عادي

المصورات الصحفيات يناضلن لإثبات أنفسهن

14:49 مساء
قراءة دقيقتين
من العالم العربي إلى أمريكا اللاتينية أو أوروبا، تكافح المصوّرات الصحفيات لإثبات أنفسهن ونوعية عملهن في مجال يضم في أغلبه الذكور، عبر التركيز على الأسلوب والتمّسك بتغطية موضوع يرغبن بالعمل عليه وتوحيد صفوفهن.
وتقول فرانسواز أوجييه، وهي مصوّرة صحفية تعمل في المهنة منذ 50 سنة وحائزة جائزة «وورلد برس فوتو» لعام 1993 (مسابقة التصوير الصحفي التي تنظمها سنوياً مؤسسة الصحافة العالمية للصور) عن صور مذكرات يومية أنجزتها خلال رحلة لها إلى سيبيريا «كثيراً ما سألني مديرو وسائل إعلام: هل تشعرين أنّك قادرة على إنجاز هذه المهمة؟، والمقصود ضمنياً لأنك امرأة، الحقيقة كنت أستطيع القيام بها أكثر منهم».
سنة 2021، كانت المشاركة النسائية في هذه المسابقة المرموقة لا تزال تقتصر على 19% فقط. على الأرض، نسبة النساء العاملات في التصوير الصحفي أعلى من ذلك، مقابل مردود في الأغلب غير ثابت.
وتقول أوجييه لوكالة فرانس برس على هامش مهرجان «فيزا بور ليماج» الدولي للتصوير الصحفي المُقام في بيربينيان (جنوب فرنسا): «على الرجال الاهتمام بالأطفال» عندما تكون الأم عاملة في هذا المجال، مضيفة: «عدد كبير من صديقاتي تركن عملهنّ عندما أصبحن أمّهات. أنا لم أُرزق بأطفال».
وتشارك أوجييه في المهرجان بمعرض عنوانه «توت آن روتريه» (، في الكواليس، Toute en retrait) يضمّ صوراً التقطتها خلال تغطيتها أحداث متنوعة حول العالم، من مالي وصولاً إلى روسيا وسيول ودوربان، ومن عروض الأزياء الراقية إلى الأحياء الفقيرة المهمّشة.
ويُشكّل تحقيق التوازن بين العمل وتربية الأولاد إحدى العقبات التي تواجه النساء في قطاع يطغى عليه الرجال، من غرف التحرير إلى الأعضاء وتشارك في مهرجان «فيزا» البارز في مجال التصوير الصحفي، هذا العام، 8 نساء من أصل 25 شخصاً يعرضون صورهم.
وترى أوجييه، عميدة المصوّرات، أنّها «حصلت على فرصة» البروز خلال سبعينات القرن العشرين حين «كان عمل النساء كمصورات صحفيات يتسّم بتعقيد أكبر». وعلى الرغم من بلوغها الـ80، لا تنوي أوجييه التقاعد، فالمبلغ الذي ستحصل عليه شهرياً بعد تقاعدها لا يتخطى الـ700 يورو، كونها مصورة مستقلة.
وتقول اللبنانية تمارا سعادة (25 سنة)، وهي أصغر مشاركة في المهرجان، من جهتها: «العمل في هذا المجال مرتبط بشخصية مَن يختار هذه المهنة أكثر من كونه مسألة نوع الجنس أو فئة اجتماعية».
وتضيف الشابة التي يضم معرضها «بلا هوادة»، صوراً تجسّد الأزمة التي تعصف بلبنان منذ الانفجار المأساوي الذي طال مرفأ بيروت سنة 2020، «لطالما كانت المهنة تضمّ مصورات صحفيات، لكنّ التركيز كان أكبر على المصورين الذكور».
وتضيف «المصورات الصحفيات لسن مختبئات، لكن وسائل الإعلام لا تتصل بهن».
وتدعو زميلتها الفنزويلية أنّا ماريا أريفالو جوسن (33 عاماً) إلى التضامن بين العاملات في مجال التصوير الصحفي.
وتقول: «نحن بعيدون جداً عن المساواة في التمثيل بين الجنسين. لكن في أمريكا اللاتينية، هناك مجموعات تتحد فيها النساء ننظّم أنفسنا بهدف نشر أعمالنا، ونكتسب خبرات من بعضنا، فالسرّ يكمن في توحيد قوانا من أجل الكفاح».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4t65wak6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"