فرصة ذهبية

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

يعد معرض الشارقة الدولي للكتاب، عرساً ثقافياً حافلاً وثرياً كماً وكيفاً، فهذا الحدث يدخل عامه ال41، مناسبة مهمة للاحتفاء بالثقافة المحلية والنهل من مشارب ثقافية عالمية مختلفة في آن واحد. وهذه الثنائية هي نقطة قوة وإشعاع هذا المعرض على المستوى الثقافي عربياً ودولياً.
وفي هذه المناسبة المحتفية بالكتاب والكلمة المقروءة يفتح الباب الإبداعي والإنتاجي والتفاعلي على مصراعيه لتدر الثقافة المحلية الإماراتية شهدها وتنهل من رحيق الثقافات الأخرى التي شدت الرحال عبر جواد الكتاب إلى أرض الإمارات للمساهمة في إحياء هذا المهرجان الثقافي الإبداعي المتفرد، والذي تتربع على عرش أولوياته وامتيازاته وتبجيلاته الكلمة المقروءة.
أعاد معرض الشارقة الكتاب إلى عرشه الذي قيل عنه إنه تزعزع، وأعاده لوجدان القارئ وأحباء الكلمة المقروءة، وأعاد ثقافة التمسك بخير جليس في وقت انفض الكثيرون من حول الكتاب وتركوه على رفوف النسيان والعزلة.
كما يكتسب معرض الشارقة الدولي للكتاب أهمية كبيرة على مستوى إعطاء زخم كبير لدور النشر للعمل باستمرار على ضخ أمهات الكتب والإصدارات للمكتبات العربية والعالمية، فهذا العرس الثقافي هو أكبر تجمع دولي لدور النشر والناشرين، كيف لا وهو في هذه الدورة المتميزة سيكون الحضور على موعد مع 2213 ناشراً من 95 دولة، و129 من الكتاب والمفكرين والمبدعين، من 57 دولة، ليشاركوا في إحياء 1047 فعالية ثقافية متنوعة.
إن هذه الأرقام الكبيرة تعكس ضخامة العطاء في هذا المهرجان المحفز لدور النشر والناشرين على الانضمام بقوة وجدارة إلى ركب نهضة الكلمة المقروءة. ولم تكن كل هذه الإنجازات الثقافية لتتحقق لولا الدعم والعطاء الغزير من «سلطان الثقافة» صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لهذا المعرض وللحركة الثقافية في الإمارات وفي العالم، فسموه رجل ثقافة وعلم ومعرفة وقد عرف بحبه للمسرح وتقديره الكبير للثقافة والمثقفين، وهو صاحب المقولة «إن المشاريع الثقافية مشاريع أمة وعمرها طويل ولا تجنى ثمارها بعد عام أو اثنين»، وإنجازاته في المحافل الثقافية والعالمية غنية عن التعريف. 
إن معرض الشارقة الدولي للكتاب فرصة ذهبية للتعرف إلى الإبداعات الثقافية وإطلاق العنان للمثقف للكشف عن مهاراته وإبداعاته وكذلك الاستفادة من التجارب الرائدة المشاركة في هذا العرس الثقافي، ففي هذه الدورة فحسب سيناقش 33 متحدثاً وناشراً عالمياً في 8 جلسات رئيسية وحوارية الفرص والتحديات التي تواجه القطاع، ومجموعة من القضايا، من بينها مستقبل النشر الرقمي في العالم العربي، والأسواق الناشئة عالمياً لتسويق الكتب المسموعة، وغيرها من المواضيع، وهي مواضيع حيوية يمثل طرقها ومحاولة إيجاد مخارج لمآزقها وتحدياتها، طرقاً معبدة يفتحها هذا المعرض للمثقف لمواصلة مشواره الإبداعي بحماسة ودون كوابح تحجمه عن إيصال كلمته والإضاءة على تجربته وبلوغ طموحه الثقافي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3ne54faj

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"