عادي
دفاتر المبدع

حارب الظاهري: الرواية اليوم تستوحي «السوشيال ميديا»

22:34 مساء
قراءة 3 دقائق
حارب الظاهري

الشارقة: عثمان حسن

يزاوج حارب الظاهري في نتاجاته الإبداعية بين كافة أصناف الأدب من شعر وقصة ورواية، لكتاباته نكهة خاصة، تبحر مع القارئ بين زمنين، ولنقل بين زمن البساطة، وهذا الزمن المتسارع اللاهث، الذي تحكمه قوانين جديدة، غير أنه اختار أن يكون مخلصاً للكتابة، بما تطرحه من وهج إبداعي، وما تصبو إليه من رصد المشاعر الإيجابية التي تحفز على التغيير والتفاعل الإنساني.

يعلق حارب الظاهري على تنوع نتاجاته بالإشارة إلى مناخات هذه الكتابة وتحريها لأصول الصنعة الأدبية، فهو يتوقف عند أبرز مجموعاته القصصية «مندلين» وصدرت في 1997، وقد ترجمت بعض قصصها إلى الفرنسية والانجليزية والإسبانية، و «نبض الروح» و «وليل الدمى» ويرى أنها عبرت عن تجربة خاصة في سعيها للتعبير عن حالة إبداعية زمنية، بكل ما تحمل من قوة ومعنى ويقول: «كانت هذه التجارب تجد حاضنة ثقافية في الأوساط الأدبية من قراء ونقاد، وكان هذا يشكل حافزاً جديداً للكتابة، وكان الفيصل في هذه الكتابات، هو شعور المتلقي بأنه يعثر على ضالته في الأدب من حيث اللغة والأسلوب والموضوع الأدبي».

وهذا كما يوضح حارب الظاهري: يختلف جذرياً عن البدايات التي كانت موجهة للناقد أكثر منها للقارئ، حيث الناقد بدوره يقرأها يعين الراصد وليس من خلال العاطفة أو الانفعال اللحظي.

ولحارب الظاهري فهم خاص للتجربة الشعرية، وهي تجربة لحظية، وشاقة، ذلك لأنها ترصد دواخل الذات، وهي نتاج شحنة وجدانية، وهذا ما يؤمن به حارب الظاهري في سياق رصده لمجموعاته الشعرية، التي عبرت كل واحدة منها عن لحظتها أو خصوصيتها، كما في «قبلة على خد القمر» 1999، و«شمس شفتيك» 2002، وترجمت إلى الفرنسية، وغيرها.

ظاهرة

يتحدث الظاهري عن واقع الكتابة الأدبية اليوم، ويتوقف ملياً أمام ظاهرة الرواية التي بدأت تزاحم الأعمال الإبداعية كالشعر والقصة القصيرة، ويعترف بصعوبة توصيف هذه الظاهرة، فالزمن الحالي كما يؤكد هو زمن الرواية، ما يعني أن الإنتاج القصصي والشعري شبه متوقف الآن عند معظم الكتاب، ويقول: «هي ظاهرة رغم تناولها بكثافة في الإعلام، إلا أنها تظل تستحق الكثير من النقاش، لنعرف عنها أكثر في ضوء تحليل موضوعي، يشارك فيه القراء والنقاد والمثقفون، على حد سواء».

يقول الظاهري: أقرأ كثيراً من الأعمال الروائية التي تصدر اليوم، ويدفعني الفضول دائماً لمعرفة السر وراء هذا «التكالب» – إن جاز التعبير – على كتابة الرواية، ومع الأسف لا أجد في كثير من الأعمال المعروضة، ما يشفي غليلي ككاتب، وأشعر معه بلذة الاكتشاف أو الاستمتاع، وهذه معضلة كبيرة، خاصة أن معظم ما هو مكتوب يركز على الشخصيات، المستمدة من السوشيال ميديا، فأنت هنا، أمام عالم تروج له وسائل التواصل الاجتماعي، من دون وجود رؤية نقدية واضحة، تقارب هذه الأعمال وتحللها في ضوء مناهج النقد الموضوعية والمعروفة.

ويتابع حارب الظاهري: «في السابق كان الكاتب يكتب، وكان هناك قراء نهمون، يقرؤون العمل الأدبي ويتفاعلون معه، تبعاً لحمولته الإبداعية، وما يطرح من بعد ثقافي وفكري، أما اليوم، فيبدو أن السوشيال ميديا هي الحكم، وهي ظاهرة على النقاد والقراء أن يتوقفوا عندها ملياً لتفسيرها، خاصة أن معظم ما هو مطروح، لا يكاد يشعرك بالدهشة أو المتعة، فهي كتابة لا تستفز الوجدان ولا تستثير العقل، ومع الأسف لا ترقى للكتابة الواعية».

في هذه الأيام يمارس حارب الظاهري نوعاً جديداً من الكتابة، هي تجربة سردية كما يصفها تنزع نحو لعبة الخيال، أو فلسفة الخيال، وقد تجد فيها الشعر والقصة والمسرح، غير أنها ملتزمة بكونها تجربة إبداعية محركها الرئيس هو الخيال، الخيال في علاقته باللغة، والخيال في علاقته بالطرح أو الرؤية، واللعبة السردية، وأيضاً وهذا مهم، من دون أن يكون لها عنوان واحد، باستثناء كونها ليست واقعية، كما هو متعارف عليه في تفسير الأدب الواقعي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"