عادي
اختيار اضطراري لطلبة مدارس خاصة

وجبات المقاصف.. جودة متواضعة وأسعار مرتفعة

00:03 صباحا
قراءة 6 دقائق
  • مديرو مدارس: المقصف عرض وطلب ولا أحد مجبر على الشراء
  • مورّدون: موجة الغلاء العام وراء ارتفاع أسعار الوجبات
  • الأهالي: أسعار البرغر أو الشاورما بين 7 و10 دراهم

محمد إبراهيم

تقوم فكرة وجود المقاصف في المدارس على أساس توفير خدمة تكاملية تحافظ بها على صحة الطلبة، بتقديم غذاء صحي مدعوم للمتعلمين يتصف بالجودة والسعر المناسب، ومع طول اليوم الدراسي، بعد التعديلات الأخيرة على الدوام، زادت أهميتها وباتت مطلباً لشريحة كبيرة من الطلبة، ودخلت ضمن الالتزامات الأساسية لأولياء الأمور.

ولكن، مع مرور الأسابيع الأولى للعام الدراسي الجاري 2022-2023، أجمعت آراء أولياء الأمور على أن المقاصف في بعض المدارس الخاصة، تقدم وجبات نصف صحية وبأسعار 5 نجوم، ما اضطرهم إلى الاستعانة بحقيبة الطعام، وإعداد طعام أبنائهم في البيت، إذ لم يكلف 5 دراهم، ويكفي لإطعام أبنائهم حتى نهاية ساعات الدراسة.

عدد من الطلبة أكدوا أن الوجبات متنوعة ومختلفة تضم سندويتشات البرغر، أو الشاورما، ويراوح ثمن الواحدة بين 7-10 دراهم، فضلاً عن المحاشي ووجبات برياني الدجاج والكشري، وثمن الوجبة 25 درهماً.

في المقابل، نفى عدد من مديري المدارس الخاصة، وجود تلك الأصناف ضمن قائمة الطعام المقدمة للطلبة، مؤكدين التزامهم بالوجبات الصحية المعتمدة، موضحين أن ارتفاع أسعار الوجبات تحكمه دائماً أسعار الخامات والمنتجات في الأسواق، وفي النهاية المسألة عرض وطلب وعلى أولياء الأمور الاختيار من دون ضغط أو إقناع.

في وقت حسمت مؤسسة الإمارات للتعلم المدرسي، الجدل في جودة الوجبات وأسعارها، إذ اعتمدت قائمة الأصناف الغذائية للمقصف المدرسي مع الأسعار في المدارس الحكومية عام 2022-2023، حيث اشتملت على 82 صنفاً غذائياً، وتفاوتت الأسعار بحسب كل صنف ولا تتجاوز 5 دراهم.

أخصائيو تغذية أكدوا أن الأصناف المذكورة ضمن وجبات الطلبة لا تضم النظام الغذائي السليم، وقد تضر بصحة الطلبة في حال توظيفها بشكل غير صحيح، إذ إن الإفراط فيها يجلب أمراضاً، مثل السمنة والسكري.

«الخليج» تناقش مع الميدان التربوي، بمختلف فئاته، مدى مواءمة وجبات المقاصف للنظام الغذائي السليم، وإلى أي مدى تناسب أسعارها فئات الطلبة، ودور الرقابة المدرسية في عمل المقصف، وتقييم أصنافه وأسعاره.

اليوم الدراسي

البداية كانت مع عدد من الطلاب والطالبات: سحر منصور وعلي عبدالله ومها مراد وسهام حمدان وسامح فايق، إذ أكدوا أهمية المقصف المدرسي، لاسيما بعد طول اليوم الدراسي الذي يبدأ من 7:30 صباحاً ويستمر حتى 3:30، موضحين أن أسعار الوجبات غالية ومبالغ فيها، على الرغم من تواضع مستواها، ونضطر لشرائها لنستطيع تجاوز ساعات الدراسة، موضحين أن «البرياني والكشري والمحاشي» أبرز الوجبات الرائجة بين الطلبة، وثمن الوجبة 25 درهماً، وسعر سندويتش الشاورما، أو البرغر بين 7 و10 دراهم.

من دون جدوى

وأكد أولياء الأمور: فؤاد عبدالله وحمد حمدان، وميثاء الرويسي، وعلياء آل علي، وسجدة مراد، أنه لا جدوى من شراء الوجبات من المقاصف المدرسية، إذ إن أسعارها مبالغ فيها، وتشكل أعباء على أولياء الأمور، مع أعباء سداد الرسوم والوفاء بالالتزامات الأخرى لأبنائهم، لاسيما الذين لديهم أكثر من طالب في مراحل التعليم المختلف.

وعن آليات التعامل مع الوجبات ذات الأسعار المبالغ فيها والجودة المتواضعة، أكدوا أن الاختيار الأمثل كان في الاعتماد على حقيبة الطعام وإعدادها بأطعمة صحية وفواكه ومياه وعصير، ولم تكلف ولي الأمر 5-7 دراهم، وتمكن الطالب من تناول غذائه على مدار اليوم، وليس لمرة واحدة، وفي بعض الأحيان يتبقى من الطعام ليعود مره أخرى للبيت بعد الانتهاء من اليوم الدراسي.

وطالبوا الجهات المعنية بتشديد الرقابة على مقاصف المدارس الخاصة، ووجباتها وأسعارها، وقياس مدى توافقها مع ميزانيات الأسر، فالمقصف لا يقتصر على الجماليات وترتيب الطاولات والمقاعد فحسب، ولكن ينبغي تطبيق نظرية «العرض والطلب» بطريقة أكثر إيجابية، ولا بدّ أن نفرق بين الوجبات المقدمة في مؤسسات تعليمية، والأخرى التي تقدم في الأسواق ومطاعم ال5 نجوم.

قائمة الغذاء

التقت «الخليج» عدداً من مديري المدارس الخاصة «فضلوا الإشارة لأسمائهم بالحروف الأولى»، إذ أكد «ع. م، س. ن، ح.أ، ه.ح»، أن الأصناف المقدمة للطلبة، والوجبات جميعها صحية، وتشملها القائمة الغذائية المعتمدة، ونفوا وجود وجبات، مثل المحاشي والبرياني والكشري والبرغر والشاورما، إذ إن الجهات الرقابية منعت بيعها وتداولها داخل المدارس.

وفي إجاباتهم عن سؤال عن ارتفاع أسعار الوجبات مقارنة مع المدارس الحكومية، أفادوا بأن الأمر يختلف بين مقصف المدرسة الخاصة والحكومية، من حيث الجودة والكلفة، فوجبات الحكومية مدعومة، مؤكدين أن أسعار الوجبات تحكمها كلفة المواد والمنتجات التي تقدمها الشركات الموردة، وفي النهاية المسألة عرض وطلب، ولا أحد مجبر على الشراء من المقصف.

وفي محاولة للوقوف على مدى صحة روايات أولياء الأمور والطلبة، طلبت «الخليج» زيارة المقصف في عدد من تلك المدارس، ولكن رفض مديروها تمكيننا من زيارة المقصف المدرسي، والاطلاع على الوجبات المقدمة وأسعارها لأسباب غير معلومة، وبعضهم أرجع الأسباب إلى الخصوصية التي لا ينبغي أن يطلع عليها أحد حتى فرق الرقابة، الأمر الذي أكد صدق ما جاء في أقوال الآباء والأبناء.

معايير ومواصفات

في المقابل، رحبت مدارس خاصة بزيارة «الخليج»، وأتاحت لها الفرصة للاطلاع على المقصف المدرسي والأصناف المقدمة والأسعار والبيئة التي يتناول فيها الطلبة طعامهم خلال اليوم الدراسي، إذ أكد كل من: وليد فؤاد لافي، وسلمى عيد، وخلود فهمي، التزام مدارسهم بالمعايير والمواصفات الصحية للوجبات كما جاءت من الجهات المعنية، سواء على مستوى إدارات الصحة والتغذية في هيئات التعليم، أو البلديات.

وأفادوا بأن أسعار الوجبات دائماً مدعمة للطلبة، إذ إن الهدف من وجود المقصف توفير وجبات وأصناف غذائية بجودة عالية وأسعار مناسبة للطالب وولي الأمر، والمبالغة في ثمنها أمر غير مقبول في مجتمع التعليم، وفضلوا عدم التعقيب على سلوكات بعض المدارس الخاصة الأخرى على جودة وجباتها وارتفاع أسعارها، واكتفوا بأنها توجيهات غير مسؤولة ينبغي أن تتصدى لها الرقابة على المستويات كافة.

موجة الغلاء

وأكد عدد من الموردين (فضلوا عدم ذكر أسمائهم)، أن ارتفاع أسعار منتجاتهم يأتي بسبب موجة الغلاء العامة التي تجتاح المواد الخام والسلع وأساسيات، وأبدوا استغرابهم من تساؤل واعتراض أولياء الأمور على الزيادة في سعر الوجبات، مشيرين إلى أن إدارات المدارس الخاصة شريك في كل ما نحصده من أرباح، حيث تبحث هي الأخرى عن الربحية وتستغل مواردها لتحقيق أكبر قدر من الأرباح سنوياً، ويعدّ المقصف من أبرز هذه الموارد.

وقالوا: لا نستطيع مقارنة أسعار اليوم بأسعار سنوات سابقة، فكم من التغيرات تشهدها المجتمعات عاماً تلو الآخر، لاسيما أسعار المواد الخام الأساسية، وحتى المخبوزات ارتفعت أسعارها ويقبل على شرائها الجميع، من دون اعتراض، فلماذا الاعتراض إذن، على أسعار وجبات المقاصف؟

العقل السليم

المستشارة الأسرية وأخصائية التغذية أميمة حسين، أكدت أهمية دور المقصف المدرسي في تقديم وجبات غذائية صحية للطلبة، إذ إن العقل السليم في الجسم السليم، وهذا يمكّن الطلبة من التركيز والاستيعاب طوال ساعات الدراسة. مؤكدة ضرورة الالتزام بالنظام الغذائي، الذي يناسب كل طالب، حيث إن الاحتياجات الغذائية تختلف من طالب إلى آخر.

وأشارت إلى ضرورة وجودة أخصائي تغذية في كل مدرسة ليكون المسؤول عن غذاء المتعلمين والوجبات المقدمة إليهم، وليس المورد أو الشركة المعنية بتوريد الأصناف الغذائية، إذ يستطيع الأخصائي معرفة فوائد الأطعمة وقيمتها السعرية الحقيقية، وهنا يتحقق التوازن ليجمع فوائد الغذاء وأسعاره التي تناسب الطلبة وأولياء الأمور وتحقق ربحاً مناسباً لمزودي الخدمة.

أصناف وأسعار

في وقفة مع «مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي»، نجد أنها اعتمدت قائمة الأصناف الغذائية للمقصف المدرسي مع الأسعار في المدارس الحكومية، حيث اشتملت على 82 صنفاً غذائياً، وتفاوتت الأسعار بحسب كل صنف، فكان من بينها المناقيش بأسعار (3-4) دراهم، وتضم الجبن، والزعتر، وفطائر اللبنة والزعتر، الجبن، وبيتزا الخضار، وتويست جبن وطماطم.

وتضمنت القائمة السندويتشات بأسعار (4-5) دراهم، منها بنيني دجاج، فاهيتا دجاج، برغر دجاج، برغر لحم، باربكيو دجاج، شاورما دجاج، سندويتش فلافل مخبوزة، فول، لبنة ونعناع، خيار وجبن.

أما الخضار والفواكه فراوحت أسعارها بين (1-4) دراهم، وتشتمل على: تمر من دون نواة - 3حبات، زبيب، تفاح، أصابع خيار، أصابع جزر، أصابع خيار وجزر، قطع تفاح، عنب أسود من دون بذور، سلطة فواكه، قطع الكيوي، الأناناس المقطع، أعواد الأناناس، أعواد الفواكه، موز، يوسفي، وغيرها.

وتضمنت قائمة الغذاء منتجات الألبان بأسعار (1-3) دراهم، وتشتمل على: مياه معدنية، حليب طازج كامل الدسم + قليل الدسم ( مزارع العين)، حليب طازج كامل الدسم + قليل الدسم طويل الأمد (مزارع العين)، لبن كامل الدسم + قليل الدسم (مزارع العين)، حليب العين بنكهة فراولة وشوكولاتة طويل الأمد، حليب طازج بنكهة وهيل.

17600 درهم سنوياً

أكد أولياء أمور أن الطالب يحتاج يومياً إلى 20 درهماً لوجبات المقصف، وولي الأمر الذي لديه 4 طلاب، ملزم بدفع 80 درهماً يومياً من أجل الطعام ما يعادل 1760 درهما شهرياً، أي 17600 سنوياً، وهذه رسوم دراسية لتعليم طالب في عام دراسي كامل.

وجبات خفيفة

تراوح أسعار أصناف الوجبات الخفيفة المساندة في مقاصف المدارس الحكومية بين (1-4) دراهم، وتشتمل على: بسكويت حبوب القمح وشوفان الفواكه، معمول التمر، ألواح الفواكه (توت بري، تفاح، توت مكس)، نجمات الفواكه، كريسبو فشار (ملح وجبنة وكتشب)، وغيرها.

 

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4csjb7fb

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"