عادي
تبلغ 13 ساعة يومياً

طول وقت الدراسة يرهق طلبة الجامعات

00:02 صباحا
قراءة 7 دقائق
خلال تدريس الطلية بإحدى الجامعات في أبوظبي

تحقيق: عبد الرحمن سعيد

كثير من أولياء الأمور وأساتذة جامعيين ينصحون أولادهم وطلابهم بضرورة بذل المزيد من الجهد والمثابرة خلال المرحلة الدراسية، خاصة خلال الدراسة الجامعية التي تؤهلهم للحصول على درجة البكالوريوس، حيث إن تخصصهم الذي يدرسونه سيكون مجال عملهم حتى التقاعد على الأغلب، ولكن هل عدد الساعات الدراسية التي يتلقاها طلبة البكالوريوس مناسبة ومنظمة أم تحتاج إلى تعديل؟

عدد من مديري الجامعات أكدوا ل «الخليج» أن نظام الدراسة يتصف بالمرونة، ما يسمح للطلاب باختيار عدد المساقات التي تتناسب مع التزاماتهم خارج الجامعة، فقد يختار طالب البكالوريوس من مساق واحد إلى خمسة مساقات في الفصل الواحد، موضحين أن الساعات الدراسية للطلاب قد تكون نسبية، وتختلف من طالب إلى آخر، حيث يحاولون قدر المستطاع الاستجابة لجميع احتياجات الطلبة، فإذا كان الطالب متفرغاً فلا بد من إرشاده لتسجيل أكبر عدد ممكن من الساعات بحيث لا يؤثر أداؤه في مساق معين على المساقات الأخرى، وإذا كان الطالب ملتزماً بوظيفة، يكون لديه الخيار للدراسة بطريقة مرنة وبنفس الوقت لا تؤخره عن التخرج في الوقت المناسب.

وانقسمت آراء الطلبة حول مدى مناسبة الساعات الدراسية اليومية التي قد تصل إلى 13 ساعة يومياً؛ فمنهم من اعتقد أنها تشكل ضغطاً وعبئاً نظراً لكثرتها، مطالبين بإعادة النظر في آلية توزيع الساعات الدراسية اليومية بحيث تتناسب مع كافة الطلبة، نظراً لأن حصول الطالب على معلومات كثيرة في مواد متعددة قد لا يحقق النفع المرجو من الدراسة، ومنهم من اعتقد أن ساعات اليوم الدراسي مرهقة لكن لها عدة فوائد من بينها أنها تساهم في صقل مهارات الطلبة وتغرس أدق التفاصيل في العقل بأسلوب علمي يصعب نسيانه مع مرور السنوات، علاوة على أنها تعتبر تدريباً على المسؤوليات التي تنتظر الطالب عقب التخرج فور التحاقه بسوق العمل، حيث إن أقل عدد ساعات دوام تبلغ 8 ساعات.

نظام مرن

قال بسام مُرّة مدير إدارة استقطاب الطلبة في جامعة أبوظبي: «يمتاز نظام الدراسة في الجامعة بالمرونة، ما يسمح للطالب باختيار عدد المساقات التي تتناسب مع التزاماته خارج الجامعة، فقد يختار طالب البكالوريوس من مساق واحد إلى خمس مساقات في الفصل الواحد، وطالب الماجستير من مساق واحد إلى مساقين، وعلى هذا قد تتراوح عدد ساعات الدراسة اليومية لطالب البكالوريوس ما بين ساعة ونصف الساعة إلى 6 ساعات، وطالب الماجستير ما بين 3 إلى 6 ساعات».

وأوضح أنه ليس هناك ساعات دراسة إلكترونية إجبارية، وإنما توجد مجموعة من المتطلبات الاستدراكية، والتي لا تعتبر جزءاً من الساعات المعتمدة لبرنامج الطالب، ولكنها تمثل جزءاً أساسياً لتزويد الطالب بمهارات من شأنها أن تساعدهم على اجتياز مساقاتهم المعتمدة بنجاح، لذا قد يتم طرح مجموعة من المتطلبات الاستدراكية إلكترونياً، والتي قد لا نعتبرها ساعات ما بعد الدراسة، ولكن ساعات دراسة إلكترونية.

وأشار إلى أن الطالب في الجامعة قد يختار إنجاز 9 ساعات معتمدة سنوياً «أي ما يعادل 3 مساقات» إلى 30 ساعة معتمدة «أي ما يعادل 10 مساقات تقريباً»، مع العلم أنه كلما قل إنجاز الطالب لساعاته المعتمدة السنوية، زادت المدة المتوقعة للتخرج.

ولفت إلى أنه توجد خطة دراسية مقررة لكل برنامج يتم فيها ترتيب طرح المساقات على أساس التدرج بالمعرفة، وتوضع هذه الخطة بناء على أفضل سيناريو لتخرج الطالب، والتزاماً من الجامعة بتوفير المرونة للطالب، نأخذ بعين الاعتبار احتياجات الطالب والتزاماته حتى يصل المرشد الأكاديمي رفقة الطالب إلى حل وسط يتمثل بأفضل عدد ساعات من شأنها أن تخفف العبء على الطالب وتضمن بذات الوقت للطالب إنجاز متطلباته بأقصر وقت ممكن.

وذكر أن عدد الساعات المعتمدة «أي عدد المساقات»، تتراوح ما بين 120 ساعة «أي أربعين مساقاً» في برامج الإدارة والإعلام إلى 142 ساعة في برنامج الهندسة المدنية متضمنة ساعات المختبرات. وحول رؤية الجامعة في مدى مناسبة الساعات الدراسية للطلاب قال «الإجابة قد تكون نسبية، وتختلف من طالب إلى آخر، نحاول قدر المستطاع الاستجابة لجميع احتياجات الطلبة».

احتساب الساعات

من جانبها أوضحت جامعة زايد أن متوسط المعدل العام الخاص بالمدة الدراسية أو الفصل الدراسي يتمّ احتسابه من خلال إضافة القيمة الرقمية للدرجة الخاصة بكل مادة وضربها بعدد الساعات المعتمدة وقسمة المجموع على مجموع عدد الساعات المعتمدة المأخوذة لقياس التحصيل الدراسي للفصل الدراسي ويستخدم لاحتساب المكانة الأكاديمية للطلاب وأهليتهم لدخول قائمة العميد، ويستخدم المعدل التراكمي لتقييم المكانة الأكاديمية للطلاب، ويحتسب بقسمة مجموع كل نقاط الدرجات المحصّلة في جميع الفصول الدراسية على مجموع عدد الساعات التدريسية المعتمدة، على سبيل المثال، إذا أتم الطالب استكمال 30 ساعة معتمدة للتعليم وحصل على 30 ساعة معتمدة بدرجة «B» ، ثلاث نقاط لكل ساعة معتمدة، فيحصل على ما مجموعه 90 نقطة من الدرجة (3 نقاط لكل ساعة معتمدة × 30 ساعة معتمدة)، ويتم قسمة 90 (العدد الكلي لنقاط الدرجة) على 30 (مجموع عدد الساعات المعتمدة التي تم أخذها) للحصول على معدل تراكمي من 3.0.

وذكرت الجامعة أنها تجري بانتظام مسوحات ميدانية دورية لمراجعة البرامج الدراسية ومدى تحصيل الطلبة خلال دراستهم، مبينة أن عدد الساعات الدراسية تختلف من تخصص لآخر، ولكن اليوم الدراسي تتراوح مدته بين 8 ساعات إلى 10 ساعات دراسية، بينما عدد الساعات الدراسية في المنزل ترجع للطالب «غير إجبارية»، حيث يختلف معدل التحصيل بين الطلبة فمنهم من يحتاج للمراجعة والتطبيق ومنهم من يكتفي بالتركيز خلال الفصول الدراسية.

ساعات مناسبة

وقال معاذ أبو الرب المسجل العام بجامعة العين حول عدد الساعات الدراسية اليومية التي يقضيها الطالب في الجامعة، إنها تحسب وفقاً لعدد المواد التي يطرحها الطالب في كل فصل دراسي، حيث يتمتع الطالب بمرونة اختيار عدد المواد التي سيدرها كل فصل دراسي، فضلاً عن أن عدد الساعات الدراسية المعتمدة التي يجب أن يقضيها الطالب سنوياً، تعتمد على الخطة الدراسية وعدد المواد التي يقوم بطرحها الطالب.

وبين أن الساعات الدراسية تحدد وفقاً للتخصص حيث لكل منه خطة دراسية وعدد ساعات معتمدة خاصة به وتحدد الساعات للطالب حسب المواد التي يأخذها كل فصل، وتختلف بين التخصصات، حيث هناك تخصصات تبلغ الساعات الدراسية لديها 160 ساعة معتمدة وغيرها تبلغ 123 ساعة معتمدة فقط.

ورأى أن عدد الساعات الدراسية التي تفرضها الجامعة على الطلبة مناسبة، حيث تحرص الجامعة على أن تكون الخطة الدراسية للطالب والساعات المعتمدة فيها مناسبة لكل تخصص وتلبي الاحتياجات الأكاديمية بالشكل المطلوب.

مقابلات طلابية

وقالت الطالبة أماني محمد تخصص طبي في إحدى الجامعات في أبوظبي إنها تدرس يومياً حوالي 8 ساعات لمدة 5 أيام في الأسبوع، وعندما تصل المنزل تتطلب منها الدراسة حوالي 5 ساعات أي بمعدل 13 ساعة دراسة في اليوم. وأوضحت أن الدراسة وفقاً لهذا الآلية تتسبب لها بضغط نفسي كبير، نظراً للركض كل يوم لتعلم أشياء جديدة في مجالها الواسع الذي قد يفنى عمرها دون الاطلاع على كل تفاصيله، مشيرة إلى أن نظام الجامعات بشكل عام يتمتع بالمرونة من حيث اختيار المساقات التي سيدرسها الطالب كل فصل دراسي، الأمر الذي يضع الطالب في حيرة من أمره، حيث أنه كلما درس مواد أقل زاد الوقت المتوقع لتخرجه.

دون تركيز

ووافقها الرأي الطالب حمدان مبارك صالح من إحدى الجامعات في أبوظبي حيث قال إنه بعد عدد ساعات معين يصعب عليه استيعاب المناهج، نظراً لأن الدراسة يومياً حوالي 8 ساعات في الجامعة فقط، كثيرة جداً، وقد يصل الأمر إلى أنه يستمع فقط للدروس دون التركيز والفهم. وأشار إلى أنه يلجأ للدراسة يومياً في المنزل حوالي 4 ساعات علاوة على ساعات الدراسة في الجامعة، الأمر الذي يؤرقه نفسياً حيث لم يجد وقت للترفيه.

توزيع الساعات

وقالت إليازية عبد الله تدرس تخصص أمن المعلومات بإحدى الجامعات في أبوظبي أن عدد الساعات الدراسية في الجامعة غير منظم، حيث يبدأ من الساعة 8 صباحاً ويستمر حتى الساعة الرابعة عصراً، بمعدل حصة كل ساعة ونصف أي حوالي 5 حصص يومياً، وهو كم كبير من المعلومات يتلقاه الطلاب بشكل غير منظم، حيث إن بعض المواد الدراسية تتطلب أكثر من ساعة نصف لدراستها، وأخرى تحتاج لوقت أقل.

آلية مرهقة

وبين الطالب مسلم الكثيري يدرس في إحدى الجامعات في أبوظبي أن عدد الساعات الدراسية في الجامعة يتراوح بين 8 ساعات إلى 10 ساعات يومياً، علاوة على عدد الساعات الدراسة في المنزل للمراجعة وصقل المهارات وتثقيف الذات، حيث يراعي مذاكرة دروسه أول بأول أفضل من تراكمها.

وأشار إلى أن هذه الآلية اليومية مرهقة نظراً لأنه لا يتبقى له وقت لفعل أي شيء سوى الدراسة.

صنع ذكريات

ووافقه الرأي الطالب عمر عصام رشدي الذي يدرس في إحدى الجامعات في أبوظبي حيث قال إنه متخبط بين صنع ذكريات شبابية تترك أثراً جيداً في النفوس والتي قد لا يتمكن من صنعها بعد قليل من السنوات نظراً للمسؤولية التي ستقع على كاهله فور التخرج بالبحث عن عمل والانخراط في ضغطه ومن ثم الزواج وإنجاب أولاد، وبين الدراسة التي تقضي تقريباً على أغلب عدد ساعات اليوم.

مرهقة ومفيدة

في المقابل رأت الطالبة عليا الحمادي تدرس المختبرات الطبية بأحد أفرع كليات التقنية العليا في أبوظبي أن عدد ساعات الدراسة مناسب جداً لها، حيث تبدأ الدراسة من الساعة 10 صباحاً وتستمر حتى الخامسة عصراً، بمعدل 7 ساعات دراسة يومياً في الكلية، ومن ثم أغلب الأيام لا تتطلب الدراسة من المنزل، وبعضها قد يحتاج إلى الدراسة ساعتين إلى 3 ساعات كحد أقصى.

وبينت أن ساعات اليوم الدراسي مرهقة لكن لها عدة فوائد من بينها أنها تساهم في صقل مهارات الطلبة وتغرس أدق التفاصيل في العقل بأسلوب علمي يصعب نسيانه مع مرور السنوات.

الطلاب نوعان

ذكرت الطالبة فاطمة هلال تدرس في إحدى الجامعات في أبوظبي أن الطلاب نوعان منهم من يوهب وقته كامل للدراسة وثقيف الذات، والحصول على دورات تدريبية في أوقات الإجازة، ومنهم من يقرر أن يهدر وقته في اللعب واللهو وتنظيم الرحلات برفقة الأصدقاء وصنع ذكريات لا تنسى، الأمر الذي اعتقدت أن اتباعه غير جيد على الإطلاق، حيث يجب على الطلاب الالتفات لدروسهم وتحقيق التفوق.

ورأت أن عدد الساعات الدراسية مناسبة جداً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3d9abbf3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"