أبو ظبي: عدنان نجم
تؤسس مدينة مصدر الواقعة في إمارة أبوظبي، لمركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار ومجتمع مستدام رائد، وتتبنى أحدث أساليب الحياة، كما تضم واحدة من أكبر تجمعات المباني منخفضة الكربون في العالم.
وجاء تأسيس وإطلاق مدينة مصدر في العام 2008 جراء الحاجة إلى بناء مجتمعات حيوية تتضافر فيها جهود دعم الاستدامة والابتكار، وتشكيل مجتمع يركز على البحث والتطوير في مجالات التكنولوجيا من أجل توفير حلول مستدامة تسهم في رسم معالم لمستقبل أفضل.
تحتضن مدينة مصدر المجمع الوحيد المعتمد والمتخصص في أنشطة البحث والتطوير بأبوظبي، كما تضم أكثر من 1000 شركة متخصصة في تطوير تقنيات مبتكرة تخدم قطاعات الطاقة المتجددة وتخزين الطاقة والذكاء الاصطناعي والصحة والفضاء والتنقل.
وجهة للعيش والإقامة
يعيش في مدينة مصدر حالياً أكثر من 2500 شخص، ويتوقع أن يرتفع عدد العاملين فيها من 5000 شخص إلى نحو 10000 بحلول عام 2023.وشهدت المدينة إطلاق مجموعة من المشاريع السكنية المتنوعة التي تركز على الاستدامة وتقليل انبعاثات الكربون، منها مشروع فيلا «مصدر» المستدامة التجريبي التي تم استكمالها عام 2017، وهو مشروع يعتمد على طاقة خالية من الانبعاثات الكربونية بالكامل، ومزود بتقنيات وتصاميم تحد بشكل كبير من التأثير السلبي على البيئة.
وتقوم شركة «سان غوبان» بتطوير أول «منزل متعدد وسائل الراحة» في منطقة الشرق الأوسط ضمن مدينة مصدر، ويعد المنزل واحداً من بين 30 مشروعاً مشابهاً تنتشر حول العالم وهو الأول في منطقة ذات مناخ حار.
وتضم المدينة مركزاً للتسوق يضم 60 متجراً للبيع بالتجزئة.
وتستند استراتيجية التنقل في مدينة مصدر إلى تسلسل هرمي يضع المشاة أولاً، ويعتمد شبكة نقل مستدامة تتضمن خدمات مواصلات عامة تعمل بالطاقة النظيفة وتشمل في نهاية المطاف المركبات الشخصية.
وتوظف المدينة، العديد من التقنيات ضمن مشاريع تجارية وتجريبية تشمل إطلاق مركبة «نافيا» كأول مركبة ذاتية القيادة ومستدامة في المنطقة، ونظام النقل الشخصي السريع الأول من نوعه على مستوى العالم والذي نقل أكثر من مليوني راكب حتى الآن.
مشاريع ومراكز
كما تضم مدينة مصدر مجموعة من المشاريع الهامة مثل محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 10 ميجاواط التي كانت تعتبر عند تدشينها عام 2009 أكبر مشروع للطاقة الشمسية من نوعه في المنطقة.
وتضم المدينة النظام المتكامل للطاقة والزراعة بمياه البحر (SEAS) الذي يعد مشروعاً بارزاً قام بتطويره «اتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة»، المؤسسة غير الربحية التي أنشأها «معهد مصدر».
وتحتضن مدينة مصدر حالياً مركز هانيويل للابتكار، وهو مركز للابتكار وتبادل المعارف ودعم عملية التحول الرقمي في قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات والبنية التحتية، وكذلك تحتضن مشروعاً لاختبار تقنيات مبتكرة في مجال تخزين الطاقة الشمسية.
وتضم مدينة مصدر مقارّ عدد من أهم المؤسسات والمنظمات المحلية والدولية التي تلتزم بدعم تحقيق أجندة الاستدامة، منها مقارّ الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، ووكالة الإمارات للفضاء، ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية، وشركات سيمنز، وسان غوبان، وتبريد، وهانيويل، وG42 للرعاية الصحية، بالإضافة إلى شركة «مصدر» التي تتخذ من المدينة مقراً لها.
وتضم مدينة مصدر، الحرم الجامعي لجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، التي توفر للطلبة المحليين والدوليين برامج دراسات في مجال الذكاء الاصطناعي اعتباراً من يناير 2021.
تعتبر مدينة مصدر رائدة في مجال الاستدامة ومركز للبحث والتطوير، تعمل على تسخير الابتكارات من أجل توفير أسلوب حياة أكثر استدامة ومراعاة للبيئة، حيث يتم توليد ما يقرب من ثلث احتياجات المدينة من الطاقة في موقع المدينة، من خلال مصفوفة الألواح الشمسية البالغة قدرتها 10 ميجاواط والألواح المثبتة على أسطح المباني التي تصل طاقتها الإجمالية إلى ميجاواط واحد.
مركز للأعمال
وتعتبر المنطقة الحرة في مدينة مصدر مركزاً لتمكين الأعمال، حيث تدير أكثر من 1000 شركة من ست قارات أعمالها من المدينة؛ وتشمل هذه الشركات كلاً من «سيمنز» و«هانيويل» و«لوكهيد مارتن» و«جي 42» للرعاية الصحية ومعهد الابتكار التكنولوجي، وكذلك شركات إقليمية مثل «تبريد» ووكالة الإمارات للفضاء، ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية.
بيئة مبتكرة
تحتضن مدينة مصدر العديد من المتنزهات ومناطق الترفيه، حيث يمكن للأصدقاء والعائلات الاستمتاع بممارسة أنشطتهم في الهواء الطلق، وتتميز المدينة بوجود ساحات مظللة مناسبة للقاء الأفراد ولعب الأطفال.
كما تضم مدينة مصدر العديد من المطاعم والمقاهي، وطورت ممشى بطول 6 كيلومترات للمشي والجري وركوب الدراجات ويجري توسيعه حالياً ليصبح بطول 10 كيلومترات، كما تواصل مدينة مصدر تطوير مرافقها الرياضية التي تشمل حالياً ملاعب للتنس وكرة السلة وكرة الطائرة ولعبة البادل، بالإضافة إلى ملعب كرة قدم مطابق للمواصفات الدولية.
