رهان حضاري

00:51 صباحا
قراءة دقيقتين

تأتي الدورة ال 40 من معرض الشارقة الدولي للكتاب بما تحمله من شعار «هنا.. لك كتاب» لتوجز ببلاغة كبيرة ما يسعى مشروع الشارقة الثقافي لتحقيقه من رهانات حضارية تجل المعرفة وتجذر الكتاب في ثقافة أجيال الغد.
ملايين العناوين في مجالات الثقافة والأدب والمسرح والدراسات النقدية والتاريخ، وأدب الأطفال والقصة القصيرة والمسرح والرواية للشباب والكبار والدراسات النقدية، تزين الخزينة المعرفية المدججة بالدرر الثقافية للمعرض، الذي يشرع أبوابه الثقافية واسعة في وجه الجمهور كصرح حضاري يحتضن مختلف الفئات المجتمعية، وذلك من خلال إلهام المبدعين عبر إيجاد هذا الفضاء الذي يحتفي بالكتاب والمعرفة المقروءة ويبجلها ويغذي روح التمسك بها إلى أبعد الحدود.
يكفي أن تلج هذا المعرض الرائد محلياً وعربياً وعالمياً حتى تسقط أمامك كل الفرضيات والادعاءات المتشائمة بشأن الكتاب المقروء والقائلة بأن نجمه قد أفل وولى، فهناك يتلألأ عرش الكلمة وتزف لك أمهات الكتب ونفائس الإصدارات جرعات ثقافية تغذي الروح المعرفية وتجعلها تبحر بعيداً في حقول الكلمات الخصبة والمعارف البناءة الواعدة. هذه النفائس المعرفية يطيب لها المقام في أجنحة المعرض، متحرقة شوقاً لقرائها. 
كما يقوم المعرض بضخ الدماء الجديدة من الكتاب والمبدعين في شريان المشهد الثقافي العربي من خلال الفعاليات المحتفية بالمعرفة لإيقاد النفس الإبداعية على الصعيد المجتمعي، والإسهام في مزيد من إشعاع الحضور الثقافي الإماراتي على الخريطة الإبداعية الإقليمية والدولية، لتتصدر بذلك ركب الفاعلين في التأسيس لنهضة أدبية حديثة يتربع فيها الكتاب على عرش المعرفة، بحضور رائد وملهم للشباب المبدعين الواعدين. 
مواصفات متألقة ثقافية وواعدة معرفياً وحضارياً، جعلت من هذا المعرض مقصداً للمبدعين من كتاب وأدباء ومثقفين وجماهير واسعة، للتعرف إلى عناوين جديدة ملهمة. لتستمر بذلك جهود البذل والعطاء لجعل الإمارات منارة ثقافية متلألئة تراهن على رأس المال البشري في صنع غدٍ أفضل، حيث تبحر المعرفة فيها بالإنسان إلى ضفاف التألق والجدارة والريادة العالمية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"