الشارقة تنبض بروح سلطان

01:53 صباحا
قراءة دقيقتين

لا يسعنا إلا أن نهنئ أنفسنا بنصف قرن من النماء والرخاء والإبداع، خمسة عقود من الذهب الخالص أحالت الشارقة إلى منارة للحضارة والعلم والإبداع.. خمسون عاماً من الإنجازات التي لم تكن لتتحقق لولا فكر ورؤية وجهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، فحيثما التفت في إمارة الشارقة تجد بعضاً من روح سلطان القلوب ماثلاً أمامك، فإذا بحثت عن سلطان المثقف المحب للعلم ستجد مختلف المدارس وأعرق الجامعات، وإذا ذكرت سلطان الكاتب القارئ فستجد المكتبات ومعارض الكتاب، وإذا تتبعت خطى سلطان المؤرخ ستجد كافة أنواع المتاحف، وستجد سلطان الأب الحريص على وجود مراكز الطفل والناشئة في كافة أنحاء إمارته الحبيبة، ولا شك في أنك سترى سلطان المهندس الزراعي الشاب المحب للبيئة والطبيعة في المتنزهات والحدائق التي تملأ الشارقة. 
أما سلطان المعماري المحب للحضارة والعمران فلا بد أن تتعرف إليه في مباني الشارقة التي تميزت بطرازها الفريد الذي يخلد في قلب الإنسان قبل عقله.
ويعد صاحب السمو، حاكم الشارقة، أحد الرموز الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة، والذي اتفق على حبه المواطن والمقيم والإخوة العرب في أغلب أقطار الوطن العربي، والمثقفون في مختلف دول العالم، فأياديه البيضاء ممتدة ليس لأبناء الشارقة ودولة الإمارات فحسب، وإنما لأبناء الوطن العربي والإسلامي عموماً، حتى أصبحت الشارقة درة في جيد الإمارات ومصدراً لفخر كل عربي. 
ولعل من أصدق الألقاب التي يتداولها الناس لسموه وأحبها إلى قلبي هو «ضمير الاتحاد»، فالمتابع لسيرة الشيخ سلطان منذ نشأته يعي أنه الفتى النبيل الذي ترعرع على أصول العلم والأدب والثقافة والفن والدين والتاريخ، وهو الأمير الشاب الذي تولى مقاليد الحكم في الإمارة مع بداية نشأة الاتحاد، فهذه الروح المتفردة التي شاركت في وضع اللبنة الأولى للاتحاد الذي ضرب للعالم أروع مثال للوحدة والتآلف والتكاتف، كان حلمها بناء دولة عصرية راسخة في أعماق العروبة، فكان الاتحاد تجسيداً لشخصه ورؤيته ومنهجه، فإلهامه الأول انطلق مع الاتحاد.
ولا يغيب عن أذهاننا رؤية سموه لإمارة الشارقة، ومدى تفرّد وتميز هذه الرؤية التي تنطلق من مرتكزات رؤيته الحضارية والثقافية، ودأب على رفد هذه الرؤية بحسه المرهف ووعيه الراقي، ونظرته الثاقبة، ليضع الشارقة على طريق قويم راسخ فتصبح فضاء متناهياً للثقافة ومداراً رحباً للمعرفة، فأخذ سموه على عاتقه أن ينهض بالحضارة والثقافة حتى جعل الشارقة منارة ثقافية علمية في مختلف العلوم والفنون والآداب، كما امتدت يد الخير موصولة بالعطاء لخدمة الثقافة والمثقفين في مختلف المجالات في جميع أقطار العالم العربي، ليقدم صورة حقيقية ناصعة عن ثقافة بيئته العربية والإسلامية متمثلة في خلقه الرفيع وفكره المستنير. فطوبى لمن سار على نهج سلطان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

عضو المجلس الوطني الاتحادي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"