عادي

من هو مدرب مانشستر يونايتد الجديد؟

11:57 صباحا
قراءة 7 دقائق
الألماني رالف رانجنيك
يحتفل بكأس ألمانيا مع شالكة

متابعة: ضمياء فالح
شن رئيس نادي لوكوموتيف موسكو السابق نيكولاي نوموف هجوماً لاذعاً على الألماني رالف رانجنيك، الذي شغل منصب رئيس التطوير في الفريق الروسي منذ يوليو/ تموز الماضي، قبل أن يتوصل نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي لاتفاق مع لوكوموتيف موسكو ووافق رانجنيك (63 عاماً) على تدريب اليونايتد، لكن نوموف قال: «هو لا يهتم إطلاقاً بكرة القدم بل بالبزنس، أنا لا أتحدث عن مانشستر يونايتد لكن ما فعله رانجنيك معنا ليس هروباً ولا خيانة لأنه تاجر وجاء روسيا بحثاً عن المال، وكلما زاد عدد الفرق التي يدربها زاد رصيده. اليونايتد قدم له عرضاً أفضل وغادر وعندما يقدم له عرض أكبر في إفريقيا سيترك اليونايتد ويرحل».
تم الكشف عن تفاصيل عرض اليونايتد؛ إذ هو بالمقام الأول سيدرب «الشياطين الحمر» لـ6 أشهر لكن يمكنه البقاء كمستشار مدة عامين بعد انتهاء الـ6 أشهر، وعلق نوموف:«لن أصدق أن مانشستر يونايتد سيسمح له بدخول النادي كوكالة عامة، هو كمدرب متخصص وخبير لكن لو عمل مستشاراً أشك في توقفه عن منطق البيع والشراء. سنرى ما يحصل معه في 6 أشهر». وكشف تقرير عن توجه اليونايتد للمدرب الألماني الذي يعد عراب وأستاذ توخيل وكلوب بعد الخسارة من الجار مانشستر سيتي 2-صفر في 6 نوفمبر الحالي، وتحدث عبر «زووم» مع المدير الفني دارين فليتشر عن فلسفته عندما كان لاعب الوسط الاسكتلندي السابق مع الفريق لمواجهة فياريال في دوري أبطال أوروبا.
التقى المدرب الملقب بـ«البروفسور» مسؤولي النادي الإنجليزي الثلاثاء في معقله وطلب جلب محلل الفيديو الخاص ومساعده الشخصي معه وفي صبيحة الخميس وقع على العقد وسيواصل الاستعانة بكادر المدرب السابق سولشاير: مايك فيلان وكيران ماكينا ومايكل كاريك.
وبسبب انتظار رخصة العمل في إنجلترا، لن يقود رانجنيك اليونايتد أمام تشيلسي الأحد وستكون استضافة أرسنال في أولد ترافورد يوم الخميس المقبل غالباً تجربته الأولى أو كريستال بالاس الأحد التالي على أبعد تقدير.
وتحدث رانجنيك عن عمله كمدير فني في سالزبورج ولايبزيج وكيف طور قسم الكشافة وطور لاعبين وباعهم بضعف الأجر في غضون عامين مثل نابي كيتا وساديو ماني وكيفن كامبل.
وقال رانجنيك، الذي يركز على بناء النادي أكثر من بناء الفريق ويعزز علاقة النادي بمشجعيه: «شعرت بالفخر لأن يورجن كلوب ( مدرب ليفربول ) قال عني أنني ربما أفضل مدرب ألماني. نعرف بعضنا منذ أكثر من 20 عاماً ونقدر بعضنا حتماً ونتشارك في نظرتنا للكرة ولهذا ربما تحدث عني بهذا اللطف. فريقي في هوفنهايم سحق فريق دورتموند بقيادة كلوب 4-1 وبعد أسبوع وقبل مباراته التالية قال إن أسلوب هوفنهايم هو بالضبط ما يريد تطبيقه في دورتموند».
رانجنيك منح أيضاً مدرب تشيلسي توماس توخيل أول فرصة للتدريب كمساعد لفريق دون الـ15 عاماً في نادي «أولم» وسيراقب حتماً الأحد ما سيفعله تلميذه.
لعب في فريق هواة إنجليزي وكسرت ضلوعه
كشف تقرير عن لعب الألماني رالف رانجنيك في فريق ساوثويك الإنجليزي للهواة أيام دراسته اللغة والرياضة في جامعة ساسكس 11 مباراة موسم 1979-1980 في دوري ساسكس كاونتي درجة أولى. شاهد 154 شخصاً فقط مشاركة رانجنيك الأولى كاحتياطي في الدقيقة 76 في مباراة التعادل أمام ستيننج تاون 13 أكتوبر 1979، لكنه في المباراة الثانية أمام شيشيستر في نوفمبر تعرض لإصابة خطيرة ( كسر في 3 ضلوع وثقب في الرئة ) ويعلق: «كانت تلك أول تجربة لي للعرقلة من الخلف، بقيت في المستشفى 3 أسابيع بمدينة شيشيستر في جناح يضم كبار السن (60 و70 و80 سنة) ولم ألعب 4 أشهر، أكثر ما تساءلت عنه حينها لماذا لم يساعدني أحد ولم أفهم القوانين التي تنص على عدم الاقتراب من لاعب في حال تعرضه لإصابة خطيرة، الطبيب فقط مخول بذلك».
كان رانجنيك لاعب وسط مميزاً وطور مهاراته في التسديدات الرأسية كي يتأقلم مع إيقاع إنجلترا «سدد وتعجل» وكان أيقونته لاعب مانشستر يونايتد السابق جاري بيرتلز. وعما أدهشه في إنجلترا قال: «دهشت عندما رأيت أن اللاعبين لا يجرون الإحماء في الملعب قبل المباريات».
يكره رانجنيك أفلام الخيال العلمي والتسريحات وهدر الأهداف وأول سيارة امتلكها كانت فيات 731 ميريشن وأجمل بلد زاره هو إنجلترا وطعامه المفضل هو الستيك وتبرع بألف استرليني العام الماضي لفريق الهواة ساوثويك لإجراء الصيانة.
مسيرة التدريب
وكان رالف رانجنيك عندما اتجه للتدريب قد قاد في السابق فريق شالكة للفوز بكأس ألمانيا، بجانب قيادة فريق لايبزيج للصعود إلى الدوري الألماني.
في عمر 25 عاماً فقط، بدأ رانجنيك مسيرته التدريبية، عندما قاد فيكتوريا باكنانج كلاعب ومدرب عام 1983، وبعد عامين جمّد مسيرته كلاعب ليتولى تدريب فريق شتوتجارت الرديف، إلا أن لاعب خط الوسط المدافع عاد مجدداً لدور «المدرب اللاعب» مع فريق ليبولدسفيلر عام 1987.
عدما أنهى موسم 1998-1999 في المركز الحادي عشر، تحسن وضع شتوتجارت تحت قيادة رانجنيك في الموسم التالي، وأنهى الفريق موسم بوندسليجا في المركز التاسع، ولعب تحت قيادة المدرب الألماني في ذلك الوقت المهاجم المصري الشاب أحمد صلاح حسني، في ظل إيمان واضح من رانجنيك بالمواهب الشابة منذ بداية مسيرته.
مشوار مميز قدمه رانجنيك مع العديد من الأندية الألمانية، شهد قيادة هانوفر للصعود لدوري الدرجة الأولى بعد غياب دام 13 عاماً، وشهد قيادة شالكة لوصافة دوري الدرجة الأولى الألماني وكأس ألمانيا خلف بايرن ميونخ في موسم 2004-2005، وهي المهمة التي تولاها عقب ترشيحه لمنصب المدرب المساعد لمواطنه يورجن كلينسمان في الجهاز الفني للمنتخب الألماني، لكن المنصب ذهب ليواكيم لوف في ذلك الوقت.
شهد مشوار رانجنيك أيضاً تجربة استثنائية حملت إصراراً من نوع خاص، عندما قرر طواعية مغادرة الأضواء وقيادة مشروع هوفنهايم من الدرجة الثالثة عام 2006، وبعد موسم وحيد تأهل الفريق لدوري الدرجة الثانية للمرة الأولى في تاريخه، قبل مواصلة المسيرة المبهرة، واقتناص تأهل تاريخي لدوري الدرجة الأولى في الموسم التالي مباشرة.
وفي موسمه الأول في بوندسليجا «2008-2009» أصبح هوفنهايم حديث العالم، بعدما قدم بداية مذهلة، وحقق 35 نقطة من أصل 51 نقطة متاحة في النصف الأول من الموسم، قبل التراجع في النصف الثاني من الموسم إلى المركز السابع، وبعد مواصلة مسيرة الفريق المميزة في الأضواء رحل رانجنيك بشكل مفاجئ عن هوفنهايم عام 2011 اعتراضاً على قرار إدارة النادي ببيع لاعب خط الوسط لويز جوستافو إلى بايرن ميونخ دون الرجوع إليه.
عاد رانجنيك مجدداً إلى شالكة في منتصف موسم 2010/2011 خلفاً للمخضرم فيلكس ماجات، وقاد الفريق لتأهل تاريخي لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بعدما اكتسح إنترناسيونالي الإيطالي بنتيجة 7-3 في مجموع مواجهتي ذهاب وإياب الدور ربع النهائي، قبل الخروج على يد مانشستر يونايتد من نصف النهائي، لكن التجربة لم تدم طويلًا ورحل مجدداً في الموسم التالي.
قائد لمشروع
تعاقد رانجنيك مع شركة «ريد بول» ليصبح مديراً رياضياً لفريقي الشركة في ألمانيا والنمسا «لايبزج وسالزبورج» قبل أن يتولى منصب المدير الفني لفريق لايبزج في موسم 2015-2016 وهو ما دفعه للاستقالة من الإدارة الرياضية للتركيز في التدريب خلال ذلك الموسم، وبالفعل قاد الفريق للتأهل لدوري الدرجة الأولى للمرة الأولى في التاريخ.
بمسيرة متقطعة، واصل رانجنيك طموحه التدريبي في التسعينات، قبل أن يصل لأولى محطات الأضواء، عندما قاد شتوتجارت في وقت صعب بنهاية موسم 1998-1999، وفاز بمواجهتين بين خمس مواجهات أخيرة في عمر موسم الفريق الألماني.
عاد رانجنيك مجدداً لمنصب المدير الرياضي في الموسم التالي، وتعاقد لايبزج مع رالف هاسنهاتل للقيادة الفنية في بوندسليجا، وبالفعل قدم موسماً رائعاً أنهاه الفريق في المركز الثاني بجدول الترتيب، لكن بعد التراجع في الموسم التالي إلى المركز السادس، وخسارة بطاقة التأهل لدوري أبطال أوروبا، احتاجت إدارة لايبزج لخدمات رانجنيك بشكل مؤقت كمدير فني في الموسم الماضي، وكان المدرب المخضرم عند حسن الظن، حيث قاد الفريق للعودة إلى دوري أبطال أوروبا بعد تحقيق الثالث في بوندسليجا.
تاركاً المهمة للمدرب الشاب جوليان ناجلسمان، عاد رانجنيك لمنصب أهم بشركة «ريد بول» التي احتاجت لخدماته في مشروعاتها التي توسعت عالمياً، خاصة في البرازيل والولايات المتحدة، بعدما لاحظت الشركة أن تلك المشروعات لم تخرج العدد المأمول من المواهب الشابة، ولم تجد خيراً من رانجنيك قناص المواهب والذي قام بدور تاريخي مع لايبزج وسالزبورج.
قيمة كرة القدم في حياة رانجنيك تمثلت في تصريح كيفن كامبل نجم لايبزج، الذي قال عن مدربه الألماني عام 2018: «قابلت الكثير من الناس في عالم كرة القدم، لكنني لم أجد شخصاً مجنوناً باللعبة مثل رالف رانجنيك، العمل تحت قيادة شخص مثله يمثل متعة».
تمتع رانجنيك بطريقة فريدة في التعامل مع اللاعبين، خاصة مع حصاد مشروعه في لايبزج والذي أنتج إحدى أكثر القوائم شباباً في الكرة الألمانية، وبرزت تلك الفلسفة التي سيطرت عليه عندما قال المدرب الألماني لمجلة كوتشز فويس إنه رغم إيمانه بأن لاعبي كرة القدم يحتاجون إلى قواعد واضحة إلا أن التعامل معهم بمنطق أكثر انفتاحاً ومساعدتهم على مواجهة الإغراءات يعد واجباً، وهي الفلسفة التي ميزته بمرونة رائعة لم تشهد الكثير من العقوبات أو النمط التقليدي الذي يتمثل في حرمان اللاعبين من الهواتف المحمولة وتحديد أوقات وجبات ثابتة وفرض الكثير من الغرامات عليهم.
قيادة «قناص المواهب» لناديي لايبزج وسالزبورج أنتجت العديد من المواهب الشابة المميزة وأبرزها إميل فورسبرج، يوسف بولسن، تايلر أدامز، أمادو حيدرة ونابي كيتا الذي انتقل إلى ليفربول في صفقة تاريخية، وجعلت تكرار تلك التجربة هدفاً للعديد من الأندية الباحثة عن عقليات غير تقليدية لتجديد دمائها خلال السنوات المقبلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"