الإنسان طاقة الدولة وأولوياتها

00:12 صباحا
قراءة 3 دقائق

د. نوال الحوسني

كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لشعب دولة الإمارات والمقيمين على أرضها الطيبة رسمت خارطة طريقة واضحة لمستقبل واعد للدولة عنوانه الاقتصاد المتنوع المستدام وأمن الطاقة وتمكين الشباب وتعزيز التعاون الدولي والشراكات المثمرة مع دول العالم.
وكما أكد صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، فإن الهدف الأول والأخير هو الإمارات وشعبها، والثقة كبيرة بمستقبل أفضل.
وفي هذه الرؤية الاستشرافية الاستراتيجية، تشكل قدرات الإنسان والابتكار العامل الأساسي في ضمان مستقبل مستدام يتواصل فيه التقدم والازدهار.
وكما قال صاحب السمو في كلمته الجامعة: «شعب دولة الإمارات وتمكينه.. كان ولا يزال محور اهتمام دولتنا المباركة وعلى قمة أولوياتها منذ نشأتها. وسيظل منهج راحة المواطن وسعادته ورعايته الأساس في كل خططنا نحو المستقبل..».
وأكد سموه أن الإنسان محور التنمية بالقول: «محظوظون بهذا الشعب العزيز.. شعب أثبت.. أصالته وصلابته وإرادته القوية وقدرته على تجاوز التحديات.. اعتزازنا وفخرنا بالإنسان الإماراتي لا حدود له.. كما نثمن الدور الذي يقوم به المقيمون على أرض دولة الإمارات الذين يعتبرون الدولة بلدهم الثاني وإسهاماتهم المستمرة في البناء والتطوير منذ قيام دولة الإمارات».
ولأن لا بديل عن وضوح الرؤية والهدف والرسالة في المراحل التاريخية المفصلية، جاءت رؤية صاحب السمو رئيس الدولة الواثقة مطمئنة إلى مستقبل زاهر يواصل إرث المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ومسيرة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، ويذكّر بالدور الأساسي للناس في ابتكار الحلول للتحديات المتعددة التي تواجه عالمنا.
وكما يقوم كوكب الأرض على نظام متكامل مترابط، فإن صحة وعافية وسعادة مستقبلنا كبشر مرتبطة بصحة هذا الكوكب واستدامة موارده وازدهاره. فعندما يتأثر جزء من هذه المنظومة المتكاملة لكوكبنا، فإنه يؤثر في الأجزاء الأخرى فيها، وهذا ما يتمنى العالم أن لا يحصل تجنباً للتداعيات على مناخه وموارده للأجيال القادمة.
وفي هذه المنظومة المتكاملة، يكون الجزء الأول هو البشر. ووضعهم في مقدمة الأولويات وتمكينهم وتوفير الأمان والاستقرار لهم ينعكس إيجاباً على بقية أجزاء المنظومة، سواء في الاقتصاد أو أمن الموارد أو أمن الطاقة.
وإنساننا هو المنطلق والغاية، خاصة في ما يتعلق بتحقيق تحوّل الطاقة نحو مستقبل أكثر استدامة؛ وهو المسار الذي تتصدره دولة الإمارات على مستوى المنطقة حتى أصبحت معياراً ونموذجاً إقليمياً يحتذى في هذا الاتجاه. 
ومن أحدث الأمثلة على التخطيط الواعي لدولة الإمارات لإحداث تحول إيجابي منشود في قطاع الطاقة بروز أبوظبي كقاطرة لهذه الجهود من خلال الخطوة المشتركة لكل من شركات «أدنوك»، و«مبادلة»، و«طاقة» للاستحواذ على حصة رئيسية في عمليات شركة «مصدر» للطاقة المتجددة.
وإذا ما أردنا أن نضمن تحولاً شاملاً للطاقة، فيجب أن يغطي ذلك المنظومة بأكملها. واليوم يشكل الأفراد مكوناً محورياً في هذه المنظومة ومستقبلها. لذلك علينا أن نجد طرقاً لنقل المهارات والمعارف والتقنيات، وحتى البنى التحتية التي أثبتت نجاحاً في نظم الطاقة الحالية، لتكون قابلة للاستخدام في النظم الجديدة مستقبلاً.
الطاقة تؤثر في حياتنا جميعاً. ويمكن لتحوّلها أن يعود بالنفع والنمو على الجميع، خاصة إذا ما كان الناس هم الأولوية.

المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى «آيرينا»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى «آيرينا»

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"