عادي

فشل «مسيرة الأعلام» الاستيطانية.. واقتحام جديد لباحات الأقصى

01:24 صباحا
قراءة 3 دقائق

تواصلت، لليوم الرابع على التوالي، اقتحامات القوات الإسرائيلية والمستوطنين، أمس الأربعاء، ساحات المسجد الأقصى، بالتزامن مع فشل «مسيرة الأعلام» الاستفزازية للمستوطنين المتطرفين من المرور عبر باب العامود، بعد منعها من أعلى قيادات السلطات الإسرائيلية، وذلك خشية أن تتسبب باندلاع حرب مع قطاع غزة مثلما حدث العام الماضي، في حين حذّرت فصائل فلسطينية، «من مغبة التفكير بذبح القرابين أو السماح لمسيرة الأعلام بالاقتراب من المقدسات الإسلامية»، محملة قيادة إسرائيل المسؤولية كاملة عن تداعيات «الاستفزازات الخطيرة».

وانتشرت القوات الإسرائيلية في ساحات الحرم القدسي، وشرعت بإبعاد المصلين والمعتكفين عن مسار اقتحامات المستوطنين لساحات الحرم، كما حاصرت المصلين في مصليات الأقصى بعد إغلاقها، ومنعتهم من التواجد في منطقتي المصلى القبلي وقبة الصخرة. واقتحم المستوطنون باحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، على شكل مجموعات ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوساً تلمودية في ساحاته، تحت حماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية. وواصلت القوات الإسرائيلية التضييق على الفلسطينيين، ونصبت الحواجز داخل القدس القديمة وعند الطرقات المؤدية إلى أبواب الأقصى، ومنعت الكثير من المواطنين، خاصة الشباب من الدخول للأقصى لأداء صلاة الفجر.

وحاولت القوات الإسرائيليّة إخلاء منطقة باب العامود من المقدسيين والزوار، بالتزامن مع وصول ما يُسمى ب«مسيرة الأعلام» الاستفزازية للمستوطنين إلى المنطقة. وحاول المستوطنون، تجاوز حاجز حديدي، نصبته القوات الإسرائيلية، كان يفصل أحد الشوارع المؤدية إلى منطقة باب العامود في القدس المحتلة، بالتزامن مع اندلاع مواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية. وقبل ذلك قال عضو الكنيست اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، خلال تجمّع المستوطنين، قبيل انطلاق المسيرة، إنه مصمم على الوصول إلى منطقة باب العامود في المدينة، إلا أن تلك المسيرة، على العموم، فشلت في تحقيق أهدافها.

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أكد أنه قرر منع النائب اليميني المتشدد إيتمار بن غفير من الوصول إلى باب العامود للمشاركة في المسيرة، وذلك تلبية لتوصية من وزير الأمن الداخلي ورئيس الشاباك والمفوض العام للشرطة. وشدد بينيت على أنه «لن يسمح ل«سياسة صغيرة» بتعريض حياة البشر للخطر»، قائلاً: «لن أسمح لاستفزاز سياسي من قبل بن غفير بتعريض جنود الجيش وأفراد الشرطة الإسرائيلية للخطر وجعل مهمتهم الصعبة أصعب». بينما رفض بن غفير قرار بينيت، مشدداً على أنه لا يتلقى أوامر من بينيت ولا من وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف.

ومن جهته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إن «مسيرة الإعلام»، تمثل «خطوة استفزازية من المتطرفين الذين يحاولون خلق استفزازات عنيفة»، مشدداً على أنه «لا يمكنهم إشعال الوضع في القدس من أجل مصالح سياسية».

إلى ذلك، شددت الفصائل الفلسطينية في بيان لها، على أن تكرار المستوطنين اقتحاماتهم لباحات المسجد الأقصى، وبحماية القوات الإسرائيلية، لن يفرض تقسيماً زمانياً ولا مكانياً، ولن يغير من إسلامية وعروبة المسجد الأقصى الذي سنحميه وشعبنا بكل قوة. وطالبت المجتمع الدولي ب «التوقف عن التعامل مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة بسياسة المعايير المزدوجة، والوقوف عند مسؤولياته في لجم انتهاكات إسرائيل التي تشكل عاراً على جبين الإنسانية». (وكالات)

غوتيريس يدعو إلى وقف فوري للاستفزازات


أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أمس الأربعاء، عن قلقه إزاء التوترات التي تشهدها مدينة القدس ومحيط المسجد الأقصى. 
ودعا في بيان نقله الناطق باسمه، ستيفان دوجاريك، إلى وقف الاستفزازات والحفاظ على الوضع الراهن للأماكن المقدسة. وقال: «لا يزال الأمين العام يشعر بقلق عميق إزاء تدهور الوضع في القدس، ولا سيما الحوادث في الأماكن المقدسة وحولها»، مضيفاً أنه «منخرط بنشاط مع القادة لفعل كل ما بوسعهم لخفض التوترات، وتجنب الأعمال والخطابات التحريضية، واستعادة الهدوء». 
وأكد غوتيريس أنه «يجب أن تتوقف الاستفزازات على الفور ويجب أن تكون الأيام المقدّسة المستمرة للمسلمين واليهود والمسيحيين، فترة سلام وتأمل، وليس فترة تحريض وعنف»، مشدداً على أن «الوضع الراهن في الأماكن المقدسة في القدس يجب احترامه». وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أطلع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، على «الاعتداءات الوحشية» للجيش الإسرائيلي والمستوطنين في القدس. 
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن «الرئيس الفلسطيني وضع المبعوث الأممي في صورة الاعتداءات الإسرائيلية ومجموعات المستوطنين التي تقوم بشكل يومي باقتحام المسجد الأقصى في مخالفة صارخة للوضع التاريخي والقانوني الذي يؤكد وجوب تنسيق الزوار الأجانب من غير المسلمين من خلال الأوقاف الإسلامية». وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أن «هذه الاعتداءات تسببت في جرح واعتقال المئات من الفلسطينيين».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"