عادي

أربع وجهات نظر في التاريخ

22:51 مساء
قراءة دقيقة واحدة

التاريخ، كما يرى طريف الخالدي في دراسته «فكرة التاريخ عند العرب.. من الكتاب إلى المقدمة»، ترجمه إلى العربية حسني زينة، نظر إليه من أربع وجهات نظر أساسية، فالتاريخ بما هو حديث كان يعني الحفاظ على ماضي الأمة الديني والدنيوي مع التشديد على طرق تناقل الأخبار، والتاريخ بما هو أدب كان يعني التاريخ من حيث هو سجل لرواية الحضارة الإنسانية تلتمس فيه أنماطاً تتخذ نماذج يسترشد بها السلوك، والتاريخ بما هو حكمة كان يعني إيلاء مزيد من الانتباه المدقق لدور الطبيعة والعقلانية في قبول الأخبار، والتاريخ بما هو سياسة كان يعني التاريخ من حيث هو حوليات بيروقراطية شاملة في تفاصيلها ومصممة أصلاً للاستعمال الإداري.

تبلغ هذه الدراسة ذروتها مع ابن خلدون، ومن الجائز القول إنها تشكل محاولة لوصف التراث الذي جعل عمله ممكناً، ومن جهة أخرى فهي تسعى بمحاولتها هذه أن تستكشف حقلاً ظلله ابن خلدون بظله لمدة طويلة، وقد يقال إن وجهات النظر الأربع هذه بقيت تظلل أعمالاً تاريخية جليلة حتى القرن الثامن عشر. وفي القرن السادس عشر ظهر نوع جديد من الكتابة التاريخية: تواريخ يكتبها العوام، كالحلاقين والمزارعين وصغار كتاب الدواوين وأمراء العسكر المغمورين، ويشكل هؤلاء جماعة صغيرة لكنها متميزة لا تزال ذهنياتها تنتظر التدقيق من قبل العلماء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/238uuvr8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"