سلطان.. جابر عثرات الكرام

00:01 صباحا
قراءة 3 دقائق

لكل مثل أو قصة يتداولها الناس مناسبة أو موقف، ولكل كريم بدايات ومؤشرات تكشف عن معدنه وأصالته وقيمه التي اكتسبها من هذه الأرض الطيبة، ويوم الخميس الماضي كانت الشارقة على موعد مع فعالية تكريمية مستحقة، تضاف إلى الرصيد الكبير لرمز من رموز مجتمعنا وثقافتنا واتحادنا، إنه صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، عندما تسلّم سموه الزمالة الفخرية العالمية من «جامعة باريس بانثيون  أساس»، تقديراً لإسهامات سموّه المشهودة على المستوى الأكاديمي والعلمي والثقافي والأدبي العالمي، وهذا مبعث فخرنا وعزنا جميعاً في الشارقة ودولة الإمارات، أن يكون من بين شيوخنا وقادتنا من توقّره وتكرّمه أكبر جامعات العالم، نظير ما يقدّمه من دعم لمسيرة التعليم الأكاديمي والبحث العلمي، ومن خدمات جليلة للمعرفة في مختلف حقولها وفنونها.
إلى هنا يبقى الحدث إضافة ليست غريبة على صاحب السمو، حاكم الشارقة، الذي تحفل سيرة سموه، بمنجزات علمية وأكاديمية في حقول التاريخ والمسرح والأدب، تشهد بها كبريات الجامعات في العالم، لكن الجديد هو أن الكلمة التي ألقاها سموّ الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، في الحفل، كشفت لنا عن تعلّق صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بصفة الكرم، واهتمام سموه منذ الطفولة بالشخصيات التي عُرف عنها البذل والعطاء وتفقّد احتياجات المحرومين والمحتاجين.
فقد كشفت الكلمة قصة أداء سلطان في مسرحية مدرسية، دور شخصية «جابر عثرات الكرام»، وهو الموقف الذي ينبئ عن شخصية صاحب السمو، حاكم الشارقة، منذ وقت مبكر، وبالتحديد منذ عام 1955، عندما اختار مدير المدرسة القاسمية في الشارقة لطلاب المدرسة  وكان سلطان أحدهم آنذاك  أن يمثّلوا مسرحية شعرية بعنوان «جابر عثرات الكرام»، فاختار سلطان بنفسه أن يؤدي دور جابر عثرات الكرام، وأثبتت الأيام أن سموه، بالفعل، رمز للكرم وجبر العثرات.
وتروي كتب التراث لماذا سمي أحد الكرماء «جابر عثرات الكرام»، وهو عكرمة الفياض، أحد الولاة في عهد الدولة الأموية، وكان يسمع عن كرم شخص يدعى خزيمة، الذي لم يكن يردّ أي محتاج، لكنه تعرّض  كما نقول بلغة اليوم  للإفلاس، فلما سأل الوالي عن حال ذلك الكريم، قال له أصحابه إنه أصبح سيئ الحال، ولم يعد لديه أي مال أو صديق، فانطلق الوالي في الليل متلثّماً ومتنكراً، وطرق باب خزيمة، ففتح له، وأعطاه مبلغاً كبيراً من المال، فلما سأله خزيمة من أنت، ردّ عليه: «أنا جابر عثرات الكرام»، وتعني أنه الذي يصلح حال كرام قومه عند عثراتهم.
فكان أداء صاحب السمو، حاكم الشارقة، لهذا الدور منذ طفولته، تطلّعاً مبكراً لما يقوم به سموه اليوم من جبر للعثرات ومن تفقّد لأحوال المجتمع، ومن متابعة مستمرة لشؤون المواطنين وبذل وعطاء بهدف توفير الحياة الكريمة للجميع، واهتمام بجودة الخدمات من تعليم وصحة وتثقيف وريادة في مختلف المجالات.
هذا هو سلطان «جابر عثرات الكرام» وملهم الأجيال، الذي يؤكد لنا بعلمه وعمله أن الشخصيات الحكيمة والملهمة التي كنّا نقرأ عنها في كتب التراث، يمكن أن توجد بيننا اليوم، بدليل أن الشارقة حظيت بسموه حاكماً مؤتمناً، يلمس المجتمع كرمه وجبره للعثرات، ويلمس أهل العلم تحفيزه للطلاب ليبدعوا ويحصدوا ثمار تعبهم ويلهموا غيرهم، كما فعل «جابر العثرات» الذي يمتدّ كرمه إلى ساحة القيم والفكر، وإلى استشراف المستقبل بثقة من يراهن على الجد والاجتهاد والإخلاص.
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yhm7yetu

عن الكاتب

عضو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"