام 17 شهراً بسبب جائحة «كوفيد-19»، تستأنف، الثلاثاء، الجلسات الأولية في محاكمة خالد شيخ محمد، وأربعة معتقلين آخرين قبل أيام من الذكرى العشرين للهجمات، لكن لا ضمانات بأن الحكم سيصدر قبل الذكرى الحادية والعشرين للاعتداءات أو حتى الذكرى الثانية والعشرين.

وتبين أن اللجان العسكرية، الهيئات القانونية الاستثنائية التي شكلت لمقاضاتهم بحجة وجود القاعدة خارج الولايات المتحدة، منهكة ومخالفة في أغلب الأحيان للقانون الأمريكي.

وقال بنجامين فارلي المحامي من وزارة الدفاع لأحد المتهمين الخمسة الذين يمثلون مرة أخرى، الثلاثاء، إن هذه اللجان «تجربة فاشلة لقضاء متخصص».

واتُهمت حكومة الولايات المتحدة بإخفاء أو تزوير مواد التحقيق والتجسس على محامي المعتقلين. كما يؤكد معتقلون أنهم تعرضوا لتعذيب وحشي، الأمر الذي قد يبطل الإجراءات المتخذة بحقهم بأكملها.

النتيجة هي أن آخر المعتقلين قد ينهون أيامهم في جوانتانامو، على حد قول شيانا كاديال من مركز الحقوق الدستورية غير الحكومي. وصرح: «اعتقد أن الجميع يعلم أن اللجان فاشلة».

أداة دعائية

يشكل جوانتانامو مصدر إحراج لواشنطن المتهمة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان. وشهد سجن جوانتانامو العسكري المعزول ويبعد بضعة كيلومترات عن القاعدة البحرية، عمليات استجواب مكثفة تم خلالها استخدام أساليب مثل الإغراق الوهمي. وتبين بعد ذلك أن إدارة جورج بوش الابن ليس لديها أي دليل على صلات العديد من المعتقلين بالقاعدة أو ب11 سبتمبر/أيلول وتم إطلاق سراحهم بلا صخب بعد بضع سنوات.

وعندما تولى باراك أوباما الرئاسة في يناير/كانون الثاني 2009، كان هناك 240 معتقلاً في جوانتانامو. ولم يكن السجن يشكل عاراً على الولايات المتحدة فحسب، بل أصبح ما أسماه مسؤول أمريكي «أداة دعائية» للمتطرفين في جميع أنحاء العالم.

وكان أحد أول قرارات أوباما الأمر بإغلاق جوانتانامو خلال عام.

لكن الكونجرس، حيث كان الجمهوريون يهيمنون آنذاك، منعه من القيام بذلك. ومع ذلك مارس الرئيس الديمقراطي ضغوطاً من أجل إطلاق سراح غالبية السجناء، ولم يتبق سوى 41 معتقلاً عندما تولى دونالد ترامب السلطة في 2017.

وأوقف ترامب عمليات الإفراج هذه واستبعد إغلاق السجن، واقترح بدلاً من ذلك إرسال مقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي الذين يتم أسرهم في العراق وشمال شرق سوريا إليه. ويؤيد الرئيس الحالي جو بايدن الذي كان نائب الرئيس أوباما إغلاق السجن العسكري، لكن المحللين يقولون إنه سيحاول تجنب أي مواجهة مع الكونجرس. وسمح التطعيم ضد «كوفيد-19» باستئناف جلسات الاستماع العسكرية في مايو/أيار وبدأ الرئيس الديمقراطي الإفراج بتكتم عن الذين لم توجه إليهم تهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"