عادي

«ليالي بعلبك» تستعيد جمهورها بأجواء التراث اللبناني

17:51 مساء
قراءة دقيقتين
استعادت مهرجانات بعلبك الدولية شرقي لبنان جمهورها بعد غياب 3 سنوات بسبب جائحة «كوفيد ـ 19»، مع حفلة تمحورت حول التراث الفني المحلي قدمت خلالها المغنية سمية بعلبكي بعضاً من أشهر كلاسيكيات الغناء اللبناني والعربي.
وعلى مدى ساعة ونصف الساعة، استمتع الحاضرون الذين توافدوا من مناطق لبنانية مختلفة إلى القلعة الرومانية الشهيرة الواقعة على بعد 85 كيلومتراً من العاصمة بيروت، ببرنامج فني منوّع تضمن نحو 20 أغنية لكبار المغنين الذين ملأت أصواتهم ذات يوم المعلم التاريخي في إطار هذه المهرجانات العريقة.
وخلال الأمسية التي حملت عنوان «رجعت ليالي بعلبك»، تلألأ «معبد باخوس» بأحجاره الضخمة وأعمدته الشاهقة، بالأنوار التي زادت رونقاً على المعلم البارز في «مدينة الشمس». وتباين هذا المشهد مع العتمة التي كانت تلف جزءاً كبيراً من الشوارع المحيطة بمكان الحدث، وسط استفحال مشكلة انقطاع الكهرباء في بلد يعاني منذ نحو ثلاث سنوات، أزمة اقتصادية توصف بأنها من الأسوأ عالمياً.
ورافق سمية بعلبكي التي كبرت في كنف عائلة من جنوبي لبنان اختار معظم أفرادها التمرس في مجال الفن، أكثر من 30 عازفاً من الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية بقيادة لبنان بعلبكي، شقيق المغنية، توزّعوا على الآلات الوترية والإيقاعية وآلات النفخ.
كما كان للرقص التراثي حصة في الحفلة؛ إذ واكب راقصون من «فرقة المجد» للدبكة البعلبكية الأغنيات الأولى، بينها خصوصاً «الميجانا» و«الدلعونا».
وقد تفاعل الحاضرون الذين تقدّمتهم شخصيات رسمية، بينهم وزراء ومسؤولون محليون، بحماس خلال الأمسية، من خلال الغناء والتصفيق للأعمال المختلفة التي أدّتها بعلبكي بمرافقة مغنّين من جوقة سيدة اللويزة اللبنانية.
وقالت نايلة دو فريج، رئيسة مهرجانات بعلبك الدولية في مستهل الحفلة، إن الحدث الذي يتضمن 4 حفلات هذا العام، يهدف إلى «إضاءة شرارة أمل»، في ظل الظروف الصعبة في لبنان الذي أصبح سكانه بأكثريتهم تحت خط الفقر.
وأعادت سمية بعلبكي المعروفة بالتزامها أداء الأغنيات الطربية منذ بداية مسيرتها قبل ثلاثة عقود، الحاضرين إلى «العصر الذهبي» للأغنية اللبنانية.
وقدّمت أغنيات يتسم كثير منها بالطابع الوطني أو تتغنى بلبنان وطبيعته، بينها «يسلم لنا لبنان» لصباح، أو «يا جمال بلادي» و«رح حلفك بالغصن يا عصفور» لوديع الصافي. كما استحوذت القصائد المغنّاة على حصة كبيرة في الأمسية التي نُقلت مباشرة عبر التلفزيون؛ إذ غنّت بعلبكي قصيدتَي «إبحار» للشاعر اللبناني الراحل أنور سلمان، و«قطتي الشامية» للشاعر السوري الراحل نزار قباني.
وكان لفيروز، «سفيرة لبنان إلى النجوم»، حضور في افتتاح دورة هذا العام من المهرجان الذي شكلت لسنوات طويلة، أحد أبرز أركانه.
وعلى الرغم من تخصيصها للتراث اللبناني، تضمنت الحفلة أيضاً أعمالاً مصرية تحمل بصمات لبنانية.
وأدت بعلبكي «على رمش عيونها»، الأغنية التي قدّمها وديع الصافي قبل نصف قرن وشكّلت أشهر نجاحاته باللهجة المصرية.
كما اختُتمت الحفلة بأغنية «هذه ليلتي» التي كتب كلماتها الشاعر اللبناني جورج جرداق وخلّدتها بصوتها «كوكب الشرق» أم كلثوم التي استضافها المهرجان العريق في ست حفلات.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"