شمس المعاجم

00:32 صباحا
قراءة دقيقتين

د.عيسى الحمّادي*

لقد اختار الله مطلع شمس المعاجم من الشارقة؛ ليشرق «المعجم التاريخي» بضياء حروفه اللامعة، ومعانيه المشرقة في أرجاء العالم العربي من أول مطلعه، فمنذ زمن ونحن في لهفة إلى ميلاد «المعجم التاريخي» الذي يعد أبرز قضايا اللغة العربية العالقة في الوقت المعاصر؛ لكن هذا المعجم بقي منتظراً يترقب من يرفع رايته خفاقة، ويحقق غايته العظمى سبّاقاً، فيسطّر مجداً تاريخياً عظيماً في تاريخ اللغة العظمى للأمة العربية والإسلامية، إلا أن تلك الظروف، وهذا التوقف شاءه الله أن يُرجأ كي يضعه بين يدي من اصطفاه لرعايته وإنجازه؛ وهو أحد البارّين بالعربية المخلصين لحروفها، ومن صفوة الصفوة المعتزين بعظمتها، وهو العالم الجليل، الوالد، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، سليل الأمجاد العربية والتاريخ الأصيل، الذي احتضن الفكرة ورعاها بإلهامه، وسقاها من عطائه، وقاد المجامع اللغوية بتوجيهاته، بل أولى فكرة المعجم التاريخي جلّ اهتمامه، حتى أصبح إنجازه هاجساً يراوده في ليله ونهاره، لا يغادر فكره لحظة؛ وذلك حال المخلصين.

وبهذه المناسبة التاريخية للعربية، فإننا نزف بشرى مولود لغوي جديد صادر عن مجمع اللغة العربية في الشارقة، الذي أدار إنجاز المعجم التاريخي باحترافية إدارية، وبالتنسيق مع اتحاد المجامع بالقاهرة، من خلال فريق لغوي متمكن من جميع أنحاء الوطن العربي.

إن توظيف التطور التقني ومدونة المعجم التاريخي التي أنجزها مجمع اللغة العربية في الشارقة، تضمنّا آلاف الكتب لتكون المدونة مرجعاً ضخماً وميسراً في تأصيل التطور التاريخي للكلمة، لذا سيظل هذا المعجم عبر التاريخ مرجعاً رصيناً وأصيلاً للعربية، فليس هناك بحث، أو دراسة، أو مقال إلا وللمعجم التاريخي له فيه حظ ومرجع، لأن المعجم التاريخي لا يتناول المعاني اللغوية فقط، وإنما المفاهيم والمصطلحات التي ترتبط بجميع مجالات العلوم الأكاديمية وغيرها، لذا سيبقى المعجم التاريخي مورداً للعالم العربي والإسلامي، ينهل منه الطلبة والأكاديميون والباحثون في جميع التخصصات والمجالات، ولكن بألفاظ مدققة، ومعانٍ مؤرّخة، وشواهد مبرهنة، وهنيئاً للشارقة هذا الإنجاز اللغوي الأصيل، وليكتب التاريخ اليوم شرف السبق في رعايته وإنجازه لسلطان الشارقة، الذي يسبغ على العلم والعربية والثقافة عطاء الواثق بالله، المتوكل عليه:

يا حاتم الجود مهلاً في العطاء

فلو كان العطاء كتاباً فسلطان عنوانه

يعطي عطاء الذي لا يخشى فاقته

أكرم بواثقٍ بفضل الله سبحانه
*مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج بالشارقة

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"