أرض التسامح والسلام

00:39 صباحا
قراءة دقيقتين

عبيد الغول السلامي *

منذ ثلاثة أعوام مضت، في فبراير 2019، شهدت أرض إماراتنا الحبيبة توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية.

وانطلاقاً من قناعتها الراسخة بأن السلام هو السبيل الأوحد لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة والازدهار لشعوبها، وقعت دولة الإمارات في سبتمبر 2020 الاتفاق الإبراهيمي مع دولة إسرائيل.

وقد شهدت العاصمة أبوظبي قبل أيام انطلاق أعمال الجلسة التاسعة للبرلمان العالمي للتسامح والسلام، والذي يعتبر منظمة عالمية مكونة من أكثر من 70 دولة عضوة، تتبنى مبادئ الديمقراطية والمواثيق والقانون الدولي كمنهجية لعملها من أجل تحقيق مقاصد التسامح والسلام والأهداف الإنسانية السامية، إضافة إلى السعي المتواصل لنشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي  والتمسك بالقيم الإنسانية والتقارب بين الشعوب وبما يتماشى مع توجهات الأمم المتحدة. حيث تم تأسيس هذا البرلمان بناء على عدد من المبادئ الرئيسية القائمة على احترام مبادئ الأمم المتحدة والقانون الدولي والقوانين الوطنية للدول الأعضاء، على أن تخدم الأنشطة البرلمانية ثلاثة أهداف رئيسية وهي تعزيز قيمة التسامح وثقافة السلام، محاربة التمييز والطائفية الدينية والعرقية والتعصب الطائفي بين البشر، وتطوير معايير القانون الدولي لتعزيز مبادئ التسامح لتحقيق السلام.

وإذ تحتضن دولة الإمارات مثل هذه الأحداث الاستثنائية فإنها تثبت مدى حكمة القيادة الرشيدة في الدولة ومواكبتها للمستقبل والتطورات العالمية، ووضعها لاستراتيجيات وخطط وسياسات مستقبلية تعزز مبادئ التسامح وتحقيق السلام. 

فقد استحدثت القيادة الرشيدة في عام 2016 منصب وزير التسامح، ليضطلع بمهمة ترسيخ التسامح كقيمة أساسية في المجتمع على الصعيدين المحلي والإقليمي، الأمر الذي نتج عنه رسوخ مكانة الإمارات عالمياً كنموذج للتعايش وأيقونة للتسامح، يعيش على أرضها اليوم أكثر من مئتي جنسية من الذي يعملون ويسهمون بجهودهم في مسيرة التنمية والبناء والتطور الإنساني في الدولة، ومن الجدير بالذكر أن صناعة السلام وتعزيز التسامح والتعايش السلمي ليست مبادئ حديثة طرأت على دولة الإمارات بعد القفزات التي شهدتها على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، إنما هي مبادئ راسخة مستلهمة من فكر ونهج الوالد المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي أرسى ثقافة حب الخير والتسامح والعطاء قبل أن يدرك العالم أهمية هذه القيمة بعدة عقود. 

ولعل من أجمل المقولات التي تعكس هذه المعنى العميق لمفهوم التسامح في فكر الأب الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، «التسامح واجب، لأن الإنسان إنسان في المقام الأول، خلقه الله إن كان مسلماً أو غير مسلم».

وقد كانت حياة الشيخ زايد -رحمه الله- تجسيداً للتسامح بأبهى صوره، فقد كان يؤمن بأن سعيه إلى حفظ السلام والتسامح العالمي بمثابة الواجب بالنسبة له، ولذلك أصبح هذا الفكر  نهجاً أصيلاً تسير عليه قيادتنا الرشيدة منذ تأسيس الدولة، وانعكس كغريزة فطرية لدى المواطن والمقيم على أرض الإمارات، على حد السواء، تنتقل من جيل إلى آخر من أجيال البلاد.

* عضو المجلس الوطني الاتحادي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

عضو المجلس الوطني الاتحادي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"